السبت 15 سبتمبر 2018 / 19:55

الشيخ محمد بن زايد وروح القيادة

أتابع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من قبل أن توجد شبكات التواصل بعقود طويلة، وقد وجدته يسير على نهج والده العظيم الشيخ زايد، في غرس المحبة بينه وبين كل أفراد الشعب، وفي جعل سعادة المواطن الإماراتي فوق كل اعتبار، وكذا المقيم على أرض الإمارات.

لقد وجدت كل الناس يحبونه محبة استثنائية، محبة هو بلا شك جدير بها. إنه قائد ملهم تُشع منه الطاقة عندما يقف على قدميه لساعات، يحاضر أمام الجماهير ويلهب حماستها الوطنية لمطلب نبيل، هو مستقبل الإمارات المشرق، وكيفية الحفاظ على إشراقه.

الشيخ محمد بن زايد يملك روح المبادرة ويؤمن بالمبادرة كمبدأ استراتيجي، وأنه ليس للقائد أن ينتظر التحديات حتى تأتي إليه، بل عليه يبادر بالذهاب إليها ومواجهتها. في كل التحديات السياسية والاقتصادية نجد هذا القائد الملهَم الشيخ محمد بن زايد وهو يمسك بزمام المبادرة، بكل شجاعة وتصميم. السعادة عند محمد بن زايد، كأي قائد عظيم، تكمن في تحقيق الأمن الوطني، الأمن بكل معانيه التي تخطر على البال، يتجاوز بذلك معنى تحقيق النظام وهيمنته على الأرض، إلى تحقيق الأمن الاقتصادي للأجيال القادمة التي ستعيش في الإمارات بعد خمسين سنة. الشيخ محمد بن زايد، لا يرضى بأن يكون ذلك الجيل في نفس حالة الرخاء الذي تعيشه الإمارات الآن، بل يسعى بكل تصميم راسخ، لما هو أفضل مما هو قائم الآن.

السعادة عند محمد بن زايد تأتي من ترسيخ قيم التسامح بين البشر، لذلك وجدناه يوجه بإطلاق اسم "مريم" على مسجد كان يعرف باسم مسجد محمد بن زايد، ترسيخاً للصلات الانسانية بين المسلمين والمسيحيين.

الشيخ محمد بن زايد قارئ متميز للتاريخ، ويعرف فداحة الخسارة التي منيت بها الإنسانية بسبب الحروب الدينية عبر التاريخ القديم والحديث. الحرب بسبب الدين كانت هي النموذج السائد في العصور الوسطى، فكم من المذابح صارت، وكم من الأطفال تيتموا، وكم من النساء ترملت، وكم من الأسر هُجرت من ديارها،  في كل مكان من الأرض. إنها أرقام ضخمة لا يمكن أن نحصيها بأي حال من الأحوال، لكننا نستطيع أن نشارك في منع تكرارها.

هناك من رجال الدين غير المتسامحين، من كل الملل والنحل من يعتقد أنه يجب أن يقاتل الناس ويقتلهم حتى يدخلوا في دينه قسراً، رغم أن الدين يقوم على الحرية ( لا أكراه في الدين ) فكل إنسان يختار دينه، والله وحده من له الحق في محاسبته على هذا الاختيار. الإكراه لا يمكن أن يكون سبباً في اعتناق أي دين، لأنك إذا وضعت السيف على رقبة إنسان وفرضت عليه عقيدتك، فإنه بلا شك سيتقي شرّك ويدعي أنه قد دخل في دينك، وهو يكذب، فتكون بهذا قد كرست النفاق لا الإيمان في قلب ذلك الإنسان. الشيخ محمد بن زيد يؤمن بهذا النهج، أن التسامح وحده هو الذي يكسب القلوب ويقرّب الناس من بعضهم، فتنشأ بين الدول المبادئ التي تؤسس للتعاون والتشارك والتبادل الاقتصادي والمنافع المشتركة والتكاتف الإنساني، تحت قاعدة (لكم دينكم ولي دين).

من هذه القاعدة ينطلق الشيخ محمد بن زايد لتوثيق علاقة دولة الإمارات بدول العالم والتعامل مع كل الجنسيات الموجودة في بلاده بكل محبة وتقدير، فالعالم كله موجودٌ ممثَلٌ في الامارات، من خلال الشركات والجامعات الكبرى التي فتحت فروعاً في هذه الواحة الآمنة، وممثلة أيضاً في أعداد السواح التي تجاوزت 23 مليون إنسان . بالنسبة للشيخ محمد بن زايد، هذه رسائل إيجابية ترسلها دولة الإمارات إلى العالم، ولا شك أن العالم سيردّ على السلام بالسلام.

بالنسبة للشيخ محمد بن زايد، ثروة الإمارات الحقيقية هي أبناؤها، والتعليم هو الوسيلة الأساس لتنمية وتطوير مواهب الأبناء، فالعلم هو الأداة التي تحدث التغيير في عقول الأجيال. لكنه أيضاً جيل يعرف قيمة ماضيه ويحب تراثه، إنه الجمع بين الأصالة والمعاصرة في أفضل صوره. هذا الاستثمار في الأجيال القادمة من الذكور والإناث الذين يحبون دولتهم ويغارون عليها، وينطلقون نحو غد مشرق، متسلحين بالعلم والمعرفة لتحقيق الرفاه والتنمية المستدامة، هو استثمار محمد بن زايد ورهانه. يقول الشيخ محمد بن زايد : " ما من أمة تسعى لأن تحتل مكانا مرموقاً ومتميزاً، إلا وأولت العملية التعليمية والتربوية اهتماماً بالغاً، تستطيع من خلالها بناء جيل واعٍ متمسك بثقافته، وقيمه، وتقاليده أولاً، ثم قادراً على التكيف مع تطورات العصر، ومعطيات التكنولوجيا الحديثة ثانياً.

ذات مرة، خاطب الشيخ محمد بن زايد الشباب وطلبة الجامعات الإماراتية في "مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل" قائلاً : "أنتم جيل مهم، ونريد أن ننافس بكم العالم". الشيخ محمد بن زايد رجلٌ اجتمعت فيه مواصفات القائد الكامل، فعندما تصدر منه مثل هذه العبارة القوية المحفزة للشباب من ذكور وإناث، فلا تسل عن التفاني ولا تسل عن بذل أقصى حدود الجهد من قبل أولئك الشباب. هذا التحفيز رأينا أثره بأعيننا في هؤلاء الشباب الذين برعوا في شتى التخصصات العلمية والفنون، سواء منهم من تلقى التعليم في الخارج أو تعلم في الإمارات، إنهم واجهة مشرقة مشرفة، ليس للإمارات وحدها، بل لكل العرب.