الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأحد 16 سبتمبر 2018 / 12:40

قبل الأونروا ومكاتب المنظمة...أمريكا سعت دائماً إلى تركيع الفلسطينيين

24- زياد الأشقر

عن الدور الأمريكي في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، كتبت الباحثة داليا هاتكوا في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه لعقود خلت، انخرط القادة الفلسطينيون في عملية سلام مزيفة، ساعين إلى تطبيق خطة الأسرة الدولية بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما كانت الولايات المتحدة في هذا الوقت تسعى إلى الحفاظ على خرافة أنها وسيط نزيه ومحايد.

القشة التي قصمت ظهر البعير هي إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الأسبوع الماضي على أساس أن القادة الفلسطينيين أخفقوا في تحقيق تقدم في مواضيع الوضع النهائي مع إسرائيل

وقالت إن إدارة الرئيس دونالد ترامب نزعت أخيراً ذلك القناع، كاشفةً لونها الحقيقي. وبقدر ما تكون الشعارات الصادرة عن البيت الأبيض مسيئة للفلسطينيين، يقدر ما تعبر عن الحقيقة.

ومنذ 1967، جرب الفلسطينيون كل شيء لتحرير أنفسهم من الاحتلال المتوحش. جربوا المقاومة المسلحة، التي جعلتهم منفيين في الدول العربية، ممهدين الطريق لاتفاقات أوسلو، وجربوا المقاومة غير المسلحة التي وفرت لهم تغطية إعلامية لكنها أدخلتهم إلى السجون، وجربوا الاقتصاد النيوليبرالي، الذي وفر لهم مساعدات مالية، ومقاهٍ جميلة في رام الله، وجربوا الديبلوماسية، وانضموا إلى المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة، ما جعلهم يتعرضون لتهديدات إسرائيل والولايات المتحدة.

 فرضية خاطئة
وأوضحت الباحثة أن الولايات المتحدة توسطت مدةً طويلةً في مفاوضات السلام في ظل الافتراض الخاطئ عن وجود جانبين متساويين يتنافسان على قطعة الأرض نفسها.

وعندما وصل ترامب إلى السلطة، نظر إليه العديد من المسؤولين الفلسطينيين بحماسة شديدة، متمسكين بالأمل بأن أسلوبه الذي لا يمكن التنبؤ به يمكن أن يترجم انتصاراً لهم. لكنهم كانوا على خطأ كبير.

وعندما بدأت الشائعات تسري عن أن ترامب يخطط فعلاً لنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس دعماً لزعم إسرائيل أن المدينة هي "عاصمة موحدة"، سرت شائعات عن أنه سيفتتح أيضاً سفارة أمريكية في مكان ما من القدس الشرقية. لكن لم يكن ثمة سفارة توأم.

وعوض ذلك كان هناك حفل انتصار ترأسه جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب ومستشاره، وأربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، وبشكل لافت وزير الخزانة ستيفن منوشن. وعلى مسافة 60 ميلاً فقط في قطاع غزة، اندلعت الاحتجاجات بسبب هذه الخطوة، حيث قتل 58 متظاهراً غير مسلح وأصيب أكثر من 2000 آخرين على يد الجيش الإسرائيلي.

الأونروا
وأضافت أنه في 31 أغسطس (آب)، طاردت إدارة ترامب وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم "الأونروا".

ولطالما كانت الولايات المتحدة شريان الحياة بالنسبة للوكالة. لكن الإدارة قطعت كل المساعدات عنها، واصفةً إياها بـ "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه" وبأنها "غير قابلة للاستمرار".

مكاتب منظمة التحرير

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن الأسبوع الماضي، على أساس أن القادة الفلسطينيين أخفقوا في تحقيق تقدم في مواضيع الوضع النهائي مع إسرائيل بينما كانوا يسعون إلى محاكمة المسؤولين الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.

وفي الواقع فإن إدارة ترامب تعمل بجهد على إيجاد تسويات لقضايا الوضع النهائي، الحدود والقدس واللاجئين، تكون في مصلحة إسرائيل. لكن العقبة الأساسية التي واجهتها الإدارة هي العثور على وسيلة للضغط على الفلسطينيين للقبول بما تقرره واشنطن.

وذكرت الباحثة بأن البيت الأبيض أوضح أنه مستعد لاستعمال المساعدات سلاحاً، وبأن المسؤولين الأمريكيين لم يخفوا حقيقة أنهم يسعون إلى التأثير على الفلسطينيين لإرغامهم على الخضوع لخطة السلام التي وعد بها ترامب منذ فترة طويلة.