الجمعة 2 نوفمبر 2018 / 07:47

السينما والإعلام والثقافة في الخليج.. ولادة إبداعية وقفزات

24 - الشيماء خالد

استقبل معهد جامعة نيويورك أبوظبي، مؤتمر "السينما ووسائل الإعلام البصرية في الخليج"، سعياً لإعادة تعريف الأطر والمفاهيم التي توضح التصورات والأحداث في منطق الخليج بشكل أفضل، وناقش مختصون القفزات المتوقعة في السينما والإعلام، بالتمازج مع الحراك الثقافي والاجتماعي في المنطقة.

وقدمت المؤتمر، أستاذة علوم الاتصال والإعلام في جامعة زايد، علياء يونس، التي تحدثت مطولاً عن أهمية إقامة المؤتمر ونقاط تميز الخليج في الإعلام الجديد، وقالت في لقاء مع 24: " كان لدينا هذا التصور منذ 3 سنوات مضت، وهو كيف لا يتم التركيز حقاً على الفيلم في الخليج رغم تاريخه الطويل وهذا لا يعني الخليج وحده بل حتى الهند وباقي العالم العربي وإفريقيا، وكيف يلتقي ذلك كله وشكل هذا الوسط الإعلامي وكذلك الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي لذا أردنا إقامة مؤتمر أكاديمي لمناقشة ذلك وجمعنا محترفين ممن يعملون في الميدان حول مستقبل الانتاج هنا في منطقة الخليج".

أوجه حادة.. تواصل اجتماعي.. تجارة أضخم
وتضيف يونس: "أهم ما يحدث في الخليج اليوم أنه أصبح نقطة قيادية على مواقع التواصل الاجتماعي وأقصد كذلك منصات مثل يوتيوب، لذا لدينا هذه النماذج المثيرة للاهتمام والتي لا نرى مثلها حول العالم من ناحية تطورها السريع والحاذق، وهذا فعلاً ما يبرز فيه الخليج وخاصة الإمارات"

وتقول: "تقديم النص الروائي سيصبح في السينما تجارة أضخم مما عهدناه، وذلك لأن فكرة التليفزيون أصبحت تتغير اليوم، وفي المستقبل سيصبح الجمهور متفرقاً ومتبايناً أكثر، بشكل سيعل كل منا يشاهد ما يريده في الوقت الذي يقرره، عوضاً عن المشاهدة في مجموعات، وهذا طبيعة جديدة تأخذ بالتبلور مع متطلبات العصر، الذي للفردية فيه أوجه حادة متنوعة".

السعودية
كما التقى 24 الباحث والأكاديمي، مصعب العامري، من السعودية، والذي تحدث عن القيود والإخفاقات في تاريخ السينما السعودية والصحوة والتقدم اليوم، وعن الثقافة والسينما السعودية وتأثيرها على الخليج في نهضتها، حيث يقول: "كان هناك قيود على صناعة السينما في السعودية بشكل مخيف كما نعلم، وارتبط ذلك بالأحداث التاريخية والتغير الثقافي في المملكة منذ بداية 1930 وحتى 2005، وكانت الصعوبات جمة والرفض والفشل والإخفاقات طبعت صناعة الفيلم، ورغم محاولات أخرى جيدة تسبت أحداث الصحوة بسقوطه عام 197، ولكننا اليوم نشهد عودة الصعود".

ويضيف العامري: "السينما أصلها منتج ثقافي، البيئة السينمائية السعودية نابعة من ثقافة مجتمعها بطبيعة الحال، وبالتالي الفترة القادمة نحن بحاجة لرؤية أعمال تترم ذه الثقافة كحال ما نراه في التشكيل والتصميم خاصة لسيدات سعوديات، وهذا بدا يمثل الثقافة بشكل واضح، والسينما تقف اليوم بجانبهم بشكل ما لتمثيل الثقافة والهوية السعودية، كون السينما بالأساس تثقيف قبل الترفيه".

المنتج
ويرى العامري أن النص الأدبي يجب أن يقدم في السينما بصورة تكون الثيمة الإنسانية العالمية حاضرة فيه، والتي يشترك أعلب البشر فيها معاً، وهكذا ينجح، "وفي الوقت ذاته يجب أن تكون القصة عميقة ولتحقيق ذلك عليها أن تأتي محلية بحتة، وهذا هو طريق التميز للمحتوى الخليجي المقدم برأيي".

ويقول: "كون السعودية هي أم الخليج وبحكم مساحتها الجغرافية وعدد السكان فإن ازدهار السينما في السعودية سينعكس على دول الخليج، كما رأينا مثلاً الإمارات لديها بيئة سينمائية قوية، وشركات إنتاج كبرى، لكن ينقصها المنتج نفسه في القصة وتطويع المواطن الإماراتي لها، وبالتالي أتوقع يكون هناك أعمال قوية ملفتة في السعودية والخليج ككل في حال تعاونوا في هذا الإطار".

عصر ذهبي
وتشير الباحثة في علوم الاتصال، د. فرانز جون، إلى تأثير تحول النص الأدبي والروائي في الخليج وتطوره على السينما والإعلام في الخليج، وتقول: "هناك ولادة إبداعية مثيرة في الخليج، خاصة في الإمارات، حيث الفن يشهد عصراً زاهياً متنامياً، وكذلك حراكاً أدبياً وثقافياً كبيراً، وأعتقد أن هذا بداية عصر ذهبي متوقع، كما أن البيئة في الإمارات، وأخيراً التغييرات في المملكة العربية السعودية، تسمح بحركة كبرى في صعد إبداعية متلاقحة، وهناك الكثير من القومات التي ستساعد على قفزة عملاقة في السينما".

وتضيف: "الخليج اليوم يملك بيئة مذهلة لتطور منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، وكذلك السينما والتلفزيون، والإمارات مثلاً توظف أفضل المصادر في عالم الإعلام، وهناك رحلة منتظرة للمؤسسات الإعلامية، وفيما يخص السينما بالتبعية تساهم بيئة الإمارات الإنتاجية في كبريات وأشهر الأسماء والأعمال في هوليوود وبوليوود، ناهيك عن دعم صناعة السينما الشابة بشكل مذهل ومتنام، وتغيرات المجتمع والثقافة اللافتة في السعودية والخليج كذلك تدعم تطور السينما، إذاً نرى بشكل ما أن الوليد الذي كان يحبو على وشك الركض اليوم".