السبت 10 نوفمبر 2018 / 10:47

صحف عربية: أموال قطر.. زيتٌ على نار الأزمات العربية

ترتحل قافلة الأموال القطرية من بلد عربي إلى آخر، لا لتخفيف وطأة الأزمات، أو إنهاء الانقسامات بل لزيادة الخلافات، وتغليب طرف على آخر، حتى تبقى المنطقة مقسمة، مفككة، لا تقوى على توحيد صفها. وفيما يرفض العراق عرض الدوحة المُغري بتقديم خدمات مالية للالتفاف على العقوبات الإيرانية، خرجت العلاقات القطرية الإسرائيلية إلى العلن، وذلك في إطار سعي الدوحة للحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.

وبحسب صحف عربية صادرة اليوم السبت، فإن الدعم المالي الذي قدمته الدوحة إلى قطاع غزة يستهدف بشكل أساسي مساعدة حركة حماس، التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع، الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.

لعبة "خداع" الفلسطينيين
يعي أبناء الشعب الفلسطيني "الدور الهدام" الذي تلعبه الدوحة، خاصة في ظل تقديمها حفنة دولارات قليلة من حين لآخر لحركة حماس المتعطشة إلى الأموال أكثر من أي شيء آخر. 

ويعكس الوعي الفلسطيني، رشق عشرات الشبان الفلسطينيين في غزة موكب السفير القطري، محمد العمادي، بالحجارة، أثناء زيارته لمخيم العودة شرق قطاع غزة، وفق ما أظهره مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع.

وتقول صحيفة "الوطن" البحرينية، إن "رشق العمادي بالحجارة هذه المرة يتزامن مع جملة من التطورات، أبرزها الأموال التي أدخلت الخميس في سيارته إلى غزة، المخصصة فقط لموظفي حركة حماس".

وفي حين تنفي الدوحة أن يكون لها أي علاقة مع تل أبيب، تقول وسائل إعلام إسرائيلية، إن السفير أدخل 15 مليون دولار لحركة حماس، عبر إسرائيل، الخميس. ما يعكس عُمق العلاقة القطرية الإسرائيلية المشبوهة.

وأكدت "الوطن"، أن العلاقات القطرية الإسرائيلية خرجت إلى العلن في الفترة الأخيرة، في إطار سعي الدوحة للحصول على دعم إسرائيلي ضد الاتهامات الدولية لها بتمويل الإرهاب.

كما أن العمادي، قال في تصريحات سابقة له، إنه زار إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014. واعترف الدبلوماسي القطري بأن أموال المساعدة التي تقدمها بلاده إلى الفلسطينيين تهدف إلى تجنيب إسرائيل الحرب في غزة، مؤكداً أن التعاون مع إسرائيل يجنبها تلك الحرب.

"حرب الضرورة"
ويتفق مع ما سبق، ما قاله الكاتب ناجي صادق شراب في مقال نُشر في صحيفة "الخليج" الإماراتية، إن من مصلحة إسرائيل أن تبقى غزة هادئة؛ لأن أي انفجار شعبي ستكون إسرائيل أول من يتأثر به، وقد تواجه سيلاً من التدفق البشري، ولذلك تمارس إسرائيل سياسات الحصار بالتخفيف؛ أي عدم الوصول إلى حد الانفجار.

وأوضح أنه بالنسبة لحركة حماس، لا يمكن تجاهل أن أحد أهدافها الاستراتيجية العليا، هو أن تحتفظ بكينونتها القوية في غزة، والتي قد تشكل نواة لحركة "الإخوان"، لكل من قطر وتركيا. وبناء على هذا الهدف، وصلت حماس لقناعة بأنها مجبرة على الحرب، وأن الهدف الرئيسي هو رفع الحصار، وفتح المعابر، وإيجاد حلول لمشاكلها من موظفين وخدمات، بما يحفظ بقاءها، وتدرك أن الحرب هذه المرة ستكون مكلفة، وثمنها السياسي أكبر، وأن كل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية لا تعمل لصالحها، والبديل للحرب هو مسيرات العودة التي تتحكم فيها وصولاً للتهدئة المطلوبة التي في حال تحققها سيكون موقفها أقوى، حتى في أية مفاوضات للمصالحة. وهذا الهدف هو الذي دفع للتوافق على تصريحات لقياداتها، بأن الحرب ليست خياراً لغزة، وهي خيار غير عقلاني.

عروض مشبوهة
من جهة أخرى، لا تكف قطر عن العبث بأمن المنطقة العربية لخدمة مصالح إيران، وكان آخر عروض الدوحة  اقتراحها على مسؤولين عراقيين، استخدام بنوك في الدوحة، للالتفاف على العقوبات الأمريكية التي تقيد التعاملات المالية مع إيران. وقالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن "هذا العرض نقله وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، لدى زيارته بغداد الأربعاء"، حيث التقى كبار المسؤولين التنفيذيين والسياسيين في العاصمة العراقية.

وفي حين يدعم سياسيون عراقيون مقربون من إيران تنفيذ المقترح القطري، إلا أن مصادر كثيرة استبعدت موافقة العراق على المقترح، الذي قد يعرض بغداد لعقوبات أمريكية قاسية، مستدركة بأن "علاقات الدوحة ببعض الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، منذ صفقة الإفراج عن الصيادين القطريين الذين اختطفوا في العراق، ربما تكون بوابة لتنفيذ المقترح القطري بعيداً عن المنافذ الرسمية للحكومة العراقية".

عزلة طويلة 
تزداد عزلة قطر يوماً عن يوم، وفي الوقت الذي تسعى فيه منابر الدوحة الإعلامية الترويج لشائعات بأن الدول العربية تسعى للتصالح مع الدوحة، كذب نشطاء خليجيون الادعاءات القطرية.

ونقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية، بعض الردود الخليجية التي تكذب شائعات قطر، وقال الناشط السعودي، منذر الشيخ مبارك: "واهم من يعتقد أن الخلاف الخليجي سيحل في ظل وجود تميم أو في ظل حياة من يتحكم بالأمر في قطر..أعني الحمدين!!..الوطنيون الجدد الذين يحضرون وقت الغنائم فيداسون بالأقدام وأما الخاسر الأكبر أناس أدعوا الحياد ودخلوا في مشكلة لاناقة لهم فيها ولاجمل!!".

وكشف الإعلامي الخليجي، جمال الحربي، استغلال كل من قطر وتركيا، للإخوان في تنفيذ مخططاتهم ضد المنطقة العربية، مشيراً إلى أن قواعد الإخوان تقدس كل من الدوحة وأنقرة.
 
وفضح الكاتب الإماراتي، هاني مسهور، طريقة استغلال قطر وتركيا، للإخوان فى الملف اليمني ضد التحالف العربي ولصالح الحوثيين، من أجل إطالة الأزمة اليمنة خلال الفترة المقبلة.

وقال الكاتب الإماراتي، إن حزب العدالة والتنمية في تركيا يساهم فيما يسمى "مؤتمر اليمن" ويحشد عبر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لحملة تأليب الرأي العام الدولي ضد التحالف العربي، متابعاً: المطلوب من الحكومة اليمنية إصدار بيان واضح ضد هذه التحركات المناهضة للتحالف العربي.