طائرة استخدمت لخطف مواطن من كوسوفو متوقفة قرب طائرة الرئيس رجب طيب اردوغان في مطار برلين.(أرشيف)
طائرة استخدمت لخطف مواطن من كوسوفو متوقفة قرب طائرة الرئيس رجب طيب اردوغان في مطار برلين.(أرشيف)
الجمعة 14 ديسمبر 2018 / 08:35

تحقيق: بهذه الطائرات خطفت تركيا منشقين

24- زياد الأشقر

في أحد الصباحات هبطت طائرة نفاثة كتب على ذيلها "تي سي -كي إل إي" في بريستينا عاصمة كوسوفو، لتعود وتقلع بعد ذلك بساعتين، وعلى متنها ستة مواطنين أتراك، خمسة بينهم مدرسون، وحطت لاحقاً في قاعدة جوية تركية، وفق ما تبين لتحقيق أجرته تسع وسائل إعلامية.

في سبتمبر، اعتقل سبعة موظفين في مدرسة تابعة لحركة غولن في كيشناو عاصمة جمهورية مولدوفا السوفياتية السابقة، ونُقلوا إلى تركيا

ونقلت راشيل غولدبرغ في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن زوجة أحد الرجال الستة أن زوجها خطف على أيدي رجال محليين قدموا أنفسهم على أنهم رجال شرطة، بعدما أوقفوه على طريق سريع في قرية قرب بريستينا. والطائرة التي استخدمت في عملية الخطف تملكها شركة سياحية وشركة بناء. وهي مسجلة في أنقرة، وعنوانها هو شقة عائدة لجهاز الاستخبارات التركي، بالقرب من مقرها الرئيسي.

طائرة أردوغان
واستناداً إلى موقع إلكتروني يراقب الطائرات، فإن الطائرة التي استخدمت في عملية الخطف، شوهدت في سبتمبر (أيلول) جاثمة قرب طائرة أردوغان عندما كان في زيارة لألمانيا. واستناداً إلى الموقع الإلكتروني أي دي إس إيكستشاينغ، الذي يرصد الرحلات الجوية، فإن الطائرة هبطت في أوائل ديسمبر (كانون الأول) في فنزويلا عندما زار أردوغان ذلك البلد. وأيضاً في حادث انتشرت أخباره على نطاق واسع، أُجهضت محاولة لخطف ناظر مدرسة من مونغوليا إلى تركيا. وكان المدرس يعمل في مدرسة بآلان باتور لها علاقة بخصم أردوغان الداعية الإسلامي فتح الله غولن.

وبعد اعتقال الرجل، اشتكت عائلته في وسائل الإعلام وفي اللحظة الأخيرة حالت الحكومة المنغولية دون إقلاع الطائرة التي أُرسلت من تركيا. وقد التقطت وسائل الإعلام صورة للطائرة التي كتب على ذيلها تي تي-4010. وتفيد الوثائق بأن الطائرة مسجلة أيضاً باسم شركة سياحية يقع مقرها في مجمع تابع للاستخبارات التركية.

مساعدة من دول
ولفتت غولدبرغ إلى أنه في معظم الحالات، تتلقى تركيا مساعدة من الدول التي يخطف فيها المواطنون الأتراك. ففي سبتمبر، اعتقل سبعة موظفين في مدرسة تابعة لحركة غولن في كيشناو عاصمة جمهورية مولدوفا السوفياتية السابقة، ونُقلوا إلى تركيا. واستناداً إلى وسائل الإعلام المولدوفية، فقد اعتقل الأشخاص السبعة بواسطة الشرطة المحلية في منازلهم أو في طريقهم إلى المدرسة وتم نقلهم إلى مطار قرب اسطنبول. وأقرت السلطات المولدوفية بأنها تعاونت مع تركيا في اعتقال الرجال السبعة لأنهم "يشكلون خطراً على الأمن القومي". وفي هذه الحال، نقل السبعة إلى تركيا بواسطة طائرة تستخدم عادة في رحلات مستأجرة.

مائة شخص
وقالت إنه استناداً إلى المسؤولين الأتراك، أعادت تركيا من الخارج مائة شخص من منظمة غولن يعملون في 18 بلداً. واشتكت منظمة العفو الدولية من عمليات الخطف من الدول الأجنبية والتي تعتبر غير شرعية. ووفقاً لعائلات المختطفين، فإن هؤلاء كانوا يحتجزون في سجون عادية بعد اتهامهم بالإرهاب.