تظاهرة حاشدة في غزة.(أرشيف)
تظاهرة حاشدة في غزة.(أرشيف)
الإثنين 17 ديسمبر 2018 / 14:42

3 أسباب تمنع إسرائيل من القضاء على حماس

في ضوء تصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس، يتساءل عدد من المحللين الإسرائيليين عن السبب الذي يمنع الدولة العبرية من استخدام تفوقها العسكري لسحق الحركة.

في حال خلعت حماس من السلطة في غزة، قد تضطر إسرائيل لتولي مسؤولية حكم قطاع غزة من جديد، وإدارة شؤون مليوني شخص من سكانها من أجل منع حصول فوضى

وترجع تلك التساؤلات بحسب ما كتبه في موقع "ناشونال إنترست"، جاكوب آرون كوليير، باحث لدى معهد دراسات الأمن الوطني في تل أبيب، وذكي شالوم باحث لدى معهد دراسات الأمن الوطني في كلية عسقلان الأكاديمية، لتفاخر إسرائيل بحيازتها أقوى وأحدث التقنيات العسكرية المتقدمة في الشرق الأوسط.

ومن ناحية أخرى، رغم امتلاك حماس ترسانة ثقيلة، وهي أيضاً لا تخفي عداوتها لإسرائيل، تبقى عاجزة عن التغلب على القوة النارية للجيش الإسرائيلي.

كما لا تستطيع حماس تشكيل خطر وجودي على الدولة اليهودية، أو مصالحها الحيوية بواسطة وسائل عسكرية فقط. وفي أفضل الحالات، بوسع حماس تعطيل الحياة اليومية لمدنيين، وخاصة في جنوب إسرائيل، ووضع قضية غزة على رأس الأجندة السياسية الإسرائيلية.

ويشير كاتبا المقال لأهمية التنبه لاستهداف منظمات إرهابية مدنيين آملاً في إجبار حكومات على تقديم تنازلات سياسية. وفي هذا الإطار، نجحت حماس في خلق تهديد استراتيجي لإسرائيل. ولهذا السبب، يتساءل بعضهم عما يمنع إسرائيل من تقويض حماس، وإنهاء ذلك التهديد!.

فقدان شرعية
وتشعر إسرائيل بافتقارها شرعية استخدام كامل قدراتها ضد حماس، ويعود ذلك لمخاوف حيال صورتها في الرأي العام العالمي. ورغم اعتراف عدد من الحكومات الأجنبية في الماضي بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، يطالب كامل المجتمع الدولي أن تكون العمليات الإسرائيلية متكافئة، أي أن لا تستخدم إسرائيل كامل قدراتها ضد حماس. وإلى ذلك، يخشى وقوع عدد كبير من القتلى وإحداث دمار كبير في غزة، حال تنفيذ هجمات إسرائيلية كبرى.

دروع بشرية
وعلاوة عليه، يشير الكاتبان لاستخدام حماس دوماً أبرياء كدروع بشرية من أجل ردع هجمات إسرائيلية. ورغم انتقاد العالم لهذا التكتيك، ما إن تعرض على شاشات التلفزة حول العالم صور لدمار في غزة، حتى تتصدر عناوين الأخبار انتقادات دولية لإسرائيل، تتلوها حملة مكثفة لوقف هجماتها ضد حماس.

ويضاف إليه، حسب كاتبي التقرير، قد يعني استخدام وسائل عسكرية لإسقاط حماس، حصول ما لا تحمد عقباه بالنسبة للمصالح القومية الإسرائيلية، وعلى رأسها انتشار فوضى في غزة في حال سقوط سلطة حماس.

تحمل مسؤولية
ويقول الكاتبان إنه في غياب سلطة مركزية في غزة، قد تنفذ فصائل متشددة صغيرة عمليات شديدة الخطورة ضد إسرائيل، ولا يكون، عندها، أمام الجيش الإسرائيلي جهة تحملها مسؤولية ما جرى، أو تتفاوض معها.

ويمكن اختصار تلك الصورة بأن إسرائيل قد تستطيع ردع منظمات إرهابية، ولكنها لا تستطيع ردع قوى الفوضى.

وثانياً، في حال خلعت حماس من السلطة في غزة، قد تضطر إسرائيل لتولي مسؤولية حكم قطاع غزة من جديد، وإدارة شؤون مليوني شخص من سكانها لمنع حصول فوضى. وقد ينطوي ذلك، حتى دون ذكر الضغوط السياسية والاجتماعية التي ستنجم عن إعادة احتلال غزة، تحمل إسرائيل عبئاً اقتصادياً هائلاً، لأنه يتحتم عليها تأمين معيشة وعلاج مليوني فلسطيني من سكان غزة كما هو الحال بالنسبة لسكان إسرائيل.

ثالثاً، قد يؤدي سقوط حماس لعودة السلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، لحكم قطاع غزة. وقد يشكل هذا التطور خطراً كبيراً على إسرائيل، نظراً لاحتمال عدم قدرة السلطة على التحكم بالوضع الأمني هناك.