مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من تركيا.(أرشيف)
مقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من تركيا.(أرشيف)
الإثنين 31 ديسمبر 2018 / 11:33

أردوغان يكذب على ترامب.. لن يحارب داعش

وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستكمال حرب أمريكا ضد داعش. لكن الأكراد هم الذين يسعى أردوغان إلى تدميرهم، حسب ستيفن كوك، زميل بارز لدى مركز إيني إنريكو لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لمجلس العلاقات الخارجية.

همّ تركيا الأول كان ولا يزال تدمير منطقة حكم ذاتي كردية يسيطر عليها حالياً YPG وفرعه السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي

يتساءل كاتب المقال عما إذا كان أردوغان سيفي بوعده، لأنه ليس واضحاً أنه سيفعل، خاصة لا لأن تركيا عاجزة عن ذلك، وإنما لأن مصالح أنقرة وواشنطن في سوريا غير متوافقة.

مكون رئيسي
وحسب كاتب المقال، لا أحد يعلم بالسبب الذي دفع ترامب لاتخاذ قراره في 19 ديسمبر (كانون الأول) القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا، وقوله إن مهمتها هناك قد تمت. ويرجح أن القرار المذكور عبارة عن خايط من نزوة رئاسية وشكوك عبر عنها ترامب سابقاً حيال عمليات عسكرية خارجية مفتوحة.

وبغض النظر عن هدف القرار، سينهي الانسحاب الأمريكي فعلياً العلاقة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المكون الرئيسي لقوة قتالية كردية تدعى وحدات حماية الشعب (YPG).

ويشير الكاتب لقائمة طويلة من القضايا التي فرقت بين الولايات المتحدة وتركيا، وكان من أكبرها علاقة الجيش الأمريكي بـ YPG. وبالنسبة للجنود العاملين مع تلك القوة، يعد YPG القوة البرية الموثوقة في الحرب ضد داعش. ولكن للأتراك رأي مختلف، فهم يعتبرون YPG فرعاً حقيقياً لحزب العمال الكردستاني (PKK)، لكن بمسمى مختلف. ويصنف حزب PKK كحزب إرهابي من واشنطن وأنقره، وهو يشن حملة عنف ضد تركيا منذ الثمانينات. وخشي الأتراك من قيام الولايات المتحدة بإنشاء "دولة إرهابية" عند حدودهم. وانتهى كل ذلك الآن، ولذا سوف يستقبل ترامب بحفاوة في تركيا، في 2019.

مدار أمريكي
وبطريقة عجيبة، ترتبط تحركات ترامب في سوريا وتركيا بسياسته حيال إيران. وهناك في واشنطن من مسؤولي الإدارة من يعتقدون أن التخلي عن YPG، والموافقة على بيع الأتراك صواريخ باتريوت، سيمكن الولايات المتحدة، من جديد، في جذب تركيا من جديد نحو المدار الأمريكي. ولكن دحر النفوذ الإيراني، كان أحد مبررات نشر قوات أمريكية في سوريا ، ولكن الأتراك لم يكونوا قط شركاء في هذا العمل. لقد ساعدوا إيران في تجنب عقوبات في فترة ما من رئاسة أوباما، وما زالت تركيا تطالب واشنطن بمنحها إعفاءً كاملاً لشراء النفط الإيراني.

فرصة اقتصادية
وحسب كاتب المقال، يعود سبب ذلك لعدم اعتبار مسؤولين أتراك أن إيران تمثل خطراً، بل فرصة اقتصادية ونفوذاً ديبلوماسياً مع الولايات المتحدة.

وفي الواقع، لم يبرر ترامب سياسته حيال إيران، مفضلاً التركيز على هزيمة داعش. ووفقاً للبيت الأبيض، تم القضاء على رجال أبو بكر البغدادي، ولذا لم يعد من داع للبقاء في سوريا. من ثم عدل ترامب تصريحاته، معلناً أن تركيا سوف تنهي المهمة التي بدأتها القوات الأمريكية مع YPG، ومن ثم ضمان عدم عودة داعش.

ويرى كاتب المقال أنه لا خطأ من حيث المبدأ في التعاون مع تركيا ضد داعش، لأن لها ثاني أكبر جيش ضمن الناتو وعندها جميع أنواع الأسلحة الفائقة التقنية. لكن الحكومة التركية كانت فاترة بشأن مشاركتها في القتال ضد التنظيم حينما بحث أوباما، في صيف 2014، عن حلفاء لمحاربة التنظيم.

إزالة عقبة
ويسأل الكاتب، هل يفترض اليوم الاعتقاد أن أردوغان ملتزم بمحاربة داعش حتى القضاء عليه؟ ويقول إن همّ تركيا الأول كان ولا يزال تدمير منطقة حكم ذاتي كردية يسيطر عليها حالياً YPG وفرعه السياسي، حزب الاتحاد الديمقراطي. لذا يعتبر الانسحاب الأمريكي، بنظر أردوغان، بمثابة إزالة عقبة على طريق تدمير YPG. وليس ما يدعو للاعتقاد أن الأتراك سوف يحولون اهتمامهم نحو داعش، بعدما ركزوا طويلاً على التهديد الكردي لوطنهم.