حسين الجسمي يروي زانها زايد في افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم (أرشيف)
حسين الجسمي يروي زانها زايد في افتتاح بطولة كأس آسيا لكرة القدم (أرشيف)
الأحد 13 يناير 2019 / 19:21

أمم آسيا في دار زانها زايد

رياضياً... الخطاب الإماراتي صار مختلفاً عما كان عليه. مفهوم الإنجاز اختلف، فكرة النجاح تطورت، وقيمة الإبداع تطورت. بطولة كأس آسيا لكرة القدم توضح حراكاً ونمواً فكرياً في العقلية الإماراتية، وتظهر لمن يقرأ ما وراء الحدث أن الشخصية الإماراتية لا تتوقف نشوءاً ولا ارتقاءً.

الإبداع الإماراتي لا يتوقف عن النشوء ولا الارتقاء، ولذا فقد جاءت النسخة الثانية بإبهار أكبر، وتأثير أعظم

التاريخ يثبت أن استضافة الإمارات لهذه البطولة الكبرى ليست الأولى، فقد كانت أمم آسيا هنا عام 1996. يومها ظفر المنتخب السعودي بالمركز الأول، وظفر منتخب الإمارات بالمركز الثاني. ذهب الكأس إلى الخزائن السعودية، وبقيت قلائد الفضة على أعناق جيل رياضي إماراتي لم يتكرر.

أما الشيء الذي بقي يتردد على مدار عقدين من الزمن فهو كلمات الأغنية التي افتتحت بها البطولة: زانها زايد.

كان الظهور الأول لهذه الأغنية أمام المقام الكريم للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. في الأوبريت الذي شهدته مدينة زايد الرياضية في حفل افتتاح أمم آسيا عام 1996 وأبهر الجميع، ليبقي حتى الآن يتردد على لسان كل العرب، سواءً من عشق الطرب أو من لم يعشقه. فاللحن لعوب، والكلمات جزلة، والأداء قوي، والعاطفة جياشة، ولذا كان النجاح الذي جعل من أغنية عارضة في حفل افتتاح لونا موسيقياً شعبياً جديداً.

فنياً... ظهرت الأغنية مجدداً في افتتاح بطولة أمم آسيا "الإمارات 2019"، لتعزف سيمفونية إبداع عمرها ربع قرن. ولد هذا الإبداع على يد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، حينما كان رئيساً لاتحاد الكرة، أين جمع يومها أقطاب الشعر والفن، وحفزهم على الاجتهاد في إصدار عملين جديدين أحدهما لافتتاح "خليجي 12" في 1994، والثاني لافتتاح بطولة آسيا 1996.

كتب عارف الخاجة، ولحن خالد ناصر، وإبراهيم جمعة ووزع عمار الشريعي، لينتجوا عملاً عصياً على النسيان. فقد كان إبداعاً بحق.

والإبداع الإماراتي لا يتوقف عن النشوء ولا الارتقاء، ولذا فقد جاءت النسخة الثانية بإبهار أكبر، وتأثير أعظم. الفرق الأبرز هو في من غنينا من أجله.

ففي المرة الأولى كان زايد حاضراً، وكان يصفق بيديه إعجاباً، أما اليوم فإنه في جنان الخلد فخوراً بما صنعت يداه.

زانها زايد وزينها وزاد
وزنها المزدان بالزينات وزاد
زايد الزاكي العزيز المزدهي
بالمعزة لي غدا للعز زاد
رحل زايد، أما الإمارات فإنها كانت وستظل
وروداً ووجوداً وخلوداً
سلاماً ووئاماً وغراماً
سماءً وضياءً وغناءً
رحيقاً وصديقاً وطريقاً