انفجار صاروخ فوق دمشق (أرشيف)
انفجار صاروخ فوق دمشق (أرشيف)
الخميس 24 يناير 2019 / 14:24

بعد التهديد بقصف مطار بن غوريون.. ما هي خيارات إسرائيل ضد إيران؟

تساءل الصحافي الإسرائيلي يوشانان فيسر، عن السبب الذي جعل إسرائيل تعلن عن حربها على إيران، لافتاً إلى أن أحداث يوم الإثنين الماضي، كانت مؤشراً جديداً على تعديل إسرائيل استراتيجيتها إزاء إيران، ولا علاقة لذلك بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة، وإنما الحقائق على الأرض هي التي دفعت إسرائيل إلى الكشف عن ذلك.

يبدو أن إسرائيل قررت من جانبها تمهيد الطريق لاتخاذ إجراء حاسم ضد إيران في سوريا بعد أن أعلنت إدارة ترامب انسحاب القوات العسكرية من سوريا، وأنها لن تتدخل في تحركات إسرائيل ضد إيران في سوريا

وأشار الصحافي، في مقال بموقع "آروتز شيفا"، إلى محاولات المحللين والسياسيين تفسير أسباب تحدث إسرائيل علناً عن أنشطتها العسكرية ضد إيران في سوريا، بعد تنفيذ القوات الجوية الإسرائيلية لعملية واسعة مرة أخرى ضد الأهداف المرتبطة بإيران في سوريا.

استهداف فيلق القدس الإيراني
ويرى السياسيون الإسرائيليون اليساريون أن الإعلان عن الضربات الإسرائيلية ضد مليشيا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يرتبط بالسياسات الداخلية والانتخابات المقبلة في إسرائيل المزمع عقدها في التاسع من شهر إبريل (نيسان) المقبل.

ولكن بحسب الصحافي، ثمة عوامل أخرى، تلعب دوراً مهماَ في القرار الواضح بالتخلي عن السياسة الإسرائيلية القائمة، منذ وقت طويل، على الصمت حيال الحملة العسكرية ضد فيلق القدس وحلفائه من الميليشيات التابعة لإيران في سوريا.

وشنت القوات الجوية الإسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية المدمرة يوم الاثنين الماضي، على الأهداف ذات الصلة بإيران في سوريا، وأسفرت هذه الهجمات، التي نفذت من البحر المتوسط والمجال الجوي اللبناني، عن تدمير المنشآت العسكرية الإيرانية والدفاعات الجوية السورية في جميع أنحاء سوريا.

خطوة استثنائية
ويكشف الصحافي أن الهجمات الأخيرة لم تستهدف مقر فيلق القدس، في منطقة دمشق، الذي يُطلق عليه اسم "بيت الزجاج"، إذ كان خالياً بعد استهدافه في الغارات الجوية الإسرائيلية السابقة. ويعتبر "بيت الزجاج" المكان الذي يشرف على حرب إيران السرية من الأراضي السرية ضد إسرائيل بقيادة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس.

ويوضح المقال أن الهجوم الإسرائيلي، كان رداً على هجوم صاروخي "أرض أرض" ضد جبل حرمون في شمال شرق إسرائيل يوم الأحد الماضي. وانطلق الصاروخ من منطقة كان من المفترض ألا تتواجد فيها قوات فيلق القدس الإيراني، بموجب الاتفاق الروسي الأمريكي لخفض التصعيد العسكري. واعترض الصاروخ من قبل منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، ولم يتسبب بأي أضرار أو إصابات. وعقب ذلك ردت إسرائيل بالهجوم على مخازن الأسلحة الإيرانية بالقرب من دمشق في اليوم ذاته.

ويصف الصحافي نشر قوات الدفاع الإسرائيلية لمعلومات واسعة حول الهجمات الجوية بأنه خطوة استثنائية؛ حيث أعلنت إسرائيل أن هذه العملية العسكرية استهدفت فيلق القدس الإيراني، ونظام بشار الأسد الذي يحول سوريا إلى وكيل إيراني، بحسب الكاتب.

تخندق إيران في سوريا
وينقل المقال عن يسرائيل كاتس وزير الاستخبارات الإسرائيلي، قوله إن "سياسة الحرب مع إيران في سوريا تغيرت، والدولة الإسرائيلية الآن دخلت في مواجهة مفتوحة مع إيران. وعندما نحتاج إلى التصعيد سنقوم بذلك، ولن تسمح إسرائيل باستمرار التخندق الإيراني في سوريا".

ويلفت الصحافي إلى تقرير تحليلي نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط حول تخندق إيران في سوريا، يؤكد على أنه، كما حدث في لبنان، تعمد إيران إلى ترسيخ نفسها في سوريا، وليس فقط عسكرياً، وإنما سياسياً ودينياً وثقافياً أيضاً، ويتم ذلك من خلال شراء العقارات وتغيير الديمغرافيات وتطوير شبكات الدعم بين دمشق والحدود اللبنانية.

ويتطرق تقرير معهد واشنطن أيضاً إلى الوضع في جنوب سوريا، المنطقة الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية والأردنية، حيث شيدت إيران قواعد عسكرية وشبكات أمنية على مدى نصف العام الماضي، ويتم تجنيد العرب السنة الساخطين الذين كانوا جزءاً من جبهة المعارضة ضد الأسد خلال الحرب الأهلية.

التصعيد بين إسرائيل وإيران
ويقول الصحافي: "يبدو أن إسرائيل قررت من جانبها تمهيد الطريق لاتخاذ إجراء حاسم ضد إيران في سوريا، بعد أن أعلنت إدارة ترامب انسحاب القوات العسكرية من سوريا، وأنها لن تتدخل في تحركات إسرائيل ضد إيران في سوريا. ويفسر هذا الأمر سبب إعلان الحكومة الإسرائيلية، وكبار قادة جيش الدفاع الإسرائيلي الآن، عن الحرب السرية السابقة ضد إيران في كل من لبنان وسوريا".

ويرى غادي أيزنكوت، الرئيس السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، أن أنشطة إيران في غزة ولبنان وسوريا كانت السبب في قرار عدم غزو الجيب الساحلي مرة أخرى، بعد أن حاول وكلاء إيران وحماس جر إسرائيل إلى حرب شاملة في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أشار في وقت سابق، إلى أن إسرائيل ربما تشهد تصعيداً كبيراً، في الحرب ضد وكلاء إيران، وذلك بعد أن أعلن تحالف مؤيد للأسد المدعوم إيرانياً، أنه قام بتغيير قواعد الاشتباك في سوريان، وسيقوم الآن بالرد على كل ضربة إسرائيلية ضد الأهداف ذات الصلة بإيران في البلد الذي مزقته الحرب.

حرب متعددة الجبهات

ويخلص الصحافي الإسرائيلي إلى أن أحداث يوم الاثنين الماضي، كانت مؤشراً جديداً على قيام إسرائيل بتعديل استراتيجيتها إزاء إيران، والأمر لا علاقة له بالانتخابات المقبلة في إسرائيل.

ويختتم كاتب المقال تحليله، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أنها بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي، لتوسيع حملتها ضد إيران في سوريا، وبخاصة بعد تهديد المحور الإيراني بقصف مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب، والهجوم على إسرائيل عبر حرب متعددة الجبهات. ويعني ذلك أن إيران لا تحاول فقط تأجيج الجبهة الشمالية في إسرائيل، وإنما تحاول أيضاً فتح جبهات أخرى في غزة والضفة الغربية.