الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأربعاء 6 مارس 2019 / 11:01

واشنطن تضرب تركيا في مقتلٍ

رأى موقع بلومبرغ أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجريد المصدرين الأتراك من مزايا تفضيلية، سيستعيد قواعد لعبة سابقة ويشكل ضغطاً أمريكياَ على أنقرة للتخلي عن شراء نظام روسي للدفاع الجوي.

الولايات المتحدة لا تريد أن تشتري تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي لأنه يمكن أن يضر بتكنولوجيا حلف شمال الأطلسي. كما أن واشنطن غير راضية عن النفوذ المتنامي لموسكو في الشرق الأوسط

ودفعت آخر مرة استخدمت فيها واشنطن الضغط على الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي في قضية أساسية، إطلاق قس أمريكي كان محتجزاً في تركيا، الاقتصاد التركي إلى حافة الإفلاس، وهو الذي لم يتعافَ بالكامل حتى الآن.

خطوة سياسية
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيلغي بمدينة اسطنبول إلتر توران، إن الخطوة التجارية التي اتخذها ترامب الإثنين: "خطوة سياسية تهدف إلى منع تركيا من شراء صواريخ إس-400 من روسيا... الولايات المتحدة تحد من قدرة تركيا على زيادة صادراتها إلى السوق الأمريكية، وتعرف أنها ستؤذي اقتصاد البلاد".

وتحقق الولايات المتحدة فائضاً في ميزان التبادل التجاري، ما لا يبرر اقتصادياً، تغيير قواعد التجارة مع أنقرة. فالعجز التجاري الأكبر للولايات المتحدة هو مع الصين، والمكسيك، وألمانيا، وكندا، وتخضع هذه الدول لضغوط لإعادة التفاوض على التبادل التجاري.

التجارة الثنائية
ولفت التقرير إلى أن تأثير القرار الأمريكي سيطال نحو 1.7 مليار دولار من الصادرات التركية، أو نحو 1% من إجمالي صادرات تركيا، وفقاً تقرير لخدمة أبحاث الكونغرس في يناير(كانون الثاني) الماضي.

وقال وزير التجارة التركي روهسار بيكجان على تويتر إن الخطوة تُقوض هدف البلدين لزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 75 مليار دولار في السنوات المقبلة.

وكان حجم التبادل التجاري في 2017،  يزيد قليلاً عن 21 مليار دولار، منها نحو 12 مليار دولار صادرات أمريكية إلى تركيا. 

"أس-400"
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تشتري تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي، الذي يُمكنه تهديد تكنولوجيا حلف شمال الأطلسي. كما أن واشنطن غير راضية عن النفوذ المتنامي لموسكو في الشرق الأوسط.

وفي محاولة لإقناع أنقرة بالابتعاد عن إس-400، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية بيع تركيا نظام باتريوت للدفاع الصاروخي، ولكن أنقرة قالت في الشهر الماضي إنها لا تقبل تعديل شروط أمريكية لشراء الباتريوت، وأنها تتوقع من موسكو تسليمها الإس-400 في أوائل يوليو(تموز) المقبل.

علاقات متوترة
وأضاف المقال أن العلاقات التركية الأمريكية لا تزال متوترة بسبب عدد من الخلافات، حتى بعد أن أبطلت تركيا مفعول المواجهة على القس أندرو برانسون وأطلقت سراحه في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي.

ومن أهم الخلافات دعم واشنطن لقوة كردية سورية تعتبرها تركية عدواً لدوداً. وتطالب تركيا واشنطن بتسليمها الداعية فتح الله غولن الذي تعتبره محرضاً على محاولة الإنقلاب الفاشلة في 2016، وترفض إدانة الولايات المتحدة لمصرفي تركي، انتهك العقوبات الأمريكية على إيران.

وسبق لترامب أن هدد علناً بـ"تدمير الاقتصاد التركي" إذا هاجمت أنقرة القوات الكردية في سوريا، بعد الانسحاب الأمريكي المنتظر.

وستعقد اجتماعات بين مسؤولين من البلدين في أنقرة لمحاولة ردم الهوة بينهما بسبب سوريا وخطط تركيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي.