كنيسة الإخوة في كوباني (أرشيف)
كنيسة الإخوة في كوباني (أرشيف)
الأربعاء 17 أبريل 2019 / 13:09

سوريا: وحشية داعش سبب انتشار التحول إلى المسيحية في كوباني

يشهد تجمع من السوريين الذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية تزايداً في مدينة كوباني التي حاصرها داعش أشهراً، حيث تغيرت الأحوال بالنسبة للمتطرفين قبل أربعة أعوام.

ويقول هؤلاء إن تجربة الحرب واجتياح التنظيم الذي يزعم أنه يحارب باسم الإسلام دفعهم لاعتناق دينهم الجديد.

وبعد أن تحولت عدة أسر، افتتحت أول كنيسة إنجيلية في المدينة على الحدود السورية التركية، في العام الماضي.

وأُجبر التنظيم على التقهقر في كوباني في أوائل 2015، بعد الضربات الجوية الأمريكية والمقاتلين الأكراد، لتتحول الدفة بعد أن سيطر داعش على مساحات شاسعة من العراق وسوريا.

وبعد سنوات من القتال، انتزعت قوات مدعومة من الولايات المتحدة السيطرة الكاملة على المنطقة المأهولة بالسكان من التنظيم، في العام الماضي.

ورغم أن تيار الإسلام الرئيسي نأى بنفسه عن تفسير داعش المتطرف للإسلام، إلا أن ميراث التنظيم من العنف أثر على مفاهيم الإيمان.

ويقول كثيرون، في المناطق التي تسكنها أغلبية كردية في شمال سوريا، والتي عادة ما تكون مراكزها الحضرية علمانية، إن "اللادينية باتت أكثر قوة، بينما انتشرت المسيحية في كوباني. والمسيحيون من الأقلية التي اضطهدها التنظيم في المنطقة".

وينظر منتقدون إلى المتحولين الجدد بريبة، ويتهمونهم بأنهم يسعون لتحقيق مكاسب شخصية مثل الحصول على مساعدات مالية من منظمات مسيحية تعمل في المنطقة، ووظائف، وتحسين فرصهم للهجرة إلى دول أوروبية.

لكن المسيحيين الجدد في كوباني، ينفون هذه التهم ويقولون إن تحولهم مسألة إيمان.

وقال عمر فراس مؤسس الكنيسة الانجيلية في كوباني: "بعد الحرب ضد داعش، كان الناس ضايعين... حالياً في البلد الناس يدورون على الطريق الحق".

ويعمل فراس في مخيم قريب للنازحين لصالح منظمة إغاثة مسيحية ساعدت في بناء الكنيسة.

وقال: "نحو 20 أسرة، أو ما بين 80 و 100 شخص في كوباني يصلون هناك الآن. ولم يغير أي منهم اسمه".

وأضاف "نجتمع كل ثلاثاء ونقيم القداس أيام الجمعة.  الكنيسة مفتوحة لأي شخص يريد الانضمام".

ووصل القس الحالي للكنيسة زوني بكر في العام الماضي من عفرين في شمال سوريا، وهو الذي اعتنق المسيحية في 2007.

ويقول: "داعش صور ما يحدث على أنه صراع ديني واستخدم شعارات دينية. ولهذا السبب فقد الكثير من الأكراد ثقتهم في الدين بشكل عام، ليس الإسلام فحسب".

بعثات تبشير
وقال شاب فقد ذراعه في انفجار بكوباني، وهرب إلى تركيا للعلاج، إنه التقى بمتحولين من الأكراد والأتراك هناك، وقرر في نهاية المطاف الانضمام إليهم.

وقال مكسيم أحمد: "بدوا سعداء ولا يتحدثون سوى عن المحبة. وعندها قررت أن أتبع تعاليم المسيح"، مضيفاً أن "عدداً من أصدقائه وأسرته باتوا مهتمين الآن بالحضور إلى الكنيسة الجديدة".

ويرفض البعض في كوباني تنامي الوجود المسيحي. ويقولون، إن "منظمات الإغاثة المسيحية الغربية، وبعثات التبشير، استغلت الفوضى والصدمة، بسبب الحرب، لدفع الناس إلى التحول، وأن المتحولين الجدد يعتبرون ذلك فرصة للتربح الشخصي".

وفر آلاف المسيحيين من المنطقة على مدى عشرات السنين من الصراع الطائفي. وفي كثير من الأحيان اتجهوا من سوريا، إلى لبنان ودول أوروبية.

وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمساعدة الأقليات التي تفر من المنطقة عندما فرض حظراً على دخول مواطنين من دول ذات أغلبية مسلمة في 2016، لكن كثيراً من المسيحيين حُرموا من حق اللجوء.