مناصرون للإخوان.(أرشيف)
مناصرون للإخوان.(أرشيف)
الثلاثاء 30 أبريل 2019 / 19:32

هكذا سرق الإخوان أحلامنا

صار وجه الثورة وخطابها إسلامياً رجعياً لا يمت بصلة إلى المنتفضين من أجل الحرية

عندما انتفض السوريون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كان المتظاهرون يرددون "لا سلفية ولا إخوان، ثورتنا ثورة إنسان"، لعلمهم أن أي انحراف طائفي لتحركهم سيقضي عليه ويشوّه تضحياتهم ويسم انتفاضتهم بأنها تمرد سنيّ لإبادة الأقليات في البلاد.

في حينه، كان المتشددون قلة قلية بين المتظاهرين، ففتح النظام أبواب السجون وأطلق قادة "القاعدة" وحركات سلفية متطرفة لعبت دوراً رئيسياً في تحويل سوريا موئلاً للجهاديين من جهات العالم الأربع.

أما الإخوان الذين رأوا في حراك السوريين فرصة للانتقام لحماه، فاقتحوا الميدان وأغرقوه بشتى أنواع الدعم الخارجي المشبوه. واضطلعت تركيا الحالمة باعادة احياء السلطنة، بدور الراعي الأول لهم، ففتحت لهم أبوابها واستضافت العائدين منهم من المنافي، طمعاً بنفوذ لها في سوريا الجديدة. 

وشبك الإخوان علاقات مع الجماعات المدنية والعسكرية التي أبدت استعداداً للتماهي مع رؤيتهم، بما في ذلك السلفيون الجهاديون وأتباع "القاعدة" وحاربوا كل التنظيمات الاخرى ذات التوجهات الليبرالية والعلمانية، وكفروها وأضعفوها.

ودُقّ المسمار الأخير في نعش "انتفاضة الانسان" أواسط عام 2014، عندما طردت الجماعات المقربة من الإخوان فصائل الجيش الحر من المناطق المحررة في شمال سوريا وحولتها أرضاً سائبة وحكراً على المجاهدين ونشطاء الإخوان المسلمين التنظيم ودعاة الورع والتدين. وصار وجه الثورة وخطابها إسلامياً رجعياً لا يمت بصلة إلى المنتفضين من أجل الحرية، ويقلق العالم أجمع.

ولم يكن حال المصريين الذين انتفضوا من أجل الحرية ولقمة العيش أفضل حالاً. فسرعان ما استغل الإخوان الذين لم يكن لهم أثر في "ثورة 25 يناير"، تضعضع صفوف الثوار ونزلوا بثقلهم للاستئثار بكل مفاصل النظام الجديد. رفعوا شعار "مشاركة" الا انهم لم ينتهجوا الا "المغالبة".

منذ نشأته، لم ينجح تنظيم الاخوان المسلمين في التعايش مع أي من أنظمة الحكم، لا بل ذهب الى مواجهتها جميعها. وعندما كانت الأنظمة تسمح له بالتحرك، لم يكن يتوانى عن ارتكاب أعمال ارهابية، بينها اغتيال اثنين من رؤساء وزراء مصر.

كانت الايام الـ369 لمرسي في الحكم كافية لكشف ظلامية الإخوان وهوسهم بالسلطة. لم يعرفوا من الإصلاح إلا عنوان برنامجه (النهضة)، فنفّروا الناشطين والاصلاحيين، وزادوا الهوة بينهم وبين رموز النظام القديم. احتكروا السلطة واستأثروا بمؤسساتها فاستعدوا كل القوى السياسية، بمن فيهم حلفاؤهم السياسيون. وبعد إطاحتهم من الحكم رفضوا الإذعان. ولكن بدعوتهم الى "الشهادة" من أجل استعادة الكرسي، قرر الإخوان الوقوف، لا في وجه العسكر والتيار الشعبي الجارف فحسب، وانما في وجه مصر كلها. وبملء ارادتهم هذه المرة، قرر الإخوان العودة إلى الكهوف والسجون.

اليوم عندما يدفع البيت الابيض لتصنيف الإخوان منظمة ارهابية، قد يجد السوريون والمصريون ومعهم الكثير من الشعوب، شيئاً من المواساة لا بالعقوبات الاقتصادية وحظر السفر على الشركات والأفراد الذين يتعاملون مع الجماعة المستهدفة، فحسب، وإنما خصوصاً بالاعتراف بالدور الخبيث  للتنظيم في سرقة أحلام الملايين.