أشبال الخلافة في أفغانستان (أرشيف)
أشبال الخلافة في أفغانستان (أرشيف)
السبت 18 مايو 2019 / 13:55

داعش يعوض انحساره على الأرض.. بالإنترنت

على الرغم من الهزائم التي لحقت بتنظيم داعش الإرهابي، حيث بات في حكم المنتهي في سوريا والعراق، إلا أن مقاتلي التنظيم ونشطائه عبر الإنترنت، عازمون على الظهور بقوة، في محاولة من داعش لزيادة هجماته الإرهابية بالتزامن مع زيادة حربه الدعائية على الإنترنت.

كان هناك الكثير من الأحاديث حول عودة داعش، لكن هجمات سريلانكا وفيديو البغدادي قدم الكثير من الدعم المعنوي لمؤيدي التنظيم الإرهابي

مازال عناصر التنظيم الإرهابي يهددون أمريكا وبريطانيا بشن هجمات إرهابية وذلك للتقليل من خسائر داعش في سوريا والعراق

وبحسب موقع "فويس أوف أمريكا"، تأتي هذه الاستراتيجية للتنظيم بمثابة "مفاجأة" للمسؤولين الأمريكيين الذين حذروا منذ فترة طويلة من أن المعركة ضد داعش لم تنته بانهيار الخلافة المزعومة.

وأضاف الموقع أن الداعية الإعلامية التي عقبت تفجير عيد الفصح يوم الأحد المميت في سريلانكا والذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة نحو 500 آخرين، وكذلك نشر تسجيل مصور جديد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، أحدث أثراً على مؤيدي التنظيم.

وقالت الباحثة في شؤون الإرهاب والأمن في الجامعة الأمريكية، تشيلسي دايمون: "كان هناك الكثير من الأحاديث حول عودة داعش، لكن هجمات سريلانكا وفيديو البغدادي قدم الكثير من الدعم المعنوي لمؤيدي التنظيم الإرهابي".

وأفاد موقع "سايت" المتخصص في متابعة ومراقبة الحركات المتطرفة، أن تنظيم داعش، قد أعلن خلال الأسابيع القليلة الماضية، مسؤوليته عن الهجمات في 13 دولة على الأقل، لا تشمل سوريا والعراق.

ولايات جديدة
ومؤخراً، أعلن تنظيم داعش، عن إنشائه ولايات جديدة في باكستان والهند، وكلاهما تم تصنيفهما ضمن "ولاية خراسان" المتمركزة في أفغانستان، وذلك قبل بضعة أسابيع فقط، من إعلان داعش أيضاً إنشاء ولاية في وسط إفريقيا، حيث أشاد التنظيم بالهجوم على ثكنات الجيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية، الذي راح ضحيته 3 جنود.

وبحسب الموقع، يقول المحللون، إن التركيز الشديد على المناطق الواقعة خارج الخلافة المنهارة للجماعة الإرهابية "ليس صدفة".

وقال رافييل غلوك، أحد مؤسسي "جهاد سكوب"، وهي شركة تراقب نشاط المتطرفين عبر الإنترنت: "يبدو أن داعش، من خلال الدعاية الممنهجة، يحاول إقناع عناصره بأنهم لم يهزموا".

وأضاف غلوك إن "الكثير من نشاط الجماعة الإرهابية على الإنترنت يبدو أنه يبحث عن الموضوعات التي حددها زعيم التنظيم "البغدادي" في مقطع الفيديو الذي نشره في 29 أبريل (نيسان)، عندما دعا أتباعه إلى إظهار "الصمود" فيما وصفه بـ "معركة الاستنزاف".

وقال غلوك "أن الافتتاحييات والمقالات في مجلة داعش الإسبوعية، توحي بأسلوب جديد على غرار "حرب العصابات"، حيث يضعف الأعداء بشن هجمات أصغر"، مضيفاً "يوجد العديد من الآراء التي تقول أن الخلافة المزعومة ولت ولكن ليس إلى لأبد".

وتابع أن "مقالات الصور التي اعتادت الظهور في مجلة التنظيم بشكل متكرر أصبحت أقل ولكن مع ذلك تظهر المجلة الحياة اليومية لمقاتلي التنظيم كنهاية يوم من أيام رمضان، أو إعلان عن تنفيذ لعملية إرهابية.

وتساءل غلوك "هذا النوع من الدعاية يجعلنا نتساءل: هل حقاً انتهت دولة الخلافة!؟".

المزيد من الصور
وإلى ذلك، زادت منافذ تنظيم داعش وخلاياه النائمة للتواصل بعد دعوة البغدادي إلى الانتقام.

وقال دايمون من الجامعة الأمريكية، وهو يتحدث عن المصادر الرسمية وشبه الرسمية لدعاية داعش "هناك ارتفاع كبير في صور التنفيذ"، مضيفاً "أن التقارير المصورة للتنظيم عن عمليات الإعدام أصحبت قليلة، لكن الأمور أصبحت أكثر بشاعة، حيث يبث التنظيم صوراً عنيفة تظهر عناصره أكثر قوة وأكثر رغبة في الانتقام".

ويحاول داعش إبراز قوة عناصره أيضاً على تطبيق "تليغرام"، حيث يعتبره التنظيم منفذاً آمناً.

ومن الأمثلة على صور نشرها التنظيم الإرهابي، صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكبل اليدين ويلبس الزي البرتقالي الذي يجبر داعش رهائنه على ارتدائه، ويلوح خلفه الجلاد بالسكين، كما نشر التنظيم أيضاً صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهو قتيل.

ومازال عناصر التنظيم الإرهابي يهددون أمريكا وبريطانيا بشن هجمات إرهابية، وذلك للتقليل من خسائر داعش في سوريا والعراق وفي أماكن أخرى مثل ليبيا وأفغانستان، حيث تم استهداف عناصره بشكل متكرر من قبل التحالف الدولي.