صورة مركبة لخامنئي وروحاني (أرشيف)
صورة مركبة لخامنئي وروحاني (أرشيف)
الأربعاء 22 مايو 2019 / 11:49

العداء لأمريكا شريان حياة نظام الملالي

أقر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بلاده تلفت الانتباه بمعاداتها لأمريكا أو بالأحرى بالتظاهر بذلك.

على الأصدقاء الحقيقيين لإيران، والشعب الإيراني، أن ينصحوا الملالي بالتخلي عن غطرستهم والتأكيد لهم أنهم لا يستطيعون مواصلة الجري هنا وهناك كصدام حسين، دون عواقب

وبمعنى آخر، يبدو برأي أمير طاهري، مدير تحرير صحيفة "كيهان" في إيران بين 1972 و1979، وكاتب عمود في صحيفة "الشرق الأوسط" منذ عام 1987، أن العداء لأمريكا يرتقي بنظامٍ آيلٍ للسقوط، وبلا كفاءة وعاجز عن إدارة مجتمع عصري متطور. ويقول ظريف أنه بدون استعداء أمريكا" نصبح، في أحسن الأحوال، أشبه بباكستان، ومن يهتم بأمر باكستان؟".

نقاش نزيه
ويرى طاهري في مقال بموقع "غيتستون إنستيتيوت" أن إحدى المشاكل المتعلقة بأية مناقشة نزيهة لأمور مرتبطة بإيران، تأتي نتيجة أن القضية أصبحت إيديولوجية لدرجة لا تسمح بإجراء نقاش عقلاني، أو لنقل تشخيص المشكلة.

ويلفت كاتب المقال لهجمات تعرض لها من قبل جميع الأطراف، بعدما شارك في ندوة تلفزيونية لمناقشة قضية تخريب أربع سفن قبالة سواحل الإمارات. وقد أشار طاهري في تلك الندوة للمقال الذي نشر في صحيفة رائدة (كايهان) في طهران يحرض على شن عمليات كتلك، قبل يوم واحد من الهجوم.

وفي إطار تلك الهجمات، يلفت الكاتب لاتهامه بمحاولة تبرئة الملالي لمجرد عدم وجود أي دليل بشأن هوية منفذي الهجوم على السفن. كما ادعى آخرون بأنه بتطرق الكاتب لما نشر في الصحيفة الإيرانية التي حرضت على عملية من ذلك النوع، وهي صحيفة معروف أنها تمثل وجهات نظر المرشد الأعلى، علي خامنئي يعني "أنه تمنى تجريم طهران من أجل إرضاء دعاة الحرب الأمريكيين".

مدافعون وداعمون
ويلفت كاتب المقال لظهور عدد من الشخصيات في سلسلة من البرامج تلفزيونية، منهم سفيران سابقان لبريطانيا في طهران، كمدافعين عن الملالي، فيما تحدث وزيرا دفاع وخارجية بريطانيان سابقان وكأن لديهما دليلاً دامغاً بأن طهران تورطت في ذلك الهجوم.
وحسب الكاتب، لدينا من جهة من يرتابون، وليس دوماً دون سبب، في كل ما يتصل عن بعد بالإسلام، وحتى لو كانت تلك الصلة مزيفة. ومن جانب آخر، لدينا من ينظرون إلى الخمينيين كملائكة لمجرد أنهم معادون أو يتظاهرون بالعداء لأمريكا، وحتى لو كان هذا العداء للولايات المتحدة لا أكثر من تكلف.

ويميل الكاتب للاعتقاد بأن زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، لم يوافق على الظهور على شاشة الحرس الثوري من أجل المال، بل لأن إيران معادية لأمريكا، وهو نفس السبب الذي حوله إلى ناطق باسم النظام الفنزويلي.

وعلى الطرف الآخر من المعادلة، هناك زعيمة حزب الجبهة الوطنية في فرنسا، مارين لوبان، التي رغم كراهيتها لكل ما يمت للإسلام بصلة، بدت كنصيرة ومدافعة عن الملالي لأنهم يناهضون أمريكا، وفضلاً عنه، يكرهون اليهود.
  
لكن، حسب الكاتب، يبدو الأمر برمته أكثر تعقيداً في الولايات المتحدة. فقد تحولت الجمهورية الإسلامية إلى قضية مثيرة للجدل بالنسبة للحزب الديمقراطي، وبعبع بالنسبة للجمهوريين.

وعند حضوره حفل عشاء خاص أقيم في لندن قبل أيام، استمع الكاتب لشخصية بارزة في الحزب الديمقراطي وهو يكرر تقريباً كلمة بكلمة تفاهات تصدر يومياً عن الملالي من أجل تبرير سلوكهم الغريب. وبدا الأمر وكأن كل ما يهم ذلك السياسي البارز هو أن الملالي يتحدون دونالد ترامب، العدو المشترك.

تبرير
إلى ذلك، لا تكف فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية والسياسة الأمنية عن التظاهر بأن سلوك الملالي العدواني يرجع إلى "البلطجة" الأمريكية.

ويرى الكاتب أن المدافعين عن النظام العتيق في طهران لا يقدمون إليه بالضرورة خدمة. وعبر تبريرهم سلوكه العدواني، يشجعون على مواصلة سياسات قادت الجمهورية الإسلامية نحو مأزق قاتل، إن لم يعالج سوف يؤدي لما هو أسوأ.

ويفترض بالأصدقاء الحقيقيين للجمهورية الإسلامية، إن لم يكن للشعب الإيراني، أن ينصحوا الملالي بالتخلي عن غطرستهم والتأكيد لهم أنهم لا يستطيعون مواصلة الجري هنا وهناك مقلدين صدام حسين، دون تحمل عواقب أفعالهم.