الرئيس الإيراني حسن روحاني يشاهد عرضاً عسكرياً (أرشيف)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يشاهد عرضاً عسكرياً (أرشيف)
الخميس 23 مايو 2019 / 13:21

هكذا يمكن تجنّب "حرب عرضية" في الخليج

24-زياد الأشقر

عن احتمالات المواجهة الأمريكية-الإيرانية في الخليج، كتب الباحثان ستيفن سايمون وريتشارد سوكولسكي في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن ثمة انقساماً داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب حول أهداف سياستها حيال إيران والدور الذي يمكن للتهديدات العسكرية أو القوة تحقيقه.

إذا كان الرئيس يريد تجنب الحرب مع إيران مع إبقاء الضغط العسكري عليها، فعليه إيجاد وسائل لخفض فرص اندلاع نزاع بطريقة غير مقصودة

ويبدو أن مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يتوسلان قتالاً ودفع طهران إلى اتخاذ إجراء يوفر ذريعة للولايات المتحدة كي تقدم على عمل عسكري. لكن الرئيس دونالد ترامب يواصل القول إنه يريد الحوار مع الإيرانيين وإعادتهم إلى طاولة المفاوضات ليبرم معهم اتفاقاً نووياً أفضل وإرغام إيران على تقديم تنازلات في ما يتعلق بسلوكها وبرنامجها للصواريخ الباليستية.

من المسؤول؟
وفي الوقت نفسه يساور القلق وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزف دانفورت، من المضي في مسار حرب مع إيران ولديهما شكوك في التبريرات التي تعطى للتعزيزات الأمريكية الأخيرة إلى منطقة الخليج.

ويرى الباحثان أنه كما هو الحال مع معظم قضايا السياسة الخارجية، فمن الصعب أن نعرف بالضبط ما هي السياسة ومن المسؤول. ومن الممكن، بالطبع، أن تكون كل عروض القوة خلال الأسبوع الماضي مصممة إما لردع الإستفزازات الإيرانية أو الضغط على البلاد لتلبية المطالب الأمريكية. وبغض النظر عما تريده الإدارة فعلاً، فإن ثمة أمراً واحداً يجب أن يتفق عليه معارضو الحرب ومؤيدوها، ألا وهو الحاجة إلى تجنب نشوب نزاع عرضي أو غير مقصود بين الولايات المتحدة وإيران. لكن مخاطر نشوب نزاع بين البلدين نتيجة لسوء الحسابات أو لسوء التفاهم أو سوء التواصل كبيرة، وهذا أمر خطير جداً لا سيما أن الولايات المتحدة وإيران لا تملكان قنوات أو آليات اتصال منتظمة لنزع فتيل أزمة أو لخفض التصعيد حال نشوب حادث.

بومبيو وبولتون
ولاحظ الباحثان أن ترامب ليست لديه شهية للحرب مع إيران، ويقال إنه سخر من بولتون وبومبيو لأنهما تقدما عليه في التخطيط لنزاع عسكري مع إيران. لكن الحرب ليست مطروحة. الرئيس معروف عنه زئبقيته. لقد وافق على كل الخطوات التي اتخذها مستشاروه المتشددون والتي جعلت الولايات المتحدة وإيران أقرب إلى شفا الحرب.

وتساءل الباحثان هل يمكن ن يقنع بولتون ترامب بقدرة أمريكا على تنفيذ عمليات عسكرية محدودة ضد إيران، بهدف تحقيق الأهداف الأمريكية، من دون أثمان أو مخاطر؟

وقالا إنه حتى ولو كانت الإدارة ليست لديها نية لشن حرب، فمع التوترات العالية وعدم اليقين والاضطراب الإيرانيين حول الدوافع الأمريكية، ومع اقتراب القوات الأمريكية إلى هذا الحد من القوات الإيرانية، فإنه لن يستغرق الكثير لإشعال فتيل النزاع، وما سيترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على الولايات المتحدة والمنطقة.

ميدان المعركة
ولفتا إلى أنه إذا كانت الإدارة الأمريكية تخطط لحرب مع إيران، فيجب ان تفعل ذلك بعد أن تكون قد اختارت الزمان والمكان وبعد أن تكون قد حضرت ميدان المعركة ديبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً لمصلحتها. وليس في مصلحة الولايات المتحدة التورط في نزاع. وحتى إذا كان الرئيس يريد تجنب الحرب مع إيران مع إبقاء الضغط العسكري عليها، فعليه إيجاد وسائل لخفض فرص اندلاع نزاع بطريقة غير مقصودة مع إيران.

وذكّرا بوجود وسائل متعددة لفعل ذلك. ففي سوريا يمكن الولايات المتحدة أن تتشدد في قواعد الاشتباك التي تعطي بموجبها القوات الأمريكية الإذن بإطلاق النار على القوات الإيرانية ووكلائها. وفي العراق سيكون من الأجدى اعتماد إجراءات للاتصال وإدارة الأزمات تتوسط فيها القوات الأمنية العراقية مع القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية الموالية لإيران. كما ان هناك مناطق احتكاك محتملة في شبه الجزيرة العربية وحولها. ويمكن لاتصالات مباشرة بين البحريتين الأمريكية والإيرانية تفادي الإنجرار إلى نزاع.