وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل (أرشيف)
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل (أرشيف)
الجمعة 14 يونيو 2019 / 20:37

باسيل والنوم على الحرير!

جبران باسيل الذي لقبه البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بـ "زوج الست"، والمقصود السيدة "شانتال عون" ابنة الرئيس، يريد الخروج من جلباب أبيه السياسي ميشال عون

دخل جبران باسيل، وزير الخارجية اللبناني الحياة السياسية اللبنانية بدون مقدمات وبطريقة أشبه ما تكون "بطريقة الحمل بالتلقيح" أو "الولادة من الخاصرة". لقد أصبح وزيراً لأول مرة عندما كان عمره 38 عاماً ومنذ عام 2008 إلى يومنا هذا وهو مستمر في المناصب الوزارية رغم فشله بالفوز بالانتخابات النيابية مرتين والانتخابات البلدية مرة أخرى، وهو ما يعني أنه وزير بقوة الدفع الاستثنائي الذي قدمها ويقدمها عمه "بي الكل" الرئيس يشيل عون.

لم يحالف باسيل النجاح بمعنى تحقيق أهدافه المعلنة في أكثر محطات مشواره السياسي والتي كانت دائماً ذات سقف عال مثل شعار ( الكهرباء 24 / 24 ) عندما كان وزيراً للطاقة في حكومة نجيب ميقاتي، وطاردته اتهامات جدية بتبديد مليار دولار أمريكي في مشروع توليد الكهرباء وإدامتها، وعند تسلمه حقيبة الخارجية في ديسمبر (كانون الأول) 2016 زمن حكومة الرئيس تمام سلام في عهد الرئيس ميشيل سليمان، استفز هذا التعيين أغلب الاقطاب السياسية اللبنانية التي كانت ترى أن هذا المنصب لا يليق بشخص غض التجربة والخبرة السياسية و "منتوف الريش" في العلاقات الخارجية، وأن المرحلة تتطلب شخصية ذات خبرة وحنكة تنجح في رسم معادلة توافق لصالح لبنان بين واشنطن وحلفائها العرب من جهة وبين سوريا وحليفتها ايران وتوابعها في لبنان ومن أبرزهم حزب الله من جهة ثانية.

 إلا أن باسيل فشل في هذه المهمة فشلاً ذريعاً وتحول في نظر كل من "الكتائب اللبنانية" وكل من حزب الله وحركة أمل والمستقبل إلى وزير "دبلوماسية التيه والفوضى" في لبنان وبات يبحث بفعل هذا الواقع عن قضايا تعطيه بصيص نجاح ما.  ويبدو أنه وتحت وطأة البحث عن النجاح اختار الملف الأسهل لجلب الشعبية والشعبوية ألا وهو ملف اللجوء السوري. وكرس جبران باسيل جهده الإعلامي والكلامي على مدى عامين ولأكثر للحديث عن مشكلة اللجوء السوري وتصويرها بأنها "أم المشاكل اللبنانية". وللحقيقة فقد خدمته بصورة أو بأخرى هذه السياسة الإعلامية وأعطته رصيداً من الشعبية مما أغراه في المضي قدماً في خطاب "تحميل المشاكل اللبنانية للجوء السوري". إلا أن تصريحه الأخير في مطلع الأسبوع الماضي الذي خلط فيه "الزيت بالماء" وقال فيه (... من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى أكانت سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية أو أمريكية، فاللبناني قبل الكل)، قال هذا الكلام وقصده عدم التمييز بين العمالة الاجنبية داخل لبنان وعندما ذكر دولاً كالسعودية وأمريكا وفرنسا، وحتى إيران كان يقصد أن الدولة اللبنانية لن تسمح لغير اللبناني بالحصول على فرصة العمل المتوافرة للمواطن اللبناني، ولكنه لم يكن دقيقاً في اختيار جنسيات العمالة المقصودة وتسبب هذا التصريح أو التغريدة بسجال واشتباك سياسي واعلامي بين السعودية ولبنان وجرف هذا الاشتباك مواقع التواصل الاجتماعي لضخ مزيد من التأزيم و "التنكيت والفكاهة" وبالتالي تعميق المشكلة.

في المحصلة، فان جبران باسيل الذي لقبه البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بـ "زوج الست"، والمقصود السيدة "شانتال عون" ابنة الرئيس، يريد الخروج من جلباب أبيه السياسي ميشيل عون، إلى عالم من الإنجاز والاستقلال ولكنه مازال يواجه "زحمة من الاشكالات"، فهو يملك حضناً دافئاً فقط لدى "بي الكل" في بعبدا أو الرابية، وهو حضن بات ضجراً من هذا الصهر حسبما فهمت من مضمون بعض وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، حيث بات "عون" يفكر جدياً في وضع ثقته وثقله كلها في صهره الآخر شامل روكز، زوج ابنته الثانية كلودين .
أما شامل روكز فهو قصة أخرى ومشروع اخر، ولهذا المشروع وتجربته مقال آخر !!