قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي.(أرشيف)
قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي.(أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 10:48

ماكنزي بين ردع إيران وعدم إثارة حرب واسعة

24- زياد الأشقر

عن الخيارات المتاحة للقيادة المركزية الأمريكية للتعامل مع التهديدات الإيرانية، كتبت لارا سيليغمان وروبي غرامر في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه مع مضي أشهر فقط على تعيينه قائداً للقيادة المركزية، يعمل الجنرال كينيث ماكنزي على الدفع نحو تنشيط الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تتعامل في الإدارة الأمريكية مع أزمة جديدة في الخليج.

القوات التي طلبها ماكنزي هي دفاعية بطبيعتها- بطاريات باتريوت للدفاع الصاروخي والمدمرات الدفاعية التي تمتلك قدرات من الصواريخ الباليتسية، على سبيل المثال لا الحصر

  وقالا إن الوضعية الهجومية لماكنزي- ووصفه لإيران بأنها "التهديد الرئيسي الأخطر للاستقرار" في المنطقة وكذلك طلبه زيادة عدد القوات الأمريكية- قد أثارا تساؤلات حول ما إذا كان البيت الأبيض يضغط على العسكريين لاتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد طهران، وقلقاً في شأن خطوات غير محسوبة يمكن أن تؤدي إلى نزاع أوسع. لكن الذين يعرفونه، يقولون إن ماكنزي القادم من المارينز وأمضى العامين الأخيرين مديراً لهيئة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع، جاهز تماماً للتعامل مع مواجهة متصاعدة.

دون نزاع
وقال عنه أحد المسؤولين السابقين في البنتاغون "إنه عكس المدافعين عن الحرب"، ووصفه بأنه قائد يسعى إلى تعزيز دفاعات القيادة المركزية من دون إثارة نزاع.

ويبدو ان جهوده تؤتي ثمارها. وتلبية لطلب ماكنزي إرسال تعزيزات، ستنشر الولايات المتحدة ألف جندي إضافي في المنطقة للتعامل مع التهديدات الصادرة عن إيران. وأكد البنتاغون في معرض الإعلان عن إرسال هذه الدفعة من الجنود أن مهتهم ستكون "دفاعية" وأن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى إثارة نزاع مع إيران".

وقبيل هذا الإعلان، أفرج البنتاغون عن مزيد من الصور التي تظهر مرحلة ما بعد تعرض ناقلتي نفط في خليج عمان، وبعضها يظهر قوات إيرانية تفكك لغماً غير منفجر من جسم إحدى الناقلتين. ووفقاً لبيان البنتاغون فإنه "يتم اتخاذ الإجراءات لضمان سلامة ورفاهية عناصرنا العاملين في أنحاء المنطقة وحماية مصالحنا الوطنية. وسنستمر في مراقبة الموقف بجدية وإجراء تعديلات على مستويات القوة بحسب الضرورة ونظراً إلى تقارير الاستخبارات والتهديدات الجدية".

معتدل ومتمكن
وعلى رغم أن البعض ينتقد أساليبه، إلا أن معظم الذين يعرفون ماكنزي يتفقون على القول إنه قائد معتدل ومتمكن. ويركز ماكنزي على الردع، وليس على مهاجمة إيران، وفق ما يقول المسؤولون. وأشار المسؤول السابق إلى أن القوات التي طلبها ماكنزي هي دفاعية بطبيعتها- بطاريات باتريوت للدفاع الصاروخي والمدمرات الدفاعية التي تمتلك قدرات من الصواريخ الباليتسية، على سبيل المثال لا الحصر.

يسير على حبل رفيع

وقالا إنه في الدور الجديد الذي يضطلع به ماكنزي، فإنه يسير على حبل رفيع. فمن ناحية عليه أن يشرف على قيادة قتالية، لم تعد في مركز الصدارة، بعدما كانت شكلت لمدة عقدين محور الاهتمام الأقصى بالنسبة لواشنطن. وفيما تحاول الإدارة التركيز على مواجهة تهديدات الصين وروسيا، يبدو الرئيس ترامب متحمساً لإخراج الولايات المتحدة من صراعاتها المزمنة والمكلفة في الشرق الأوسط. ومن ناحية أخرى، يتجاوب ماكنزي مع عزم البيت الأبيض على كبح النفوذ الإيراني. واتهمت إدارة ترامب الأسبوع الماضي طهران بسلسلة من الهجمات على ناقلات النفط في الخليج، وذلك على رغم زيادة القوات الأمريكية مؤخراً لردع تهديدات إيران. والإثنين أعلنت إيران أنها ستزيد مخزونها من الأورانيوم المخصب بما يتجاوز الحد المنصوص عليه في الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.  


شكوك  
خلص الكاتبان إلى أن رهان الإدارة الأمريكية هو أن نشر تعزيزات جديدة في المنطقة يمكن أن يردع إيران، لكن الهجمات على ناقلات النفط يضفي شكوكاً على هذا الرهان. ويقول أحد المسؤولين في البنتاغون إن القيادة المركزية تواصل القول إن "ردعنا ناجح... ومن غير الواضح ما يجري حالياً". ويضيف أن استمرار الهجمات المحدودة من قبل إيران تزيد من الضغط على ماكنزي.