زير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال فعاليات الافتتاح الرسمي لـ "مسرح خليف بن زايد" في باريس.
زير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال فعاليات الافتتاح الرسمي لـ "مسرح خليف بن زايد" في باريس.
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 18:27

عبدالله بن زايد يشهد افتتاح "مسرح خليفة بن زايد" في باريس

شهد وزير الخارجية والتعاون الدولي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مراسم الافتتاح الرسمي لمسرح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "مسرح قصر فونتينبلو الإمبراطوري"، في العاصمة الفرنسية باريس.

وفتح المسرح أبوابه للجمهور مجدداً بعد انتهاء أعمال الترميم والتجديد الشاملة التي استمرت لسنوات بتمويل من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، فيما أطلقت الحكومة الفرنسية اسم رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على المسرح، تقديراً وعرفاناً بمساهمة دولة الإمارات في إحياء هذا الصرح التاريخي العريق.

وتأتي أعمال ترميم المسرح وإعادة الحياة لهذا الجزء المهم من تاريخ فرنسا، في إطار اتفاقية تعاون ثقافي بين إمارة أبوظبي والحكومة الفرنسية تم توقيعها عام 2007، وتضمنت إنشاء اللوفر أبوظبي ومبادرات دولية، منها انعقاد المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر عام2016 في أبوظبي، وتأسيس التحالف الدولي لحماية التراث الثقافي في مناطق النزاع "ألف".

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن افتتاح هذا المسرح التاريخي في قصر "فونتينبلو" الذي يحمل اسم رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يعد تجسيداً حقيقياً للتعاون الوطيد بين المؤسسات الثقافية من أجل الحفاظ على التراث، و"هي ركيزة علمنا إياها مؤسس دولة الإمارات المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" ويترجم أيضاً عمق العلاقات الدبلوماسية التي تربطنا بأكثر من 187 دولة حول العالم"، نجحت خلالها الإمارات في بناء منظومة متكاملة لمستقبل واعد كما يعكس حرص دولة الإمارات على صون المواقع التراثية والثقافية حول العالم.

ثوب الإنسانية
وقال في كلمته خلال حفل الافتتاح: "يعد هذا الصرح العريق الذي يعود اليوم للعالم بكامل ألقه وفنه بعد فترة إغلاق تجاوزت الـ 100 عام من مكونات التاريخ الفرنسي الذي يمثل جزءً جميلاً وعريقاً من التاريخ الإنساني، حيث طالما عملت دولتنا على تقديره من خلال مشاريع إماراتية فرنسية مشتركة انطلاقا من إيماننا العميق بدور الفنون في بناء الحضارات".

وقال: "يعتبر هذا المسرح التاريخي في "قصر فونتينبلو" المدرج على لائحة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو أحد أهم القصور الملكية التي تعاقب على سكنه 34 ملكاً وإمبراطوراً فرنسياً من بينهم نابليون الثالث إمبراطور الإمبراطورية الفرنسية الثانية في القرن التاسع عشر، لكن العبرة ليست في المكان بل بما يمثله من قيم إنسانية نحتاج لاستذكارها اليوم حتى لا نكرر أخطاء الماضي فالثقافة بمنتجاتها المختلفة كالرواية والشعر والمسرح والموسيقى والسينما والفلسفة والتراث وغيرها، هي الرابط الإنساني الأقدر على البقاء والاستمرار عبر التاريخ وهي القماشة التي ترقع ثوب الإنسانية كلما مزقته الحروب والتطرف والإرهاب".

وتابع: "بالنسبة لنا في دولة الإمارات فإن صيانة التراث والحفاظ عليه وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة بشكل لا يمس بأصالته يعد قيمة عليا تنتهجها القيادة الحكيمة في مختلف المجالات فلا يمكننا أن نحدث الناس عن التسامح دون أن نبين لهم أهمية احترام الاختلاف والاحتفاء بالتنوع فالزائر إلى متحف ما لا يملك إلا أن يدرك بأن البشرية لم تتطور وتتقدم إلا بسبب تنوع إنتاجاتها المعرفية وتركيباتها الاجتماعية، وهنا أتذكر الفيلسوف الفرنسي ميشيل دي مونتين، الذي تتزين إحدى جدران اللوفر أبوظبي بنصوصه التي تحضنا على التسامح ما ميز هذا الرجل الذي عاش في القرن السادس عشر أنه اكتشف أن الإنسان لكي يتجاوز تطرفه وأحقاده تجاه الآخرين إن عليه أن يغوص في أعماق نفسه أولا ليكتشفها وينشغل بها، حينها فقط يتمكن أحدنا من كتابة قصيدة أو رسم لوحة أو تلحين معزوفة جميلة ترتقي بالنفس البشرية في مراتب المحبة والتآخي وحينها فقط يصبح الإنسان فردا فاعلا في مجتمعه منيرا في الحياة وتكتمل إنسانيته".

وأضاف : "يقول مونتين.. لا توجد في الدنيا بذرتان متماثلتان وفي الحقيقة فإن التنوع ميزة مطلقة"، ولهذا نحن هنا اليوم لنقول للعالم إن قبولنا بالتنوع ليس كرماً منا، بل هو حاجة ملحة للمجتمعات البشرية التي تعاني اليوم من الصراعات والكراهية تماما مثلما عانت أيام مونتين من حروب طائفية أدت إلى مذابح مرعبة".

وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات التي تقف بجانب الشعوب التي تعاني من الكوارث الطبيعة وويلات الحروب بغض النظر عن أعراقها وأديانها هي ذات الدولة التي تقدر التاريخ والفن والجمال في كل أنحاء العالم وتسعى بكل إمكانياتها للحفاظ عليه.