صورة مركبة لجندي إسرائيلي ومقاتل من حزب الله.(أرشيف)
صورة مركبة لجندي إسرائيلي ومقاتل من حزب الله.(أرشيف)
الخميس 20 يونيو 2019 / 13:10

هل تجرّ إيران إسرائيل إلى نزاع عسكري؟

حذر عاموس هارئيل، مراسل صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من أن إيران ربما تشرع قريباً في استفزاز إسرائيل على حدودها من خلال وكلائها في المنطقة من أجل تصعيد الأزمة مع الولايات المتحدة.

ثمة احتمال لوقوع سيناريو غير مباشر يشمل شن هجمات عسكرية ضد إسرائيل من قبل وكلاء إيران مثل ميليشيات موالية لإيران في جنوب سوريا أو حزب الله في جنوب لبنان

وبحسب مصادر استخباراتية إسرائيلية وغربية، فإن إيران على الأرجح ستعمد إلى استهداف الحدود الإسرائيلية لتصعيد صراعها مع الولايات المتحدة؛ وبخاصة في ظل خيبة الأمل التي تشعر بها طهران بسبب إخفاقها في إجبار الأمريكيين على إعادة النظر في العقوبات الاقتصادية القوية المفروضة ضد إيران والشركات التي تتعامل معها.

أزمة اقتصادية خطيرة

ويوضح المراسل أن العقوبات قد أسفرت عن اشتعال أزمة اقتصادية خطيرة بالنسبة إلى طهران التي من الممكن أن تختار الاستفزاز على طول الحدود الإسرائيلية بهدف تصعيد أجواء الأزمة الإقليمية وإجبار إدارة ترامب على إعادة النظر في سياستها إزاء إيران بشكل عاجل.

وتتخذ إيران بالفعل خطوات في الخليج منذ بداية شهر مايو(آيار) الماضي رداً على العقوبات الأمريكية الصارمة التي أثرت بشدة على اقتصادها، وبحسب الاستخبارات الإسرائيلية والغربية فإن ملالي طهران كانوا يلعبون بالوقت على أمل أن يخفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، الأمر الذي يفتح المجال لتخفيف سياسة واشطن الصارمة إزاء برنامج إيران النووي.

ويضيف المراسل أن الخطوات التي اتخذتها طهران شملت شن الضربات على ناقلات النفط في الخليج وهجمات بدون طيار ضد مواقع النفط السعودية، ومن دون أن تعلن عن مسؤوليتها، بيد أن مثل هذه الخطوات تكشف عن تغير النهج الإيراني؛ إذ تصعد طهران تحركاتها من أجل أن تعود الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، ولكن الرد الأمريكي لم ينطو على الخوف، وفي الوقت نفسه لم يُستدرج الرئيس ترامب إلى حرب التهديدات مع الإيرانيين.

تصعيد الصراع
وعلاوة على ذلك، لم يتأثر سوق النفط بزيادة هائلة في الأسعار، وهو ما تطمح إليه إيران بشدة مع الأخذ في الاعتبار لمدى اعتمادها على صادرات النفط، ولم تتغير أيضاً الأمور بعد الهجوم على ناقلة ثانية خلال الأسبوع الماضي. وتتمثل الخطوة الوحيدة التي اتخذها الأمريكيون حتى الآن في إصدار بيان يوم الثلاثاء حول إرسال ألف جندي أمريكي إضافي إلى الشرق الأوسط بسبب الأزمة، بينما حضت روسيا جميع الأطراف على ضبط النفس.
  
ويرى مراسل الصحيفة الإسرائيلية أن الأزمة تتحرك ببطء ولذلك ربما تقرر إيران تسريع وتيرة تفاقمها وزيادة الأمر سوءاً من خلال جر إسرائيل إلى قلب التطورات. وثمة احتمال لوقوع سيناريو غير مباشر يشمل شن هجمات عسكرية ضد إسرائيل من قبل وكلاء إيران مثل الميليشيات الشيعية في جنوب سوريا أو حزب الله في جنوب لبنان.

إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي

وحذر الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين يوم الثلاثاء الماضي حزب الله من توريط لبنان في جدول أعمال إيران وعدم استخدامها كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد إسرائيل، مشدداً على أن الجيش الإسرائيلي مستعد تماماً للرد على أي تهديد ولن تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي.
ويختتم المراسل بأن إسرائيل تجري مناورتين عسكريتين كبيرتين كجزء من تدريبات الجيش السنوية، بمشاركة كل القنوات النظامية وقوات الاحتياط، كما يختبر سلاح الجو الإسرائيلي براعته في مواجهة الدفاعات المتقدمة بما في ذلك صواريخ "اس 300" و"اس 400"، فضلاً عن الأسلحة والتكنولوجيا التي لم يتسلح بها بعد حزب الله والجيش السوري.