مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات (أرشيف)
مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات (أرشيف)
الأربعاء 31 يوليو 2019 / 14:24

حملة "الضغط الأقصى" ضد إيران تقلق أكراد سوريا

تثير حملة "الضغط الأقصى" الأمريكية ضد إيران قلق أكراد سوريا، حسب ماثيو بيتي، محرر متخصص في الأمن القومي لدى مؤسسة "ناشونال إنترست".

مصلحتنا تكمن في الحفاظ على أنفسنا والمساهمة في التوصل إلى حل سياسي يمكن سوريا أن تعود مرة أخرى بلداً مستقراً مسالماً

ويشير الكاتب لسعي صقور في واشنطن لتوظيف قوى كردية سورية كوسيلة لمنع إيران من استعادة" جسر بري" عبر الشرق الأوسط شكلته سابقاً من خلال تحالفاتها في العراق وسوريا.

ومنذ وقت طويل، حظيت قوات سوريا الديمقراطية( قسد) ذات الغالبية الكردية بحماية أمريكية من تركيا ومن الحكومة السورية، ولذا رحبت بدعم توفره توترات بين الولايات المتحدة وإيران. ولكن اليوم، وفيما تلوح في الأفق حرب مع إيران، بدأ الحديث عن استخدام شمال شرق سوريا كقاعدة متقدمة ضد إيران، يثير مخاوف قيادة قسد في مدينة القامشلي.

أفضل صديق
ويلفت كاتب المقال إلى أن الدولة الكردية الصغيرة غير المعترف بها في شمال شرق سوريا كانت أفضل صديق لأمريكا في الحرب ضد داعش، وتعمل اليوم قوات قسد على منع قوات الحكومة السورية المدعومة من إيران من استعادة كامل البلاد. ولكن في ظل تصاعد توترات في منطقة الخليج، لم يعد واضحاً فيما إذا كان الأكراد وحلفاؤهم في قسد مستعدين – أو قادرين – على أن يكونوا جزءاً من أي حرب بقيادة أمريكية ضد إيران.

غليان

وقال بسام إسحق، ديبلوماسي يمثل المجلس الديمقراطي السوري في واشنطن: "طالما كانت هناك توترات بين الولايات المتحدة وإيران، فذلك يعطي الولايات المتحدة حافزاً للبقاء في شمال شرق سوريا. ونحن، في شمال شرق سوريا، نعلم أن الولايات المتحدة تنظر إلى سوريا من خلال عدسات سياستها تجاه إيران، وهو ما نراه أمراً إيجابياً، لأن الولايات المتحدة تستطيع مساعدتنا في إبقاء إيران وكذلك تركيا خارج منطقتنا". ولكن إسحق حذر أيضاً من أن" حرباً كاملة ستشكل خطراً على الجميع".

ويشير الكاتب لانقسام سوريا على طول نهر الفرات، حيث تسيطر على ضفته الشرقية قوات قسد بجانب ألفين من القوات الخاصة الأمريكية، وعدد متزايد من القوات من التحالف الدولي ضد داعش. وأما الحكومة السورية فتسيطر على الضفة المقابلة، بدعم من قوات إيرانية وروسية. ونادراً ما وقعت مواجهات بين طرفي الضفتين، ولكن معركة دموية جرت في محافظة دير الزور في فبراير( شباط) 2017، بين متعاقدين عسكريين روس مع قوات خاصة أمريكية، كشفت يمكن لتوترات أن تتصاعد بسرعة.

قلق شديد

وحسب الكاتب، تحدث السفير جيمس جيفري، الممثل الأمريكي الخاص للمشاركة الأمريكية في سوريا، في مؤتمر عقد بداية الشهر الحالي في إسرائيل، عن "حملة الضغط الأقصى" في سوريا، في إشارة للحملة الأمريكية ضد إيران.

وفي هذا السياق، قال نيكولاس هيراس، زميل مركز الأمن الأمريكي الجديد، العائد لتوه من شمال شرق سوريا حيث حضر منتدى دولي حول داعش: "يسود في أوساط قسد قلق شديد بشأن مدى ما تتطلع إليه الولايات المتحدة لاستخدام قواتها لمحاربة إيران في سوريا"، لافتاً إلى أنه "تلقى عدداً من الاستفسارات من مسؤولي قسد بشأن مدى ما قد تصل إليه الولايات المتحدة في استخدامها لقوات قسد ضد إيران ووكلائها، وخاصة في دير الزور".

وقال الليفتنانت كولونيل دانييل ديفيس، في إشارة لتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر( كانون الأول) الانسحاب من سوريا بأن الأكراد "يشعرون بأننا خذلناهم. ومن منظور الأكراد، كان علينا تقديم نوع من التنازل، لأنه لا فاائدة من ضرب إيران، جارتهم، وإثارة غضب الإيرانيين، علماً أن كل ما سنقوم به سينتهي، وهم باقون هناك؟".

ويبدو أن المجلس الديمقراطي السوري يوافق على هذا الرأي. ولذا صرح إسحق ل"ناشونال إنترست": "ليست لدينا القدرة على أن تشكل تهديداً لدولة كبيرة، وليست لدينا مصلحة في ذلك. إن مصلحتنا تكمن في الحفاظ على أنفسنا والمساهمة في التوصل إلى حل سياسي يمكن سوريا أن تعود مرة أخرى بلداً مستقراً مسالماً. ونحاول حقاً صد كل من إيران وتركيا".

مغاوير الثورة
من جانب آخر، يشير الكاتب لتواجد أصغر حجماً لقوات التحالف بقيادة أمريكية خارج المنطقة التي تسيطر عليها قسد، عند الحدود السورية – الأردنية، غرب نهر الفرات. وأشارت وسائل إعلام لبنانية في الأسبوع الماضي لتنفيذ قوات أمريكية عملية" إعادة تنشيط" لتنظيم من المتمردين في جنوب سوريا يعرف باسم" مغاوير الثورة"، والذي قد يكون بديلاً لقوات قسد في الحملة ضد إيران.