الجمعة 2 أغسطس 2019 / 22:22

أمريكا وإيران تستبعدان الحرب.. بوادر "اتفاق"

24 - إعداد - أحمد إسكندر

تزايد التوتر أخيراً بين واشنطن وطهران زاد المخاوف من نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران واتخذت الأولى عدداً من الإجراءات دلت ضمنياً ذهابها لمواجهة عسكرية مباشرة مع الجمهورية الإيرانية.

إدارة ترامب تستطيع الحصول على تأييد الكونغرس على أي اتفاقية ثنائية قد يتوصل إليها البلدان

الجمهورية الإيرانية من جانبها بادرت للتقليل من خطر نشوب صراع في المنطقة وأطلقت رسائل هنا وهناك أنها لا تريد الحرب، لكنها لن تقف صامتة في حال الهجوم عليها.

مساع دبلوماسية
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي شملته الولايات المتحدة بعقوبات مؤخراً نفى خلال أكثر من مناسبة الرغبة الإيرانية في مواجهة عسكرية قائلاً إن "طهران لا تريد الحرب.. لكن الولايات المتحدة متغطرسة بطبيعتها".

ظريف تحدث لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" قبل ختام زيارته أخيراً للحليف الصيني في بكين قائلاً: "لن تكون هناك حرب لأننا لا نريد الحرب" مضيفاً "الواقع أن الرئيس ترامب قال رسمياً وأكد مجدداً أنه لا يريد الحرب لكن أشخاصاً حوله يدفعون باتجاه الحرب بذريعة أنهم يريدون أن تكون أمريكا أقوى في مواجهة إيران".

في ذات السياق، لا يحظى احتمال العمل العسكري الأمريكي ضد إيران إلا بدعم دولي قليل إذ رفض حلفاء الولايات المتحدة الفكرة علناً، ودعت القوى الكبرى مثل روسيا والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس والانخراط في مفاوضات مباشرة بين الطرفين للخروج من الأزمة الحالية.

غياب المعلومات
في الكونغرس الأمريكي لوحظ نوع من السخط بين الأعضاء لما وصفوه بـ"غياب المعلومات" عن التوترات مع إيران وهو ما دفع القليل إلى التوجه بدعم المواجهة العسكرية مع إيران لإظهار أن الولايات المتحدة هي الأقوى بأي مواجهة كانت وتحديداً من جانب الأعضاء "الصقور" الجمهوريين المؤيدين للرئيس لترامب.

وقال مسؤولٌ أمريكي لصحيفة واشنطن بوست هذا الأسبوع إن الرئيس ترامب "يريد الحديث مع الإيرانيين، إنَّه يريد اتفاقاً" وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن ترامب أبلغ وزير الدفاع الأمريكي السابق باتريك شاناهان أنَّه لا يريد خوض حرب مع إيران.

وبحسب "نيويورك تايمز"، قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب سعى "لكبح المواجهة" التي تختمر مع إيران في الأيام الأخيرة، في حين بدأ كبار دبلوماسييه البحث عن سبل لنزع فتيل التوتر وبحسب الصحيفة، يبدو أنَّ الإدارة التي كانت تبدو من قبل وكأنَّها تستعد للصراع الآن أكثر عزماً على إيجاد مخرجٍ دبلوماسي.

خلف الكواليس
في سياق متصل ذكرت صحيفة "الجريدة" الكويتية نقلاً عن مصدر في الحرس الثوري الإيراني، أن سيناتوراً جمهورياً في مجلس الشيوخ الأمريكي، مقرباً من الرئيس دونالد ترامب، زار طهران نهاية شهر يوليو (تموز) الماضي، واقترح إجراء مفاوضات بين البلدين "خلف الكواليس"، فيما يعد التفافاً على حلفاء واشنطن الأوروبيين، الذين يحاولون إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران الذي خرجت منه الولايات المتحدة قبل أكثر من عام.

وكشفت مصادر، أن مسؤولاً من وزارة الخارجية الأمريكية وآخر من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) رافقا السيناتور خلال الزيارة، وحط الوفد الأمريكي الذي كان على متن طائرة خاصة في مطار "بيام" التابع للحرس الثوري بالقرب من مدينة كرج غرب طهران، وتم استقباله بحفاوة بالغة من الجانب الإيراني.

وبحسب المصادر أكد السيناتور الجمهوري أن إدارة ترامب تستطيع الحصول على تأييد الكونغرس على أي اتفاقية ثنائية قد يتوصل إليها البلدان وهو ما رحب به الإيرانيون مع رغبتهم باستمرار إجراء هذه المفاوضات خلف الكواليس، دون أن تكون أي جهة رسمية أو دبلوماسية أو دول أخرى، مرتبطة بها.

ويأتي اتفاق الطرفين (الأمريكي والإيراني) على إجراء المفاوضات بين شخصيات من البلدين لا تحمل أي صفة رسمية، حتى لا يشكل الموضوع، في حال انكشافه أو فشله، إحراجاً لأي طرف، حيث تم الاتفاق على عدم إعلان هذه المفاوضات قبل أن تصل إلى نتائج ملموسة، تشمل جميع الخلافات بين الجانبين دون استثناء، وألا تقتصر على الاتفاق النووي، بل تتطرق إلى برنامج الصواريخ البالستية الإيراني المثير للجدل، وأنشطة طهران في المنطقة، خصوصاً في سوريا واليمن.