الأربعاء 21 أغسطس 2019 / 12:46

تقرير استخباراتي: داعش يعيد تجميع 18 ألف مقاتل

بعد خمسة أشهر على طرد قوات أمريكية لمقاتلي داعش من آخر معاقلهم في سوريا، قال مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون وعراقيون إن التنظيم الإرهابي بدأ استجماع قوة جديدة، وتنفيذ هجمات حرب عصابات عبر العراق وسوريا، وإعادة تشكيل شبكاته المالية، وتجنيد مقاتلين جدد من داخل معسكر تديره قوة حليفة.

داعش متخندق حالياً في مناطق زراعية على الأغلب، ويقاتل من خلال مجموعات صغيرة من عشرة مقاتلين تقريباً، ويستفيد من حدود يسهل اختراقها

ويقول إريك شميت، محرر لدى صحيفة "نيويورك تايمز"، وآليسا روبن، وثوماس جيبونز نيف مراسلا الصحيفة من بغداد، إنه رغم حديث الرئيس الأمريكي ترامب عن هزيمة كاملة لداعش في العام الحالي، ينظر مسؤولون عسكريون في المنطقة للأشياء من منظور مختلف، ويقرون بأن الهاربين من فلول التنظيم باقون فيها.

وحذر تقرير صدر أخيراً عن المفتش العام الأمريكي من أن خفض عديد القوات الأمريكية في هذا العام من 2000 جندي إلى أقل من نصفها، تنفيذاً لقرار ترامب، يعني خفض دعم قوات سورية شريكة في محاربة داعش. وفي الوقت الراهن، لا تستطيع قوات أمريكية ودولية سوى ضمان أن يبقى داعش محاصراً وبعيداً عن مناطق حضرية.

خلايا نائمة
وحسب كاتب المقال، رغم أنه لا يخشى كثيراً من استعادة داعش منطقته السابقة، خلافة امتدت على منطقة تساوي مساحة بريطانيا، مع سيطرة على حياة 12 مليون شخص، ما زال التنظيم ينشر حوالي 18 ألف مقاتل في العراق وسوريا. وقد شكل داعش خلايا نائمة وفرقاً ضاربة نفذت هجمات قناصة وكمائن وعمليات خطف واغتيالات ضد قوات أمنية وقادة مجتمع محلي.

ويشير الكاتب إلى استفادة داعش من خزينة حربية تقدر بـ400 مليون دولار خبأها إما في العراق وسوريا، أو هربها لتأمينها في دول مجاورة. كما يعتقد أن التنظيم استثمر في أنشطة تجارية، منها زراعة الأسماك وتجارة السيارات والحشيش. ولا يتوانى عن ابتزاز الناس لتمويل عملياته السرية، حيث عندما رفض مزارعون في العراق دفع أتاوى للتنظيم، تم إحراق محاصيلهم.

اختراقات
ويلفت الكتاب لتحقيق داعش، خلال الأشهر الماضية، اختراقات داخل معسكر كبير في شمال شرق سوريا، وحيث لا تتوفر أية خطة جاهزة للتعامل مع 70.000 شخص محتجزين فيه، بمن فيهم آلاف من عوائل داعش أو مقاتليه. ويقول مسؤولو استخبارات أمريكية إن معسكر الهول، والذي يديره حلفاء لواشنطن من أكراد سوريا لا يتلقون سوى القليل من الدعم المالي أو الأمني، بدأ يتحول إلى مرتع لإيديولوجية داعش، وأرضاً خصبة لتفريخ إرهابيين جدد. كما تحتجز قوة كردية مدعومة من أمريكا، ضمن سجون مؤقتة، أكثر من 10.000 مقاتل، منهم 2.000 أجنبي.

وورد ضمن تقرير المفتش العام، والذي أعد لصالح البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتطوير الدولي أن "عدم قدرة أكراد سوريين على توفير أكثر من الحد الأدنى من الحماية داخل معسكر الهول سمح بانتشار عقيدة داعش هناك".

وأبلغت القيادة العسكرية المركزية لكتاب المقال أن "داعش يستغل على الأرجح ضعف الإجراءات الأمنية لتجنيد أعضاء جدد، وإعادة انخراط عناصر تركوا ساحات المعركة".

استنتاج مشابه
وخلص تقييم حديث صدر عن الأمم المتحدة إلى الاستنتاج نفسه، قائلاً إن "أفراد أسر يقيمون في معسكر الهول ربما باتوا يشكلون خطراً فيما لم يتم التعامل معهم بالشكل المناسب".

وتعطي تلك التقارير، التي أعدها مسؤولون عسكريون وأمنيون أمريكان وغربيون، ووثقتها سلسلة حديثة من تقييمات الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة، تصوراً بأن داعش بدأ ينهض مجدداً، ليس في العراق وسوريا وحسب، بل من خلال أفرع تمتد من غرب أفريقيا إلى سيناء. ويشكل هذه النهوض تهديدات لمصالح أمريكا وحلفائها، فيما تعمل إدارة ترامب على خفض عدد قواتها في سوريا، وتحول تركيزها في الشرق الأوسط نحو مواجهة محتملة مع إيران.

في هذا السياق، قالت سوزان رين، رئيسة سابقة لتحليل الإرهاب المشترك في بريطانيا، في مقابلة مع مركز مكافحة الإرهاب في "ويست بوينت": "ربما أصبح داعش أضعف الآن، ولكنه ما يزال يعتبر حركة دولية حقاً، ونحن معرضون لخطره على مستوى العالم، ولذا ينبغي أن لا يفاجئنا ما قد يحدث لاحقاً".
  
ويقول مسؤولون عسكريون في المنطقة إن داعش متخندق حالياً في مناطق زراعية على الأغلب، ويقاتل من خلال مجموعات صغيرة من عشرة مقاتلين تقريباً، ويستفيد من حدود يسهل اختراقها بين سوريا والعراق، وعلى امتداد حدود غير رسمية بين كردستان العراق وباقي البلاد، حيث يقل عدد قوات الأمن، ويتم التنازع أحياناً حول مسؤوليات السلامة العامة.