دخان يتصاعد من منشآت بقيق في السعودية.(أف ب)
دخان يتصاعد من منشآت بقيق في السعودية.(أف ب)
الجمعة 20 سبتمبر 2019 / 11:48

تقرير: حان وقت إنزال الألم بإيران

رأى رئيس "مجموعة الدراسات الأمنية" جيم هانسون أنّ الأهداف المادية للهجوم الأخير الذي شنته إيران يوم السبت كانت البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية. لكنّ الهدف الفعلي كان الولايات المتحدة والأوروبيين كتحذير مما سيفعله ملالي إيراني إذا لم يحصلوا على الرشاوى التي يطالبون بها.

الأمريكيون هم الوحيدون الذين يمكنهم التحرك بطريقة شرعية وهذه الهجمات هي موجهة ضدهم حتى ولو بطريقة غير مباشرة

وشدد هانسون على أنّ هذا الهجوم ينبغي ألا يمر من دون عقاب. وأضاف الكاتب أنه "لا يمكننا أن نستسلم للابتزاز والاعتداء المستمرين".

محاولة للعودة إلى الاتفاق المميت
أشار هانسون الذي خدم في القوات الأمريكية الخاصة ضمن عمليات مكافحة الإرهاب والتمرد كما ضمن عمليات ديبلوماسية وإنسانية في أكثر من اثنتي عشرة دولة أنّ هذا الهجوم لا يتعلق بالسعودية أو بأي من الدول التي تعرضت ناقلاتها النفطية للاعتداءات. إنها محاولة مباشرة من إيران من أجل دفع الولايات المتحدة إلى التوقف عن استخدام عقوبات الضغط الأقصى الساحق والعودة إلى الاتفاق النووي المميت الذي ضمن للإيرانيين برنامجاً نووياً مشروعاً.

أمطار من صواريخ توماهوك
تابع هانسون أنّه كان من المفترض منذ زمن طويل أن يكون الجواب الأمريكي على الاعتداءات الإيرانية أمطاراً من صواريخ توماهوك التي ستحول أدوات الحرس الثوري الإرهابية إلى أنقاض يتصاعد منها الدخان. لقد كان الملالي حذرين في مسيرتهم الاستفزازية التي استمرت أشهراً فلم يهاجموا سوى هدف أمريكي واحد حين أسقاطوا طائرة من دون طيار.

في معظم الأوقات، هاجموا سفناً لأطراف ثالثة في الخليج إضافة إلى منشآت نفطية في السعودية كي يتمكنوا من الادعاء بأنّ هذه الأفعال مصدرها وكلاؤهم الحوثيون. لكن لا أحد من المراقبين يعتقد بصحة هذا الادعاء. "يجب أن نظهر لهم أنّ هذه الواجهة الواهية لقابلية الإنكار لن تحميهم".

أين المصلحة الأمريكية؟
بالنسبة إلى الكاتب، لا تعني كلماته الذهاب إلى حرب مع إيران، لكن يجب أن تعني التحرك العسكري. ولا يتطلب هذا الأمر من الرئيس الأمريكي أن يحصل على الإذن من الكونغرس، بل العكس تماماً. تؤمن له المادة الثانية من الدستور وبشكل مباشر القوة للتصرف كرئيس للقوات الأمريكية حين تكون مصالح الولايات المتحدة مهددة. إنّ حرية الملاحة على امتداد مياه الخليج إضافة إلى إنتاج وتوزيع الطاقة هي بالتحديد مصلحة أمريكية. وينطبق الأمر نفسه على قدرة إيران في ارتكاب أعمال إرهابية من دون عقاب.

الطريقة المناسبة للتعامل مع الملف
يكتب هانسون أنه من الغريب القول بوجوب أن تترك الولايات المتحدة هذا التحرك إلى الدول الأخرى التي تعرضت أصولها للهجمات. ويشرح أنّ الأمريكيين هم الوحيدون الذين يمكنهم التحرك بطريقة شرعية وهذه الهجمات هي موجهة ضدهم حتى ولو بطريقة غير مباشرة.

لقد تبادل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستشارات مع السعوديين وتحضّر واشنطن والرياض الرد بشكل مشترك. هذه هي الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا الملف. "لقد تعرضنا كلانا للهجوم، ويجب أن نظهر التضامن كما الثمن الذي يجب أن يتم دفعه بسبب هذا النشاط المتهور وغير المقبول بشكل كامل". وأنهى هانسون مقاله كاتباً أنه حان وقت إنزال الألم بإيران.