الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 / 15:48

الغزو التركي رمى بالجزء المستقر من سوريا في الفوضى

كل ذلك كان متوقعاً، الموت والتشريد، الأعمال الوحشية، هروب الإرهابيين وعودة النظام الوحشي. لكنه حدث بسرعة أكبر مما توقعه أي شخص تقريباً، بعد غزو تركيا لشمال شرق سوريا في 9 أكتوبر(تشرين الأول)، فقُتل العشرات ونزح أكثر من 100 ألف شخص.

ورأت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن التجربة الكردية السورية في الحكم الذاتي انتهت.

والكيان الذي عرف عند الأكراد بـ "روجوفا" بات اليوم جثة هامدة ينكل بها من قبل الأتراك ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. مئات الدواعش الذين كانوا محتجزين لدى الأكراد، فروا إلى الصحراء.



من جهتها، تعتبر تركيا مجموعة "وحدات حماية الشعب"، عدواً مميتاً بسبب علاقتها بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمرداً طويلاً ضد الدولة التركية.

ومع ابتعاد القوات الأمريكية عن المنطقة، عمد الأتراك، ومتمردون سوريون موالون لهم، ومعظمهم من العرب السنة، إلى اجتياح الحدود، واستولوا بسرعة على وسط المنطقة الكردية. وسيطروا على جزء الطريق الدولي "إم 4" جنوب الحدود، ما يسمح لهم بتقطيع الجيب الكردي وخطوط إمداد الوحدات الكردية.

وحسب مقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل، اتهم المتمردون السوريين بالعديد من الفظائع، كما ظهر في فيديو إعدام موالين لتركيا كردياً مقيد اليدين.



ورغم شراسة المقاتلين الأكراد في المعارك السابقة ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنهم يفتقرون إلى المدرعات والقوة الجوية، للوقوف في وجه الجيش التركي الحديث. ولذلك وبدل القتال حتى الموت، طلبوا من الأسد الحماية.

وفي 13 أكتوبر (تشرين الأول)، توصل الأكراد إلى اتفاق لإعادة قوات النظام السوري إلى الشمال الشرقي للبلاد.

وكتب القائد الكردي مظلوم عبدي في مقال نشرته مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية "إذا كان علينا أن نختار بين التنازلات والإبادة الجماعية لشعبنا، فسنختار بالتأكيد الحياة". 
ولم يترك الأسد الفرصة تمر، فنشر قواته في المناطق التي كانت تحت سيطرة "وحدات حماية الشعب".



ورأت "ذي إيكونوميست" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربما هو الوحيد القادر على وقف الغزو التركي، رغم أنه حسب التقرير في موقف محرج، فالأسد الذي يتعاون مع روسيا، استعاد الأرض، وهو أمر مفرح لروسيا، ولكن تركيا أيضاً صديق مهم وجزء من جهود روسيا للتوصل باتفاق سياسي ينهي الحرب الأهلية الواسعة في سوريا.



ويقول دبلوماسي روسي سابق: "خسارة تركيا تعني فقدان حل للمشكلة السورية". سيحاول بوتين دفع الطرفين نحو أسلوب حيوي. وبعد أن تخلص من آخر ورقة ضغط كانت في يده، بسوريا، سيكون ترامب مجرد متفرج من بعيد.

وبعد مرور ثمانية أعوام على دعوة باراك أوباما الأسد للرحيل، ها هي الولايات المتحدة تغادر سوريا، وبشكل مخزٍ.