الخميس 7 نوفمبر 2019 / 13:47

التصعيد الإيراني الأخطر يقترب من أوروبا

حضت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في افتتاحيتها، أوروبا على الانضمام إلى حملة الضغط القصوى التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران، من أجل إجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات لتخفيف العقوبات الاقتصادية.

على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التصرف وعدم الاكتفاء بالكلام

وأعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم أمس الأربعاء أن إيران ستنتهك القيود المفروضة على منشأة فوردو وتستأنف نشاطها في تخصيب اليورانيوم.

صفقة معيبة
وعلى الرغم من أن منتقدي الرئيس ترامب سوف يزعمون أن هذا يثبت أن خروج الولايات المتحدة من صفقة النووي للعام 2015 كان تصرفاً خاطئاً، إلا أن الصحيفة الأمريكية تعتبر أن هذه إشارة أخرى على عيوب صفقة النووي، ومن ثم، فإنه يتعين على أوروبا مساعدة الولايات المتحدة على معالجة هذه الصفقة المعيبة.

وتلفت الافتتاحية إلى تصريحات الرئيس الإيراني في الخطاب الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي والتي مفادها أن النظام الإيراني سيبدأ في ضخ الغاز في أجهزة الطرد المركزي البالغ عددها 1044 في منشأة فوردو، الأمر الذي يعد انتهاكاً صريحاً للاتفاق النووي.

ويأتي ذلك عقب أنباء بأن إيران تدير أجهزة طرد جديدة ومتقدمة تقصر الفترة الزمنية لصنع السلاح النووي، وبحسب الصحيفة فإن نظام الملالي قد انتهك بالفعل صفقة النووي بشكل علني لعدة أشهر من خلال تخصيب اليورانيوم بتركيزات أعلى وتخزين الكثير منه.

الدعوة إلى صفقة جديدة
وتورد الافتتاحية أن الاستراتيجية الإيرانية اعتمدت على تصعيد انتهاكاتها للصفقة بصورة تدريجية، وذلك على أمل تخويف ترامب وفصل موقف الولايات المتحدة عن أوروبا. وقد نجحت هذه الاستراتيجية لبعض الوقت، إلى أن هاجمت إيران حقول النفط السعودية، ورد القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون بأنه يتعين على إيران "قبول التفاوض بشأن إطار طويل الأمد لبرنامجها النووي وكذلك للقضايا المتعلقة بالأمن الإقليمي، بما في ذلك برنامج الصواريخ الباليستية وغيرها".

وتصف الصحيفة الأمريكية البيان الأوروبي بأنه كان "رائعاً" دعت فيه أوروبا للتوصل إلى صفقة جديدة، ولكن الآن يتعين على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون التصرف وعدم الاكتفاء بالكلام فحسب.

عقوبات ضد مستشارين الملالي
وأعلنت إدارة ترامب، يوم الاثنين الماضي فرض عقوبات جديدة ضد مستشارين للمرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي، وهو ما يُعد أحدث الضغوط ضد الطبقة الحاكمة السلطوية في البلاد. ولكن الشيء الذي سيكون له أثر كبير في طهران يتمثل في اتفاق برلين وباريس ولندن وواشنطن على إعادة فرض العقوبات رداً على التصعيد النووي الإيراني.

وتوضح افتتاحية الصحيفة الأمريكية أن الولايات المتحدة تريد صفقة معدلة للحد من تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، والسماح بعمليات تفتيش غير محدودة للمواقع النووية المشتبه فيها، وإزالة بنود غروب الشمس التي تسمح بفرض قيود على إيران.

الضغط على الملالي للتفاوض

وتذكر الافتتاحية بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أراد في البداية إغلاق منشأة فوردو في الصفقة لكنه لم يتمكن من إقناع الإيرانيين بالموافقة على أي شيء يتجاوز القيود المحدودة التي يتراجعون عنها الآن. ولذلك يستهدف ترامب من حملة الضغط إعادة نظام الملالي إلى طاولة المفاوضات بمزيد من النفوذ أكثر من أوباما.

وتختتم الصحيفة بالتحذير من أن ترامب يفقد صبره مع استراتيجيته ويحاول إبرام صفقة مواتية لطهران قبل حملته الانتخابية، ولذلك يمكن توقع المزيد من التهديدات الإيرانية للخروج من الصفقة وربما شن المزيد من الهجمات ضد الحلفاء الأمريكيين في الشرق الأوسط، ولعل أفضل رد على ذلك هو أن تعيد أوروبا الجبهة المشتركة مع الولايات المتحدة ضد إيران لكي تضطر الأخيرة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل تخفيف العقوبات.