قوات مصرية.(أرشيف)
قوات مصرية.(أرشيف)
الثلاثاء 7 يناير 2020 / 18:12

جيش مصر العظيم..هو جيش العرب

تلك كانت الحيلة الخائبة التي لجأ إليها المهزوم أردوغان ذرًّا للرماد في العيون؛ للمداراة على انهيار شعبيته وشعبية حزبه إثر الأزمات الاقتصادية التي سبّبها لبلاده، والتورُّط في استعداء معظم دول العالم

حين قال الرئيس "عبد الفتاح السيسي" إن الجيش المصري سيكون على (مسافة السكة) من أشقائنا في الخليج في حال تعرّضهم لتهديد مباشر من قوى الإرهاب، لأن القوات المصرية العسكرية هي "جيش كل العرب"، كان صادقًا، وكان على قدر كلمته، وكان في حجم العهد الصعب الذي قطعه على نفسه.
 على أن الأيام تثبتُ اليوم أن التزامه المحترم تجاه أشقائنا العرب، أكبرُ من الكلمات التي قالها قبل سنوات. ففي نص كلمته "مسافة السكة" تكلّم عن دول الخليج فقط، لأن وقتها كان الخطر يحدّق بمنطقة الخليج. وحين لاح الخطرُ في أفق دولة شقيقة غير الخليج، كان جاهزًا كذلك للدفاع عنها، دون تردّد.

أتكلم عن ليبيا التي تقعُ الآن في مرمى الخطر بسبب مطامع الفاشية العثمانية، إثر اتفاقية غير حكيمة مع تركيا الغازية تورّطت فيها ثلّةٌ غافلة مغيّبة في دولة ليبيا الشقيقة. لكن الشعب الليبي، والبرلمان الليبي، كانا أذكى وأوعى من الوقوع في فخ الفاشية العثمانية. فاستقبل الشعبُ الليبي مدرّعات الغزو التركي الباغية بالحجارة واللعنات؛ معلنًا الرفض الشعبي الليبي للتطفّل التركي الرخيص. كما أعلن المشير الليبي خليفة حفتر حال النفير والتعبئة الشاملة للجيش الوطني الليبي لمجابهة الغزو التركي الآثم. وبالإجماع الكامل، صوَّت أعضاءُ البرلمان الليبي على قطع العلاقات مع تركيا وإغلاق السفارات في البلدين، ورفضَ مجلس النوّاب التصديق على الاتفاقية الخؤون التي عقدها "فائز السرّاج" مع "رجب طيب أردوغان" لاستقدام القوات العسكرية التركية إلى الأراضي الليبية، في عملية ظاهرُها الحماية وباطنها الغزو العثماني المدمِّر للمنطقة العربية بأسرها؛ وهو الحلم الآثمُ العصيّ الذي لم يبرح عقل أردوغان المريض، حتى وصل إلى حدّ هوسٍ، يتزايد طرديًا مع تنامي الحنق الشعبوي التركي، والرسمي العالمي ضده. ولم يكتف البرلمان الليبي برفض الاتفاقية، بل أحال رئيسَ حكومة الوفاق، فائز السرّاج، ووزير خارجيته، وجميع من وقّعوا من الجانب الليبي على تلك الاتفاقية البائسة، إلى النائب العام الليبي للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى. إنه الوعي الليبي الرفيع، والمتوقَّع من الشعب الشقيق الذي يجاورنا غربًا، وتربطنا به صداقةٌ تاريخية ومصيرٌ مشترك.

تلك كانت الحيلة الخائبة التي لجأ إليها المهزوم أردوغان ذرًّا للرماد في العيون؛ للمداراة على انهيار شعبيته وشعبية حزبه إثر الأزمات الاقتصادية التي سبّبها لبلاده، والتورُّط في استعداء معظم دول العالم بقرارات طائشة، انتهت مؤخرًا بالزجّ بالأنف في الشأن الليبي، تنفيذًا فجًّا للحلم الصهيوني الطامع في ثروات البحر المتوسط، بالإضافة إلى إنهاك مفاصل الوطن العربي، عسكريًّا واقتصاديًّا.

وكان الجيش المصري العظيم على عهده الدائم في مساندة الوطن العربي الكبير. وقف بكامل جاهزيته واستعداده وبسالته ليذود عن الشقيقة ليبيا، ويحمي حدود مصر من بوادر الغزو العثماني الغاشم، وانضم له تحالفٌ عسكري من إيطاليا وفرنسا وقبرص. وكان ذاك هو التطبيق العملي للعهد النبيل الذي قطعه على نفسه رئيسُنا البطل عبد الفتاح السيسي، بأن الجيش المصري سيكون "على مسافة السكّة" لحماية أي شعب عربي يتعرض لأي مصاعب عسكرية أو تلويح من يد الإرهاب الأسود، الذي يتمثل اليوم بكامل هيئته الشوهاء في جماعة الإخوان الشيطانية التي تدعهما تركيا وقطر والمصالح الصهيونية؛ الذين انتظروا حلمَ سقوط مصرَ في مؤامرة الربيع العربي، مع مَن سقط، حتى تسقط معها العروبةُ. وهو ما لم يسمح به الُله ولا جيشُنا العظيم ولا إرادةُ شعبنا الواعي. ومَن بوسعه أن يُسقط دولةً عريقة متحدّة، قُوامُ جيشها مائة مليون مقاتل ومقاتلة، ويحمل لواءها حاكمٌ وطنيٌّ واع ذو دهاء وخبرة مخابراتية واستخباراتية رفيعة المستوى؟!

وهبَّ الشعبُ المصري لنصرة جيشه الباسل. فاصطفَّ خلفه ظهيرًا شعبيًّا وصخرةً لا ثغرات فيها ولا صدوع. نرفض، نحن الشعب المصريَّ أن نُروِّج أيَّ شائعات أو أخبار عن جيشنا المصري، إلا ما تعلنه القيادةُ السياسية أو المتحدث الرسمي لوزارة الدفاع. نحن الشعبَ المصريَّ الشريف، لن نسمح بافتعال أيّ أزماتٍ طائفية تشغلنا عن مجابهة الغزو التركي الذي لا يعرفُ إلا سياسة حرق الأرض وتقويض الحضارات وقرصنة الثروات وإذلال البشر. سنكون على قلبٍ رجلٍ واحد، ندعمُ القرارات السيادية والسياسية والعسكرية التي يتخذها الرئيسُ المصريّ والقوات العسكرية الباسلة حتى يأخذوا بمصر إلى برّ الأمان، لنكمل نهضتَنا المشهودة. فكل مصريّ يعرف خطورة الموقف، بينما يقفُ المحتلّ العثماني الصهيوني القبيح على بوابات مصر الغربية، حالمًا بتحويل ليبيا إلى إمارة داعشية تمهيدًا لدخول مصر. نحن الشعبَ المصري المثقف، سوف نقوم بالإبلاغ عن أيّ حسابات أو صفحات بوسائل التواصل الاجتماعي تعمل على ضرب وحدة الصف المصري ونشر الأكاذيب وإشاعة الفوضى وعرقلة جيشنا العظيم في معركته النبيلة لحماية شرف مصر وأمن المصريين. نحن الظهيرَ الشعبي المصري سوف نعلّم أبناءنا معنى الوطن، وقيمة الوحدة، وخطورة الانقسام والشتات، وسوف نجعلهم يقرأون عن المذابح والأهوال التي ارتكبها المحتل العثماني في كل مجتمع غزاه عبر التاريخ، حتى ينشئوا صخرةً مصرية حصينة في وجه مكائد تركيا وقطر وإسرائيل؛ الكارهة مصر واستقرارها. نحن شعبَ مصر الواعي سوف نُحصِّن أبناءنا من غسيل الأدمغة الذي يمارسه الإخوان لهدم مصر، وسوف نعلّمهم أن رجال جيشنا على جبهات مصر يصلون الليل بالنهار حتى ننام ملء جفوننا، ويحملون أرواحهم فوق كفوفهم حتى نعيش. جيش مصر العظيم هو جيش العرب.