الثلاثاء 14 يناير 2014 / 21:59

هيكل رئيس تحرير .. أم رئيس مصر؟!

تدور حول تصريحات ومعلومات الأستاذ محمد حسنين هيكل الكثير من السجالات والشكوك. هو صحافي عريق وقديم، ومن جيل عاصر تحولات سياسية كبيرة بالمنطقة، غير أن هذا الأمر لا علاقة له بالملاحظات التي يجب أن نسردها حول تصريحاته.

ثمة تضخيم في معلوماته، وأحياناً تهويل أو خلط بين المعلومة والتحليل. قال عنه الشاعر السوري محمد الماغوط: "كلما استمعت إلى هيكل يشعرك بأنه هو رئيس مصر، وأن السادات رئيس تحرير جريدة الأهرام".

مبالغات كبرى قدمها في أحاديثه منذ كتبه التي تصدرها دار الشروق مع كل أزمة، إلى برنامجه على قناة الجزيرة أيام "سنين العسل" مع دولة قطر، وصولاً إلى لقاءاته التي تجرى معه على القنوات المصرية بين الفينة والأخرى.

من صفات هيكل أنه لا يتحدث إلا عن معلومات تتعلق بالموتى، وآخر تصريحاته تدل على ذلك. فقد تحدث عن البحرين والجزر الإماراتية المحتلة من إيران، وقال إنه كان متفاوضاً مع الروس باهتمام الملك فيصل ومع جمال عبد الناصر والمسؤولين الروس! كيف يمكن لرئيس تحرير جريدة أن يتفاوض على تقسيم دول؟! وعلى توزيع جزر؟! الغريب في هذه التصريحات العجيبة انطلاؤها على البعض رغم تناقضها.

هيكل يقول اتفقنا مع الروس على أن تبقى البحرين عربية "رغم أن أغلبيتها شيعية"! وكأن الشيعة ليسوا عرباً. كأنه في هذا القول يعتبر الشيعة في أي مكانٍ بالعالم فرساً وإن كانوا عرباً. نسي أن النجف والمرجعيات الشيعية في العراق وأنحاء العالم الإسلامي فيهم العرب وغير العرب، فلا معنى لهذا التناقض في الحديث عن البحرين. البحرين دولة مستقلة ذات سيادة، حكامها جاؤوا بتفويض اجتماعي قبلي ومجتمعي ومدني، ولم يكن للروس أي دور في رقعة الشطرنج التي يفضل الاحتكام إليها في كل تحليلاته محمد هيكل.

أما الجزر الإماراتية المحتلة والتي يصر الأستاذ هيكل على وصفها بـ"الجزر الإيرانية" فإن احتلالها واضح وله شواهد تاريخية، وعليه أن يستمع من المسؤولين في الأمم المتحدة أو من المتخصصين الإماراتيين قصة هذا الاحتلال. إيران تحتل هذه الجزر ولديها أطماعها في الخليج كله، وما الذي حدث في 2011 بالبحرين من اضطرابات إلا برعاية إيرانية وبتخطيط من الحرس الثوري وجنود المرشد الأعلى للجمهورية.

هناك إشكاليات كثيرة وشكوك في معلومات هيكل، وهذه ليست أولها، وأتفق مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة والذي رد على هيكل قائلاً: "هيكل لا يستنطق إلا الموتى وأصحاب الآخرة، وإن كانت لديه وثيقة واحدة تثبت مزاعمه عن البحرين وجزر الإمارات فليبرزها، وإلا فليصمت".

كثيرون يجهلون هذا التخبط الذي يقع فيه هيكل منذ أن قرر أن يكون ليس شاهداً على العصر، وإنما "شاهد العصر الوحيد" ولهذا لم يطقه حسني مبارك وأبعده عن البلاط الرئاسي، وحسناً فعل ذلك أن زمن الشعارات ولى، ومن أراد الوقوف على كوارث هيكل فليرجع إلى كتاب المؤرخ سيار الجميل بعنوان: "تفكيك هيكل" ففيه الكثير من المغالطات التاريخية الكبرى، وما معلومته حول البحرين والجزر الإماراتية إلا رقماً في تاريخ أخطائه ومعلوماته التهويلية التخيلية.

ليت أن هيكل يختص بالشأن المصري، فأهل الخليج أدرى بشعابهم.

www.turkid.net