خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (تعبيرية)
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (تعبيرية)
الأربعاء 5 فبراير 2020 / 15:45

لماذا لم ترحب إيران بمغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي؟

عدد الكاتب بويا ستون نقاطاً عدة تجعل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بريكست، انتكاسة إضافية للنظام الإيراني. وذكر في موقع "إيران فوكوس" أن الاتحاد الأوروبي خسر عضواً مهماً وحاسماً برحيل المملكة المتحدة.

مع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، لن تعود لندن مكبلة بالقيود السابقة التي تجعلها تتبع سياساته حول مسائل العلاقات السياسية وخصوصاً الاتفاق النووي مع ديكتاتورية الملالي

ولإحياء بريكست في المملكة، سُكت وسوقت 3 ملايين قطعة نقدية بنصف جنيه استرليني كتب على أحد وجهيها ترايخ 31 يناير (كانون الثاني)، وعلى الوجه الثاني "سلام، ازدهار، وصداقة مع جميع الأمم".

ورحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالخبر وقال على تويتر: "تهاني لبوريس جونسون على فوزه الكبير! بريطانيا والولايات المتحدة ستكونان الآن حرتين لعقد اتفاق تجاري جديد شامل بعد بريكست. لهذا الاتفاق القوة الكامنة ليكون أكبر بكثير وأكثر ربحاً من أي اتفاق أمكن عقده مع الاتحاد الأوروبي. احتفِل بوريس!"

أثران على الأقل

وعن تداعيات بريكست على علاقة بريطانيا بالحكومة الإيرانية، فيرى الكاتب أن هنالك إمكانية ليقلص بريكست ثقل الاتحاد الأوروبي في معادلات القوة الدولية من جهة، وأن يؤدي بريكست إلى دفع المواقف الديبلوماسية البريطانية لتكون أقرب إلى تلك التي تتبناها الولايات المتحدة، من جهة ثانية. ولم ترحب إيران الديكتاتورية بمغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.

ليس الوضع الإيراني مناسباً

في وقت مبكر، حذر الديبلوماسي الإيراني السابق نصرت الله طاجيك من تصاعد التوتر بين بريطانيا وإيران. وقال طاجيك إنه بالنظر إلى تزايد التوتر بين إيران والولايات المتحدة، فعلى طهران توثيق علاقتها مع الأوروبيين، إذ أن سد الثغرات الموجودة أحياناً بين الولايات المتحدة وأطراف أخرى مثل الصين، وروسيا، وأوروبا، سيؤدي إلى اصطفافها خلف ترامب في المسائل السياسية والملف النووي الإيراني.

أعرب طاجيك عن قلقه من توقيف السفير البريطاني واستدعائه من قبل وزارة الخارجية، فقال إن "العلاقات المريرة بين إيران وبريطانيا في الوضع الحالي غير مفيدة للسياسة الخارجية أو لحل المشاكل الداخلية، بما فيها القضايا الاقتصادية... ليس وضعنا في حال مناسبة لفتح جبهة جديدة على الساحة الدولية، ضد أنفسنا".

على حساب إيران
عن أسباب خوف الملالي من بريكست، ذكر الكاتب ما أوردته إحدى الصحف الموالية للنظام، ففي 1 فبراير(شباط) الجاري، كتبت صحيفة جهان صنعت الإيرانية: "في ما يخص مستقبل علاقة بريطانيا مع العالم بعد بريكست، يمكن القول إن مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي أطلقت يدها في الشؤون السياسية، والعسكرية، والأمنية والاقتصادية وأن الدولة ستبدأ علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية. سيكون ذلك على حساب أوروبا وبعض الدول الأخرى مثل الصين، روسيا، وحتى إيران، وهو أمر غير مريح لهذه الدول لترى بريطانيا حليفاً أساسياً للولايات المتحدة".

وأضافت الصحيفة نفسها "بناءً عل ذلك، يزيد هذا الأمر التباين مع دول مثل روسيا، وحتى إيران والتي كانت لها دوماً مشاكل مع بريطانيا. بما أن المملكة المتحدة ستدعم سياسات واستراتيجيات الولايات المتحدة في المستقبل، ستؤثر على العلاقات مع الدول التي تتصادم سياساتها مع الولايات المتحدة".

حرية
وأشار الكاتب إلى أن ما تحاول هذه الصحيفة توضيحه أن مع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي، فإنها لن تكون مكبلة بالقيود السابقة التي تجعلها تتبع سياسات أوروبا في مسائل العلاقات السياسية، خاصةً  الاتفاق النووي مع ديكتاتورية الملالي.

إن ما يُشاهد عملياً هو اقتراب السياسة البريطانية من واشنطن بما يترك تداعيات خاصة على الاتفاق وعلى اللجوء إلى آلية فض النزاع. وحين كانت بريطانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، كانت مجبرة على التصرف وفقاً لسياساته. لكنها باتت الآن تتمتع بالحرية للتعاون مع الولايات المتحدة في السياسات الأكثر تشدداً تجاه إيران.