جو بايدن المرشج للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي (أرشيف)
جو بايدن المرشج للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي الأمريكي (أرشيف)
الجمعة 6 مارس 2020 / 15:39

هل ينقذ بايدن الحزب الديمقراطي؟

24- زياد الأشقر

عن السباق الديمقراطي إلى البيت الأبيض، كتب المسؤول الأمريكي السابق كارل روف في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الأمريكيين شهدوا 72 ساعة مختلفة في تاريخ الانتخابات التمهيدية.

ساندرز يمثل تهديداً وجودياً للحزب الديمقراطي. وإذا ما "نسخ" حزب العمال في بريطانيا، فإنه سيكون من الصعوبة بمكان انتشاله من توجهاته اليسارية

وبدأت المعجزة السبت في ولاية كارولاينا الجنوبية، أين كانت حملة المرشح الديمقراطي جو بايدن مستمرة على جهاز الإنعاش.

وبعد نتائج كارثية في أيوا، ونيوهامبشير، ونيفادا، بدا وكأن نائب الرئيس السابق شُطب من السباق، لكن وبفضل دعم الديمقراطيين الأمريكيين الأفارقة، سحق بايدن المرشح بيرني ساندرز بحصوله على 48% من الأصوات في مقابل 20% في كارولاينا الجنوبية.

 ساندرز الاشتراكي
وقال روف إن بايدن أطل في مقابلات الأحد ليؤكد أن آراء ساندرز الاشتراكية من شأنها إسقاط اللائحة الديمقراطية إذا قادها السناتور عن ولاية فيرمونت. ولقيت الرسالة صدىً واسعاً. وبحلول الإثنين، انسحبت السناتور آمي كلوبوشار، ورئيس بلدية سوث بيند بولاية إنديانا بيت بوتيجيج، لمصلحة بايدن، ثم انضم إليهما النائب السابق روبرت فرنسيس أوروركي.

وبعد ذلك، ودون تنظيم حقيقي، أو إعلاناتن أو تجمعات انتخابية، فاز بايدن في تسع ولايات وربما عشر من أصل 14 ولاية، بينها ولايات حاسمة مثل تكساس، ونورث كارولاينا، وفيرجينيا، وماساتشوستس، ومينيسوتا في تصويت "الثلاثاء الكبير".

الناخبون المترددون
وصوت كل الناخبين المترددين في اللحظة الأخيرة لبايدن، وحصل على دعم أصوات المرشحين المنسحبين إضافة إلى الباقين.

وما ساعد بايدن أيضاً، أن المال لم يشترِ أصواتاً لرئيس بلدية نيويورك السابق بلومبرغ، الذي أنفق 800 مليون دولار، لكنه لم يحصل إلا على أصوات ساموا الأمريكية، ليحل في المركز الثالث في معظم الولايات.

وراهنت حملة بلومبرغ على انهيار حملة بايدن، لكن نائب الرئيس السابق وقف على قدميه مجدداً في أسبوع حاسم. وصباح الأربعاء قرر بلومبرغ أنه يمكنه أن يفعل أكثر لحزبه، من خارج السباق عوض الاستمرار في حملته، فأنهى مشواره الانتخابي، وأيد بايدن.

يوم بايدن
ويلاحظ روف أن أليزابيث وارن ربما تكون بين أكبر الخاسرين في "الثلاثاء الكبير"، بعد أن حلت ثالثة في ماساتشوستس، مسقط رأسها، وأخفقت في الحصول على 15% في أوكلاهوما، مسقط رأسها.

ورأى روف أن "الثلاثاء الكبير" كان يوم بايدن. ومع أن فرز الأصوات سيستغرق بعض الوقت، إلا أن بايدن فاز على ساندرز بعدد أصوات المندوبين، التي حصل عليها بعد الانتصار في الجنوب، ووسط الغرب، وفاز بـ 50 مندوباً، مقابل 70 لساندرز. لكن مع 60% من المندوبين الديمقراطيين الذين يتعين على المرشحين التنافس عليهم، فإن الفجوة لا تعتبر واسعة.

الثنائية الحزبية
ولفت روف إلى أن ساندرز يمثل تهديداً وجودياً للحزب الديمقراطي، وإذا "نسخ" حزب العمال في بريطانيا، فسيكون من الصعوبة بمكان انتشاله من توجهاته اليسارية في أي وقت قريب.

وبينما يصب ذلك في مصلحة الحزب الجمهوري على المدى القريب، فإنه سيكون مدمراً لأمريكا، التي تستفيد من نظام الثنائية الحزبية الذي يرفض الإيديولوجيات المتطرفة.

وعلى بايدن والديمقراطيين خوض قتالٍ حقيقي، فالثلاثاء الماضي، كان البداية وليس النهاية.