الأربعاء 29 أبريل 2020 / 13:54

بايدن والتفكير السحري.. لهذا يتمتع ترامب بالأفضلية في نوفمبر

رأى بروفسور العلوم السياسية في جامعة نيو هايفن الأمريكية جوشوا ساندمان أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب يتمتع بأفضلية للفوز بولاية ثانية بغض النظر عن تعامله مع فيروس كورونا أو عن تمتع منافسه جو بايدن بأفضلية من حيث التصويت الشعبي.

لا يحتاج ناخبو الطبقة العاملة إلى المحاضرات المتعالية بل إلى وظائف تؤمن أجوراً وتأمينات صحية

أكد ساندمان الذي درس الرئاسات الأمريكية خمسة عقود أن تحليل المجمع الانتخابي يضع ترامب في المقدمة ب 249 صوتاً مقابل 248 لبايدن.

وأضاف في صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن ثلاث ولايات يرجح أن تشهد تنافساً شديداً وهي أريزونا 11 صوتاً في المجمع، وبنسيلفانيا 20، وويسكونسن 10. وفاز ترامب بهذه الولايات ولديه فرصة جيدة للفوز بها مجدداً في 2020.

ساندرز يدعم بايدن
يذكر ساندمان أن عوامل عدة تصب في صالح ترامب. أولاً، أن أداء نائب الرئيس السابق جو بايدن في النقاش أو خوض الحملة الانتخابية يتراوح بين المبهم وغير المتناسق. و لايلقى تركيز خطابه على الماضي صدى بين الناخبين الشبان. ورغم دعم بيرني ساندرز، سيمتنع مؤيدوه المتحمسون عن التصويت لصالح بايدن.

فهؤلاء مدفوعون بالآيديولوجيا لا بالولاء لساندرز، ولا يرون فرقاً بين بايدن وترامب، إذ يجدون الأول جزءاً آخر من المؤسسة الفاسدة التي حاربت التغيير وعززت غياب العدالة.

وفي الواقع، إن دفع ساندرز لبايدن ليتبنى أجندته اليسارية الاشتراكية سيجعل الناخبين المعتدلين يهربون من معسكر بايدن.

خطأ أخلاقي كبير

يتابع الأستاذ الجامعي أن تصرفات نجل المرشح الديمقراطي هانتر بايدن ستطارد حملة والده. إن قبوله في منصب مربح عضواً في مجلس إدارة شركة أوكرانية من دون مؤهلات مرتبطة، إضافة إلى العديد من علاقات العمل مع الصين حين كان والده نائباً للرئيس، كانت خطأ أخلاقياً كبيراً.

من الواضح حتى لأبرز الموالين لبايدن أن السبب الرئيسي لإعادة انتخاب هانتر كان محاولة تأدية خدمة إلى نائب الرئيس. أضاف ساندمان أن لا دليل على ذلك لكن هنالك وضوح في أن سلوك هاندر غير مناسب. لقد بدأت حملة ترامب وستواصل التركيز على مسألة هانتر بايدن.

قاعدة صلبة
لا يزال ترامب يحافظ على ولاء قاعدته أي طبقة العمال البيض، والمسيحيين الإنجيليين، من الذين لا يحملون شهادة جامعية إضافة إلى المحافظين ثقافياً واجتماعياً.

إن الدعم الذي يحظى به بين الناخبين البيض قوي خاصةً في الولايات والميادين التنافسية في الغرب الأوسط وجنوب غرب وغرب وجنوب البلاد مثل فلوريدا، وأيوا، وأوهايو، ونورث كارولاينا، ونيفادا، ومينيسوتا، وميشيغان.

وتظهر استطلاعات الرأي بشكل متكرر دعماً مرتفعاً بين الجمهوريين التقليديين. ويرى معظم داعميه أن انتقاد طريقة تعامل ترامب مع أزمة كورونا جزء من جهدين إعلامي وحزبي، لإيذاء الرئيس.

 استطلاعات الرأي

يلفت ساندمان النظر إلى أن استطلاعات الرأي التي تظهر بايدن متقدماً في التصويت الشعبي لا تؤمن تحليلاً دقيقاً للناخبين. وإمكان ترامب الفوز بالمجمع الانتخابي دون الفوز بالتصويت الشعبي. وقليلاً ما تميز الاستطلاعات بين الناخبين المسجلين والناخبين المرجحين. أداء ترامب أفضل بشكل متناسق بين الناخبين المرجحين وبين المقبلين بكثافة على صناديق الاقتراع والذين تترواح أعمارهم بين 45 و65 عاماً.

صورة قاتمة لكن واقعية
يرى ساندمان أنه لا يزال بإمكان بايدن أن يقلب هذه الصورة القاتمة، ولكنها واقعية. يحتاج بايدن والحزب الديمقراطي لجذب الطبقة العاملة والناخبين من غير حملة الشهادات الجامعية مع برنامج تنموي اقتصادي متجذر في إعادة تأسيس القاعدة الصناعية. وهذا ضروري خاصةً بعد الجائحة التي جعلت عائلات كثيرة تخسر مدخولاً أو اثنين.

ويضيف أن هذه الجائحة هي التصوير المثالي لكيفية تسبب نظام اقتصادي معولم، وفي وسطه الصين أساس التصنيع، في ترك الولايات المتحدة عاجزة عن الحصول على الوسائل الطبية كافة التي يحتاجها الأمريكيون بشكل يائس.

ليس هذا الأمر أساسياً لمحاربة الجائحة بل هو أيضاً مشكلة للأمن القومي التي تستدعي إعادة التفكير في اعتماد واشنطن على الصين أو على دول أخرى.

لا للمحاضرات.. لا للتفكير السحري

ينصح ساندمان بايدن والديمقراطيين بالاعتراف بدورهم في الترويج للعولمة التي تكلف ملايين الأمريكيين خسارتهم للوظائف. كما عليهم التوقف عن إلقاء المحاضرات عن ضرورة متابعة تعليمهم والاستعداد للاقتصاد الرقمي، والحصول على شهادات في الرياضيات، والهندسة والتكنولوجيا.

لا يحتاج ناخبو الطبقة العاملة إلى المحاضرات المتعالية بل إلى وظائف تؤمن أجوراً وتأمينات صحية.

وشدد الكاتب على أن التفكير السحري عن قدوم ناخبين صاعدين لإنقاذ بايدن في ولايات تنافسية أساسية دون إعادة إعادة التواصل مع الطبقة العاملة، هو مجرد تفكير سحري.