الشاعر الإماراتي ثاني السويدي (أرشيف)
الشاعر الإماراتي ثاني السويدي (أرشيف)
الأحد 5 يوليو 2020 / 23:05

رحيل الشاعر الإماراتي ثاني السويدي عن عمر يناهز 54 عاماً

فقدت الساحة الأدبية العربية اليوم الأحد، الشاعر والروائي الإماراتي ثاني السويدي، الذي وافته المنية بالعاصمة المصرية القاهرة.

السويدي الذي رحل عن عمر يناهز الـ 54 عاماً، إثر صراع مع المرض، من مواليد الأول من يوليو عام 1966، وُلد في منطقة المعيريض في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأنهى دراسته الابتدائية والثانوية فيها، ثم تخرج في كلية العلوم الاقتصادية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، إلا أنه فضّل نص القصيدة على الأرقام والحسابات، فلم تحل الدراسة الأكاديمية دون شق طريقه في عالم الشعر والرواية.

تمرد شعري
كان ذلك التمرد الأول في حياة السويدي، إلا أنه لم يكن الأخير، فبعد شباب مملوء بالمحاولات الشعرية، والخربشات على دفاتر المدرسة والجامعة، تمرد السويدي على شكل القصيدة العربية الكلاسيكي العمودي الذي ما زال إلى اليوم تفضّله ذائقة المتلقي الخليجي بشكل عام، فكانت مجموعته الشعرية الأولى، تنتمي إلى قصيدة النثر، وجاءت بعنوان "ليجف ريق البحر" صدرت عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في عام 1990.

ومن أهم أعماله رواية "الديزل" ومجموعته الشعرية الشهيرة "الأشياء تمر" التي صدرت عن دار الانتشار العربي في بيروت.

وفي عام 2012، ترجم ويليام هوتكنز للإنجليزية رواية "الديزل" التي صدرت طبعتها الأولى في بيروت في العام 1994، وقال في تقديمه لها إن الرواية "نمط أدبي مغاير يحمل سمات القصة المعاصرة، مكتوبة بلغة شعرية قريبة من قصيدة النثر، وهي قريبة من السرد الفني المباشر".

صدمة القراء
في مقابلة تليفزيونية معه عام 2004، قال ثاني السويدي إن رواية الديزل صدمت القراء لجرأتها في تصوير بعض السلوكات في منطقة الجزيرة العربية، لكنه قال إنها كانت تدور حول أثر تنامي النفط على المجتمعات الصغيرة الموزعة بين ثقافتين. وفيما كان تأثير الثقافة الجديدة ينحصر في نطاق ضيق ممن تشربوا قيمها، فإن الرواية، تعنى بالثقافة الثانية التي انعكست في السلوك البوهيمي اليومي للأفراد، حيث يريد أن يتبين للقارئ تأثير هذه الثقافة في المجتمع الذي لم يتهيأ لها بعد والتي اعتنقها حتى الصميم، ولايزال يتلقى ضرباتها واحدة تلو الأخرى.

وتنبه العديد من النقاد العرب لقصيدة السويدي، فكان للناقد الدكتور صالح هويدي نظرة خاصة إلى مجموعة "ليجف ريق البحر" في إطار دراسة له بعنوان "تجليات المكان في الشعر الإماراتي المعاصر" يقول فيها: "يبلغ ثاني السويدي في مجموعة ليجف ريق البحر المستوى الأبعد في تقنية التوظيف الفني لمفردة ثيمة المكان، إذ يقدم لنا الشاعر منظوراً ذا رؤية باطنية لا تحفل بالمواضعات المألوفة، ولا تستند إلا إلى منطقها الخاص، النابع من صيغة البناء الفني للنص، من هنا فإن من العبث البحث عن منطق خارجي يمكن أن ينتظم علاقات بناء عالم المكان لدى الشاعر، فهو مدفوع بقوة المخيلة الشعرية إلى خلخلة بنية العلاقات التي تنتظم صورة المكان، خلخلة تجعل منه أقرب إلى اللوحة التشكيلية السريالية التي تقدم مشهداً جديداً بالاعتماد على المزج بين العناصر المتباعدة التي لا يدركها إلا المنطق الداخلي للشاعر".