صور جوية لمواقع صواريخ حزب الله في بيروت (مركز ألما)
صور جوية لمواقع صواريخ حزب الله في بيروت (مركز ألما)
الثلاثاء 14 يوليو 2020 / 21:54

ميليشيا حزب الله تحول بيروت وسكانها إلى دروع بشرية

على وقع الضربات "مجهولة الأصابع" ضد مواقع إيرانية، طرح مركز "ألما" الإسرائيلي للدراسات مجموعة من الصور الجوية لمواقع لميليشيا حزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت، وتستعملها مخازناً لأسلحة ومهاجع لإطلاق الصواريخ البالستية.

وفي خرائط الصور الجوية تظهر مناطق شعبية يعرفها سكان بيروت جيداً، ويعلمون أن أي انفجار فيها بالخطأ أو عبر "الأصابع الخفية" كما يحصل في إيران منذ فترة، سيؤدي إلى دمار كبير وسقوط ضحايا بالمئات، ولكن كما يبدو فإن "مجانين" الميليشيات لا يدركون أن حياة المدنيين غالية، وأن صمت سكان الأبنية المحيطة عن زراعة الميليشيات أدوات القتل بين بيوتهم سببه الخوف وليس شيئاً آخر.

ومن المواقع الحساسة التي يزرع فيها حزب الله صواريخه، موقع في منطقة الفياضية بين مستشفى سان الشارل ونادي الضباط، قرب منازل عدد من رؤساء لبنان السابقين، وعدد من بيوت الضباط الكبار في الجيش اللبناني، وحتى الوزراء وأصحاب مصارف، بالإضافة إلى واحدة من أكبر ثكنات الجيش التي يتدرب فيها الضباط العسكريون.

وكشفت الصور أيضاً موقعاً آخر لصواريخ الميليشيات قرب مصنع مشروبات "كوكا كولا" على حدود مطار بيروت، الذي يفترض أن يكون منطقة أكثر أماناً وفي حماية القوى الأمنية اللبنانية، وتمنع فيها الأسلحة أوالصواريخ حتى لا يحصل فيها ما حصل للطائرة الأوكرانية المنكوبة خلال إقلاعها قبل أشهر من مطار طهران.



ولكن هذه ليست المرة الأولى التي يستعمل فيها حزب الله المناطق الحضرية وسكان الأبنية دروعاً بشرية ليحارب بها العالم، وهو الذي اعتمد ذلك، منذ تأسيسه في الحرب الأهلية اللبنانية، عندما أشعل الحرب ضد الجيش اللبناني ابتداءً من الضاحية الجنوبية، فذاق يومها الأهالي الأمرين جراء القصف المتبادل، والعبوات الناسفة والتدمير الكبير لأبنيتهم.

وبعدها وفي معاركه ضد حركة أمل في ثمانينات القرن الماضي، دمر الحزب قرى بكاملها في إقليم التفاح بالجنوب، وفي الضاحية الجنوبية، وشوارع بيروت، وذبح مسلحوه بالكامل عائلات من حركة أمل في بلدات جرجوع، وعربصاليم، ووصل عدد القتلى بين الطرفين يومها إلى 5 آلاف، أكثرهم من المدنيين.

وفي التسعينات استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ على مواقع إسرائيلية انطلاقاً من منازل السكان في الجنوب، ووصل به الأمر في 1996 إلى إطلاق الصواريخ خلال حرب أبريل(نيسان) من موقع أممي في بلدة قانا، كان يضم يومها مئات المدنيين الهاربين من القصف المتبادل، فردت إسرائيل يومها بقصف المنطقة كلها ما أدى لإصابة ملجأ القوات الدولية وقُتل بسبب ذلك أكثر من مئة امرأة وطفل.

واستمر حزب الله في زراعة الصواريخ وإطلاقها من بيوت المدنيين، وجرب من جديد في 2006 تنفيذ المخطط نفسه، أي استعمال المدنيين ورقة للمساومة العسكرية، ولو أدى ذلك إلى قتلهم، ومن قانا نفسها أطلق عشرات الصواريخ، ومنها واحد سقط على الموقع الأممي نفسه جنوبي مدينة صور، ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين اختبأوا هناك.



وأكد تقرير مركز "ألما" للدراسات، أن لحزب الله 28 موقعاً لإطلاق الصواريخ من مناطق مأهولة بالسكان في العاصمة اللبنانية بيروت، يستخدمها منصات لإطلاق صواريخ من نوع فاتح-110 الإيراني الصنع، متوسّطة المدى، وتخزينها وتصنيعها.

وأشار إلى أن هذه المواقع جزء من مشروع الحزب لامتلاك الصواريخ الدقيقة والموجهة.

ونبه رئيس قسم الدراسات في مركز "ألما"، تال بيري، دول العالم إلى وجود الصواريخ في قلب البنية التحتية المدنية والسكنية، مضيفاً أن "حزب الله، من خلال إقامة منصات صواريخ في أحياء مأهولة ومواقع رسمية ومؤسسات تربوية ومصانع، يجعل سكان بيروت دروعاً بشرية".