صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 21 أكتوبر 2020 / 11:21

صحف عربية: فرنسا تتحرك ضد التطرف.. وحملة المقاطعة الشعبية تُوجع تركيا

كثفت فرنسا تحركاتها ضد التطرف بعد جريمة ذبح المدرس في باريس، ومن المتوقع إعلان مزيد من القرارات الصارمة ضد أفراد وجماعات متطرفة الأيام المقبلة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، أظهرت مقاطعة المنتجات التركية في السعودية حجم الضرر الذي خلفته على تركيا، ما سبب أزمة جديدة لحكومة أردوغان.

إصرار فرنسي
قال موقع "اندبندنت عربية"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعهد بتكثيف التحرك ضد التطرف بعد ذبح المدرس سامويل باتي، معلناً حل جماعة الشيخ أحمد ياسين الموالية لـ "حماس" الفلسطينية والضالعة مباشرة في الجريمة.

وتزامن التوجيه الرئاسي مع إغلاق السلطات مسجداً في ضواحي باريس، يعتبر ملتقى "لحركات متطرفة" تروج لخطاب الكرهية ويتهم بالتحريض ضد المدرس. 

وجاء قرار الإغلاق أيضاً بعد تعهد وزير الداخلية جيرالد دارمانان بشن "حرب على أعداء الجمهورية"، خاصةً من التيار الإسلامي المتطرف.

مجتمع مواز
وبدوره، قال وزير خارجية ليبيا ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم في صحيفة الشرق الأوسط، إن فرنسا الموازية التي تحدث عنها الرئيس ماكرون منذ فترة قصيرة، "ولدت مبكراً منذ وصول الدفعات الأولى من المهاجرين المغاربة إلى فرنسا"  مشيراً إلى حديث الرئيس ماكرون عن "ظاهرة عزل الذكور عن الإناث المسلمات في المسابح العامة عنوة، وعن التطرف الديني بين الفرنسيين المسلمين ودور المساجد في ذلك، وخطته لتكوين أو تأهيل أئمة للمساجد في داخل فرنسا ووضع ضوابط للقادمين منهم من خارج البلاد، وعن التبرعات والدعم الذي يأتي إلى المساجد من الخارج احترازاً من بث بعض الأئمة ببث الخطاب الذي يدفع ببعض الشباب إلى التطرف والعنف".

واعتبر الكاتب أن في ذلك "مقاربة كثيراً ما تجافي الواقع، فالكثير من الشباب المسلمين انساقوا إلى التطرف من داخل السجون التي تصطادهم داخلها عناصر متطرفة. تجمع المسلمين في أحياء فقيرة تنتشر فيها البطالة، تنمي الشعور بالدونية والتهميش عند الشباب ما يجعلهم فريسة سهلة لأصحاب الفكر المتطرف".

ويلفت شلقم إلى أن "الكثيرين من الشباب المسلمين الفرنسيين الذين انساقوا في طريق العنف والإرهاب، هم ليسوا عرباً بل قدموا من دول أفريقية وآسيوية ومنهم من لم يقرأ القرآن، ويعانون من البطالة، والعوز وجدوا في الشعارات الإسلامية مهرباً تعويضياً مخادعاً، استغله غيرهم لتجنيدهم في أعمال ضد الأبرياء".

مقاطعة مؤثرة 
ومن جهتها، قالت فوزية الرشيد في صحيفة أخبار الخليج، إن "تركيا لطالما اعتمدت في انتعاش سياحتها واقتصادها والاستثمارات في داخلها على الشعوب الخليجية ودولها، التي كانت تنظر إليها باعتبارها دولة مسلمة وصديقة، حتى جاء أردوغان بمشروعه العثماني الجديد الذي تكشف تماماً في السنوات الأخيرة، ليس فقط من خلال سياسته باستخدام الورقة الإخوانية حصان طروادة في العديد من الدول العربية، وإنما أيضاً بإظهار النوايا السيئة والعدائية تجاه مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين وغيرها، وبخطاب استعماري فج يتنادى فيه باسترجاع مرحلة الدولة العثمانية الآفلة في الخليج والمنطقة العربية باعتبارها إرثاً عثمانياً".

وأشارت إلى أن السياسة الخارجية المستفزة "لتركيا أردوغان"، جعلت الشعب السعودي ينتفض ضد عدوانيته لبلادهم فأعلن مقاطعة كل ما هو تركي، ليمتد شعار المقاطعة السعودية إلى الدول الخليجية والعربية المتضررة، بل وإلى اليونان وأرمينيا وغيرها، لتترك تأثيرها الملموس على الاقتصاد التركي والسياحة والتجارة معها. 

100 مليار دولار
وفي الوطن البحرينية، قالت منى علي المطوع، عن حملة مقاطعة المنتجات التركية، الذي انطلق من السعودية رداً على الإساءات التركية، إن "مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت كانتشار النار في الهشيم، وتصدرت الحملة "ترند" الوطن العربي كما كان لها أثرها البالغ في ضرب الواردات والسلع التركية، وأمام استمرار تراجع قيمة الليرة التركية ظهرت توقعات بتكبد اقتصاد تركيا جراء الحملة السعودية خسائر بـ 100 مليار دولار".

وقالت إن "ما شدنا في الحملة التي تفاعلت معها عدد من الشعوب العربية بالأخص البحرين والإمارات ومصر، أن هذه الحملة الشعبية التي جاءت من الشعب السعودي نفسه كموقف حازم ضد عدائية الحكومية التركية، تؤكد مبدأ أن الشعوب الحرة بإمكانها أن تتخذ مواقف بالغة التأثير تتصدر المشهد العالمي".

وأضافت أن "وتيرة المقاطعة الاقتصادية لتركيا شملت دولاً جديدة منها اليونان، وقبرص، وأرمينيا، كما أن هناك تضامناً شعبياً فيها مع الحملة الشعبية السعودية، إذ استلهموا شعار الحملة وترجموه إلى لغاتهم الأم".