رفع صورة أوستن تايس في مؤتمر صحفي في بيروت (أرشيف)
رفع صورة أوستن تايس في مؤتمر صحفي في بيروت (أرشيف)
الجمعة 13 نوفمبر 2020 / 13:34

تضارب في أنباء قرب الإفراج عن أوستن تايس

ارتفعت مؤشرات حدوث مفاجأة كبيرة بين الحكومة السورية من جهة وإدارة الرئيس دونالد ترامب من جهة ثانية، غداة تسريب معلومات عن صفقة محتملة قد تفضي إلى اطلاق سراح صحافي أمريكي اتهم بالتجسس لصالح واشنطن.

وقال رجل الأعمال اللبناني، نزا زكا، المعتقل السابق بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة، عبر حسابه على تويتر "ابقوا أعينكم على هذا الحدث"، في إشارة إلى تحركات مثيرة لطائرة تابعة للجيش الأمريكي داخل الأجواء اللبنانية.

وزكا الذي تم إطلاق سراحه في يونيو (حزيران) 2019، عاد إلى الولايات المتحدة بعد واسطة تمت من خلال جهاز مديرية الأمن العام في لبنان.


وكانت تحركات الطائرة العسكرية الأمريكية استرعت انتباه العديد من المتابعين لحركة الطيران في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما العسكرية منها.

وبحسب المعلومات فإن طائرة من نوع Dornier C-146A Wolfhound التابعة لقيادة العمليات الخاصة بالقوات الجوية الأمريكية، خرجت من قاعدة العديد في قطر إلى العاصمة الأردنية عمّان، متوجهة بعد ذلك للمرة الأولى إلى قاعدة رياق الجوية بمنطقة البقاع في لبنان لنقل ما يعتقد أنه فريق المفاوضات، قبل أن تهبط الطائرة من جديد في قاعدة حامات الجويّة.


وكشفت مصادر موثوق بها لصحيفة "نداء الوطن" اللبنانية أنّ الطائرة الأمريكية كانت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس لا تزال في مطار رياق "وربما تنتظر تسلّم الصحافي الأمريكي أوستن تايس لنقله إلى واشنطن".

وأوضحت المصادر أنّ "المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم كان قد وضع اللمسات الأخيرة على عملية إطلاق سراحه من سوريا خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، وعلى الأرجح فإنّ عملية تحريره تمت أو ستتم خلال ساعات بعد نقله براً من دمشق عبر معبر المصنع الحدودي إلى مطار رياق وتسليمه إلى الأمريكيين".

وتوازياً، نقلت مصادر في واشنطن ليل أمس للصحيفة اللبنانية معلومات تشي بأنّ مهمة الطائرة الأمريكية متصلة فعلاً بعملية تحرير الصحافي تايس، مشيرة إلى أنّ سلسلة الأسئلة الاستيضاحية التي وجهت إلى معنيين بهذا الملف قادت إلى جواب واحد مفاده: "نعم أوستن تايس في طريق العودة إلى الوطن".



وكشفت المصادر في هذا الإطار أنّ والدة تايس التي تقيم في ولاية هيوستن انتقلت خلال الساعات الأخيرة إلى العاصمة واشنطن، ما يؤشر إلى الاستعداد لاستقبال نجلها هناك، علماً أن وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو اجتمع بها قبل حوالى أسبوعين ووضعها في أجواء تؤكد قرب تحرير تايس من السجون السورية، كما التقاها اللواء ابراهيم للغاية نفسها خلال زيارته للولايات المتحدة.

وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية نقلت في تقرير سابق لها نشرته في 19 أكتوبر (تشرين الأول) أن المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، نقل في رحلته إلى واشنطن قائمة مطالب من الحكومة السورية، مقابل الإفراج عن تايس وآخرين.

ولكن من جهة أخرى، وعلى الرغم من هذه الأخبار الإيجابية، نشرت صحيفة "النهار العربي" التابعة لصحيفة "النهار" في لبنان نفياً لجميع هذه التكهنات، ونقلت الصحفية أن مسؤولاً أمريكياً كبيراً أكد لها أن الأخبار المتداولة "زائفة"، من دون الإفصاح عن مزيد من المعلومات.

كما عادت مصادر وكالة "أ ف ب" لتأكيد الأمر عينه أن لا صحة للأخبار عن إطلاق سراح تايس من سوريا، وفق مصدر مواكب لعملية التفاوض.

وأوستن تايس هو جندي سابق في البحرية الأمريكية وصحفي مستقل، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية.



اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من أغسطس (آب) 2012، وكان التقى قبل اختفائه مع مجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من "الجيش الحر" في مدينة داريا جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصرياً، وجهز تقريره، ثم أوصلته العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.

وكانت قضية تايس عادت إلى الواجهة في منتصف أغسطس (آب) الماضي بعد أن تم الكشف بان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه في مارس (آذار) الماضي، رسالة شخصية إلى نظيره السوري بشار الأسد لمعرفة مصير الشاب، ثم ذكرت وكالة "بلومبيرغ" أن مسؤولاً من البيت الأبيض زار دمشق لبحث قضية الأجانب المعتقلين لدى النظام، ومن بينهم تايس.