الأربعاء 25 نوفمبر 2020 / 15:07

أردوغان وتميم.. ولعبة تمويل الإرهاب للتشبث بالبقاء

24 - أحمد إسكندر

تأتي زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيداً على الانحياز القطري للحليف المقرب "بحسب ما تصفه وسائل إعلام قطرية"، ومن المنتظر أن تهبط طائرة الشيخ تميم في أنقرة، الخميس، في زيارة هي الأولى منذ بدء جائحة كورونا، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية.

صهر أردوغان سهل لتنظيم داعش تجارة النفط التي تمول عملياته الإرهابية على الساحتين العراقية والسورية

يأتي الإنقاذ التركي للملياردير التركي المعروف بمساعدة قطرية في الوقت الذي تحذر فيه وكالات التصنيف الدولية من زيادة القروض المتعثرة للبنوك خاصة تلك المقوَّمة بالعملات الأجنبية

يتزامن ذلك كله مع دعوة الرئيس التركي للمستثمرين الأجانب والمحليين (هي الثالثة) خلال وقت وجيز لإنقاذ اقتصاد بلاده المتهاوي مع انخفاض الاحتياطات من العملة الصعبة والهبوط الكارثي والمتواصل لليرة التركية ضمن توقعات أن تتعرض تركيا لعقوبات أمريكية وأخرى أوروبية، بينما يوهم أردوغان حلفاء أنه بصدد تطبيق خطة إنعاش بعد إقالة صهره من إدارة وزارة المالية ومحافظ البنك المركزي.

مليارت قطرية
وبحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية المقربة أردوغان، فإن الزيارة القطرية تأتي قبيل الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا التركية - القطرية؛ إذ من المقرر أن يرأس الاجتماع في العاصمة التركية أنقرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر بشكل شخصي وهو ما يفضي لتحريك الاقتصاد التركي المتهالك.

وستناقش اللجنة خطوات تعزيز العلاقات التجارية الثنائية الحالية بين قطر و تركيا والبالغة 2.5 مليار دولار، خاصة في قطاعات الطاقة والدفاع والغذاء. علماً بأن قطر من توجه دفت التدفقات المالية كان أخرها توقيع 7 اتفاقيات بين البلدين في 25 نوفمبر(تشرين ثاني) 2019 في العاصمة القطرية الدوحة.

تأتي الزيارة القطرية في ظل تكهنات حول شراء شركة قطر القابضة، التابعة لجهاز قطر للاستثمار (الصندوق القطري السيادي)، حصة تبلغ 42% من مركز تجاري تركي (مولاستينيا بارك) في صفقة قياسية بقيمة مليار دولار أمريكي.

وذكرت صحيفة "القبس" الكويتية أنه بموجب الصفقة المحتملة ستصبح شركة قطر القابضة شريكة مع شركة العقارات التركية "أورجان قروب" التي تمتلك نسبة الـ58% المتبقية من المركز التجاري. ويمتلك الملياردير التركي فيريت شاهينك الحصة التي تستعد الدوحة لشرائها. ويعاني رجل الأعمال التركي ماليًّا، كغيره من رجال الأعمال الأتراك الآخرين منذ أن اجتاحت أزمة العملة الأسواق المالية في صيف 2018.

ويأتي الإنقاذ التركي للملياردير التركي المعروف بمساعدة قطرية في الوقت الذي تحذر فيه وكالات التصنيف الدولية من زيادة القروض المتعثرة للبنوك، خاصة تلك المقوَّمة بالعملات الأجنبية، بعد البيع الأخير لليرة؛ الأمر الذي دفع البنك المركزي التركي إلى رفع أسعار الفائدة إلى 15 % من 10.25 % في الأسبوع الماضي. وكانت الليرة قد سجلت أدنى مستوى قياسي لها عند 8.58 مقابل الدولار في السادس من نوفمبر الجاري.

أزمات الصهر
ما زال صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حديث الشارع التركي خلال الفترة الحالية، بسبب اتهامات الفساد طالته بعد استقالته، فضلاً عن أنباء بشأن توليه منصباً في قطر براتب خيالي، وهو ما عرضه لمزيد من الانتقادات داخل وخارج الدولة التركية.

ولعب بيرات البيرق دوراً كبيراً في انهيار الليرة التركية ووصولها لأدنى مستوياتها منذ عقود، وهو ما دفع الأتراك إلى المطالبة باستقالته وترك منصبه فوراً، ليبدأ بعد ذلك في الكشف عن الجرائم التي ارتكبها في حق الشعب التركي.

وتدور أحاديث الشارع التركي بشأن اختلاس صهر أردوغان البيرق أموال الشعب خلال فترة توليه منصبه خاصة في ظل اتهامه بتغذية تنظيم "داعش" بتوجيهات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أدروغان بتسهيل تجارة النفط التي تمول عملياته على الساحتين العراقية والسورية.

دعم الإرهاب
وخرجت تقارير إخبارية تؤكد أن أمير قطر شارك بشكل مباشر في مؤامرة تغذية التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وسعى جاهداً لتعيين بيرات البيرق، كمستشار اقتصادي له في الديوان الأميري القطري بداية من العام 2021 مقابل 200 ألف دولار شهرياً، بحسب ما ذكر موقع "صدى الدار" الإخباري المصري.

وانتقد مراقبون خطوة حاكم قطر تميم بن حمد، مؤكدين أنه يواصل رحلة بسط النفوذ التركي على مفاصل قطر في خطوة ستزيد حجم الغضب الشعبي تجاه النظام القطري بسبب مهانته لتركيا وإيران منذ اندلاع أزمة المقاطعة العربية للدويلة.

غضب شعبي
في الداخل التركي انتقد المعارض التركي البارز علي باباجان لصهر الرئيس التركي، بيرات البيرق، الذي استقال قبل أيام من منصب وزير المالية والخزانة موجهاً له انتقدات وصفتها وسائل إعلام بالنارية تحدث خلالها بشكل مباشر عن تحكم البيرق بالخزانة التركية على مدار سنتين وكيف استقال مؤخراً عبر رسالة صغيرة.

ونقل موقع "ميدل إيست" الإخباري عن باباجان قوله للبيرق: "اختفيت بشكل كامل، هل يمكن أن يكون هذا منطقياً"؟. وأضاف أن إعادة الحقوق التي دفعها هذا الشعب لا تكون عبر الاستقالة والاختفاء، معتبراً ما حدث لامبالاة من المسؤولين، قائلاً: "لا يمكنكم الخلاص عبر الاختفاء. وربطت وسائل إعلام تركية اختفاء صهر أردوغان عن الساحة السياسية في تركيا باستعداده للعمل في قطر براتب كبير.

كل المؤشرات تشير إلى عكس قراءة أردوغان لمشهد اقتصادي متعثر يهتز مع كل تطورات جيوسياسية إقليمية. إلا أن للتدخل العسكري في كل من سوريا والعراق وليبيا أثر سلبي على أداء الاقتصاد وعلى استقرار المالية العامة، حيث استنزف أردوغان موارد الدولة في تغذية صراعات يسوقها على أساس أنها ضرورية لحماية الأمن القومي التركي وفي المحصلة وجدت أنقرة نفسها عالقة في أزمة اقتصادية تفاقمت مع اجتياح جائحة كورونا للبلاد.