الثلاثاء 20 أبريل 2021 / 13:26

ناشونال إنترست: الفساد وتضارب الصلاحيات يقوضان البشمركة

رأى الكاتب والصحافي فرهانغ فارايدون نمدار أن قوات البشمركة التي أُسست لتحرير الأكراد عاجزة عن ضمان بقائهم، ناهيك عن تأمين حريتهم.

فبعد مرور 33 عاماً على "حملة الأنفال" التي أطلقها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ضد أكراد العراق، في إحدى أسوأ جرائم القرن الماضي، لايزال هذا الشعب معرضاً للخطر، والإبادة الجماعية للأكراد الأيزيديين في 2014، مثال واضح على ذلك.

وأصبح كردستان العراق أكثر انقساماً وضعفاً من أي وقت. ويتمتع الإقليم بجهاز أمني ضخم ولكنه غير قادر على حماية سكانه وأراضيه.

وأنشئت قوات البشمركة في 1943 على يد مصطفى البارزاني لتأمين حقوق الأكراد في العراق. ومع ذلك، فر من العراق، وعبر الحدود إلى إيران، وتعهد بالولاء للدفاع عن جمهورية مهاباد والحفاظ على حريتها.

وسقطت الجمهورية وأعدم رئيسها قاضي محمد، علناً. وبالمثل، فشلت قوات البشمركة في إقليم كردستان العراق في إنقاذ الأكراد العراقيين ومساحات واسعة من أراضيها. بمعنى آخر، عندما يكون الأمن العسكري في حالة خراب، فإنه يجعل بقية الأجهزة الأمنية بلا فائدة.

مرحلة ما بعد داعش 
وكاد إقليم كردستان أن ينهار في مرحلة ما بعد داعش لولا تدخل قوات التحالف الدولي، وأصبح الإقليم "أكثر انقساماً وضعفاً"، ورغم أنه يحتفظ بقوات أمنية ضخمة لكنه غير قادر على حماية سكانه وأراضيه.

ويقول نمدار في مقال بمجلة "ذا ناشونال إنترست" إنه إضافة إلى معسكرات الاعتقال، وفرق الإعدام، وأسلحة الدمار الشامل، والتدمير العشوائي، وهدم الموارد المائية، لم يتمكن نحو ستة آلاف مقاتل من البشمركة من التصدي للحملة، وطُردوا جميعاً تقريباً من الإقليم.

 وقال: "كما فشلت البشمركة في الثمانينيات، أخفقت نسختها الأكثر حداثة وتمويلاً وتجهيزاً في منع الإبادة الجماعية للأيزيديين عام 2014 وخسارة الأراضي في السنوات الأخيرة".

وشن داعش هجومه على قلب الطائفة الأيزيدية عند سفح جبل سنجار، في أغسطس (آب) 2014، وقتل المتشددون المئات واختطفوا 6417 شخصاً، أكثر من نصفهم من النساء والفتيات. وبعد ذلك قُتل معظم الرجال البالغين الذين أسروا.

وفي 2017، عندما استولت القوات العراقية على مدينة كركوك الغنية بالنفط، خسرت قوات البشمركة أمام قوات الحشد الشعبي، وسقطت المدينة في أقل من ساعتين.

انقسامات وولاءات 
نظرياً، تخضع قوات إقليم كردستان لسلطة وزارة البشمركة، لكن الوزارة ليست مسؤولة عنها، وإنما الحزب الديموقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، ما يترك الوزارة بلا سلطة.

والحزبان منقسمان، ويتعاون كل منهما مع قوى إقليمية وعالمية مختلفة.

وفشلت محاولات توحيد هذه القوات، وفقاً للتقرير، بسبب انعدام الثقة بين الحزبين السياسيين الكرديين. ورغم توحيد بعض الكتائب تحت إشراف قوات التحالف، إلا أن عددها ضئيل مقارنة مع باقي القوة.

ويشير نمدار إلى أن قوات البشمركة مجهزة فقط بأسلحة خفيفة، معظمها صدئ، وبنادق كلاشنيكوف صينية الصنع ومستعملة، ورغم الميزانيات الضخمة لشراء الأسلحة، فإنها بلا دروع أو قوة جوية، "وهي قوات تناسب أكثر حرب العصابات لا الدفاع عن أمة، رغم أنها واجهت تهديدات وجودية في معظم تاريخها".

أسباب داخلية
وتتدهور قدرة تلك القوات بشكل رئيسي لأسباب داخلية، بينها تدني رواتب الجنود وبعضهم يحصل على راتبه أربع إلى ست مرات فقط في السنة.

ويحوَل جزء كبير من ميزانية البشمركة إلى القوات شبه العسكرية الخاصة التي تنتمي إلى العشائر والتكتلات السياسية الحاكمة، والتي تعمل فقط على تأمين ممتلكات وأفراد أعضاء الحزبين الكبيرين والأحزاب الأصغر، المتحالفة معهما.

ويضيف "فشل الأمن العسكري في إقليم كردستان العراق مراراً، ما قد يؤدي إلى تقويض معظم الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وتعمل قوات البشمركة على "حماية نظام حكم كردي من نظام كردي آخر داخل الإقليم"، بينما ترك "الفساد والإهمال الجيش عاجزاً عن صد التهديدات المختلفة القادمة من الشرق الأوسط".