الخميس 24 يونيو 2021 / 11:46

هل يندم بايدن على سحبه أنظمة دفاعية من الشرق الأوسط؟

انتقدت المحللة في مركز سياسة الأمن مايا كارلين قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي قضى بسحب أصول عسكرية من الشرق الأوسط، منبهة في مؤسسة الرأي "ذا ناشونال إنترست" من أن الرئيس الأمريكي قد يندم على هذا القرار.

إذا لم يستطع حلفاؤنا الاستراتيجيون في الشرق الأوسط الاعتماد على الولايات المتحدة (للحصول على) الدعم والتكنولوجيا الدفاعية-الجوية، فقد يتوجهون إلى خصومنا لتحقيق ذلك

تقوم الإدارة الحالية بسحب عدة أصول دفاعية جوية من مناطق شرق أوسطية بما فيها السعودية والعراق والكويت والأردن. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في 18 يونيو الحالي أن القيادة المركزية (سنتكوم) تلقت توجيهات لسحب "بعض القوات والإمكانات" من المنطقة.

وذكرت وول ستريت جورنال أن حوالي ثماني بطاريات مضادة للصواريخ من طراز "باتريوت" سيتم نقلها إلى جانب منظومة ثاد من الرياض. تعكس هذه التغييرات تعديلاً بارزاً في سياسة إدارة بايدن الشرق أوسطية والتي تهدف إلى إعادة توجيه تركيزها نحو الصين وروسيا. تأتي هذه الانسحابات المخطط لها وسط تصاعد الهجمات التي تشنّها الميليشيات الإيرانية على امتداد المنطقة. في العراق، استخدمت الفصائل المدعومة من إيران الصواريخ والطائرات بلا طيار (درونز) لمهاجمة الأصول العسكرية والقوات الأمريكية بشكل متواصل طوال السنة الماضية.

45 هجوماً في أشهر قليلة
ذكرت كارلين أن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران استهدفت القوات الأمريكية حوالي 45 مرة منذ شهر يناير (كانون الثاني) 2021. إضافة إلى ذلك، تظهر الاعتداءات الحديثة زيادة التعقيد في أسلحة تلك الميليشيات وإمكاناتها. منذ أبريل (نيسان) الماضي، استخدم وكلاء إيران طائرات درونز محملة بالمتفجرات لمهاجمة أفراد أمريكيين في العراق. إن استخدام هذه الطائرات يشكل تصعيداً لأنها أكثر فتكاً وفقاً لما قاله قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي.

من جهتهم، صعّد الحوثيون المدعومون من إيران وتيرة هجماتهم مستهدفين المدنيين والبنية التحتية في اليمن والسعودية. وذكرت وكالة رويترز الأمريكية في 19 يونيو أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ما مجموعه 17 درونز مسلحة أطلقها الحوثيون في يوم واحد. لم يدفع الضغط الدولي تلك الميليشيات إلى إنهاء النزاع والقبول باتفاق سلام عرضته السعودية. لذلك، واصل الحوثيون هجومهم على محافظة مأرب في اليمن. في أوائل يونيو الحالي، ضرب صاروخ محطة وقود في المحافظة مما أدى إلى مقتل أكثر من 12 مدنياً.

تنسيق؟
على الرغم من تجرؤ وكلاء إيران، وجه البيت الأبيض البنتاغون إلى تقليص الدعم الدفاعي الأمريكي لبعض حلفاء الولايات المتحدة الاستراتيجيين. في الوقت نفسه، تركز سياسة بايدن الإيرانية على إعادة إحياء الاتفاق النووي بعدما انسحب منه الرئيس السابق دونالد ترامب سنة 2018. وقالت الناطقة باسم البنتاغون جيسيكا ماك نولتي إن قرار إزالة الأصول الدفاعية الجوية من الشرق الأوسط تم اتخاذه "عبر تنسيق وثيق مع الدول المضيفة ومن خلال نظرة واضحة إلى الحفاظ على قدرتنا (الأمريكية) في تلبية التزاماتنا الأمنية".

أوضحت كارلين أن الولايات المتحدة عززت في البداية أنظمتها الدفاعية في السعودية بعد هجمات بالدرونز أطلقها الحوثيون ضد منشأتين نفطيتين بارزتين في الرياض سنة 2019. وفي 2020، أصدر ترامب أمراً بتعزيز الأنظمة الدفاعية في العراق عقب هجوم إيراني على قاعدة تأوي قوات أمريكية، رداً على اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

مكمن الندم
في ظل إدارة بايدن، واصل الإيرانيون ووكلاؤهم في العراق واليمن سلوكهم الخبيث. لا تزال الميليشيات المدعومة من إيران تفرض تهديداً على القوات الأمريكية في العراق بما أنها تستمر في إطلاق الدرونز والقذائف ضدها. وواصل الحوثيون هجومهم على محافظة مأرب وسط إدانة دولية. وختمت كارلين مقالها محذرة إدارة بايدن من أنه "إذا لم يستطع حلفاؤنا الاستراتيجيون في الشرق الأوسط الاعتماد على الولايات المتحدة (للحصول على) الدعم والتكنولوجيا الدفاعية-الجوية، فقد يتوجهون إلى خصومنا لتحقيق ذلك".