الأحد 1 أغسطس 2021 / 11:04

الصين تتحرّك بسرعة للحلول محل أمريكا في أفغانستان

24-زياد الأشقر

كتب دوف إي. زاخم في موقع "ذا هيل" الأمريكي، أنه بينما تنسحب الولايات المتحدة من أفغانستان، تسارع الصين للدخول إلى هذا البلد.

احتمال وجود علاقات بين حكومة تابعة لـ"طالبان" في أفغانستان والصين، قد يمثل الفشل الأكبر المحتمل للإنسحاب الأمريكي المتسرع من بلد قدمت فيه أمريكا الكثير من الدماء والأموال

وفي وقت سابق من الأسبوع، لبى تسعة من قادة حركة "طالبان" دعوة من بكين حيث التقوا في مدينة تيانجين وزير الخارجية الصيني وانغ يي. وأحد هؤلاء القادة هو الشريك المؤسس لـ"طالبان" الملا عبد الغني برادار. وأبلغ وانغ إلى محاوريه أن الصين تتوقع من الحركة أن تضطلع بدور مهم في "عملية وفاق سلمية وإعادة البناء في أفغانستان" ووصف الحركة بأنها "قوة سياسية واقتصادية محورية" في البلاد.

ويبدو أن الأمر لن يكون إلا مسألة وقت قبل أن تعترف الصين بسيطرة الأمر الواقع لـ"طالبان" على البلاد، حتى في الوقت الذي تبقى بكين ملتزمة دعم حكومة كابول.

وعلى رغم أنه حض الزائرين الأفغان على عدم السماح بأن تتحول بلادهم إلى منصة للحركة الإسلامية في تركستان الشرقية التي تسعى إلى استقلال إقليم شينجيانغ، فإن وزير الخارجية الصيني تجنب الإشارة إلى الشؤون الداخلية في أفغانستان. وقال الناطق باسم الحركة محمد نعيم إنه لا يساوره الشك في أن "الصين ...ستتدخل في الشؤون الأفغانية".

وحشية "طالبان"

وبكلام آخر، فإنه بخلاف الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، فإن الصين لديها كل الأسباب لتبقى ملتزمة الصمت حيال الوحشية التي تعامل بها "طالبان" النساء وأقلية الهزارة، وكذلك الأفغان الذين عملوا عن كثب مع أمريكا وحلفائها. واستطراداً للإجتماع، قارن ناطق صيني بين سياسات بلاده وسياسات الولايات المتحدة، مكرراً "إلتزام الصين دائماً بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان"، كما أنها كانت معارضة "لسياسة الولايات المتحدة الفاشلة حيال كابول".

وتعترف الصين رسمياً بالحكومة الأفغانية، وعقد مسؤولون اجتماعاً في أواخر يونيو (حزيران) عبر الفيديو مع وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمار ونظيره الباكستاني شاه محمود قرشي في وقت متزامن، لمناقشة "مبادرة الحزام والطريق" الصينية. وبكين التي كانت منذ زمن بعيد شريكاً تجارياً أساسياً لأفغانستان، تسعى إلى توسيع مبادرتها لتشمل هذا البلد، وأن يتحول نقطة التقاء لها في آسيا الوسطى.

الصين تستعد لكل الاحتمالات
في الحقيقة، وقبل أيام من اجتماعه بـ"طالبان"، عقد وانغ اجتماعاً آخر مع أتمار. وبخلاف الولايات المتحدة، التي تبقى معادية للحركة على رغم التفاوض معها، فإن الصين تتعامل مع كل الإحتمالات.

وعلى رغم أن تركيز الصين ينصب بوضوح على "طالبان"، فإن وانغ اجتمع مجدداً مع قرشي في شينغدو، فقط قبل أيام من اللقاء مع وفد الحركة، لتنسيق مواقفهما حيال أفغانستان بعد الإنسحاب الأمريكي.

أوستن
وعندما كان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتحدث أمام مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في سنغافورة بالتزامن مع زيارة طالبان للصين، فإنه ندد بمزاعم بكين في بحر الصين الجنوبي، الذي قال "إن لا أساس لها في القانون الدولي وتنتهك سيادة دول المنطقة"، كما تتطرق إلى ما وصفه "بالعدوان الصيني على الهند"، وأشار إلى "الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بحق الإيغور المسلمين في شينجيانغ".

لكن أوستن لم يتطرق إلى جهود الصين الواضحة للتودد إلى "طالبان"، ربما لأنه اعتبر ومستشاروه أن أفغانستان دولة تقع في آسيا الوسطى، وتالياً لن تثير اهتمام جمهور جنوب شرق آسيا، علماً أن إقليم شينجيانغ يقع في آسيا الوسطى، ويحاذي ولاية بدغشان الأفغانية.

الفشل الأكبر لأمريكا

وخلص الكاتب إلى إن احتمال وجود علاقات بين حكومة تابعة لـ"طالبان" في أفغانستان والصين، قد يمثل الفشل الأكبر المحتمل للإنسحاب الأمريكي المتسرع من بلد قدمت فيه أمريكا الكثير من الدماء والأموال. كذلك من شأن ذلك أن يضيف إلى لائحة أوستن الطويلة من القلق حيال النفوذ والعدوانية الصينية في أنحاء آسيا.