الإثنين 7 أبريل 2014 / 19:33

ومن الإخوان ...ما قتل



قالها ميكافيلي: "ليس أفيد للمرء من الظهور بمظهر الفضيلة"، حاولت تشكيلات الإسلام السياسي بشكل عام، استغلال الدين للوصول إلى السلطة، متجاهلة أن الدين أكبر من أن يحزب، ولتمارس إرهابها الفكري، بجعل كل من يعارضها مارقاً.

ليس خافياً أن هذه التنظيمات تمّت تغذيها من الخارج، لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية، أو زعزعة استقرار البلدان المستقرة، لتصب في صالح دول خارجية معادية، وأكثر ما يبرز لدى جماعة الإخوان المسلمين، التي اتخذت قياداتها من أوروبا وأمريكا ملجأ آمناً، مستخدمةً قنوات التحريض الإعلامي وعلى رأسها "الجزيرة" القطرية، لتبث دعايتها السياسية المحكومة بأجندات الإخوان إلى العالم العربي.

وعلى الرغم من فشل تجربة الإخوان في قيادة الحياة السياسية، إلا أن الجماعة تصرّ على موقفها، بأنها لم تُعط الوقت الكافي لتثبت نفسها، متجاهلة أن التجربة والواقع أثبتا فشلها في احتواء المشهد السياسي، لأنها لم تستطع يوماً تقبل الرأي الآخر، بل حاولت فرض أجندتها بالقوة وحاربت من يخالفها، للاستئثار بالسلطة.

فالاغتيالات السياسية والقتل والترهيب التي تأصلت في تاريخ الجماعة منذ بدايتها وحتى الآن، أصبحت منهجاً، وما زالت الجماعة تتبع النهج ذاته.

محاولة الايحاء أن أي رفض لممارساتها مؤامرة على الشريعة والإسلام، لجعل أي خارج عن الجماعة خارج عن الدين، وهو ما برز بوضوح من خلال تصريحات شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، التي كقر بها دولة بأكملها.

ولعل السبب الأول الذي أسقط الإخوان سياسياً، أنهم أثبتوا أن الانتماء الأول الذي يقسمون عليه في أقبية الظلام للتنظيم والجماعة، وليس للدولة والوطن.

ويستغرب بعد فشل مرسي من إقناع شعبه أنه رئيس لكل المصريين، ولو ليوم واحد، وأنه يتمتع بالشرعية الشعبية، وليس مدعوماً فقط من قبل الجماعة، وأنه الحاكم الحقيقي للبلاد، وليس دمية تسيرها أصابع قيادات الإخوان الخارجية لخدمة مصالحها وأهدافها، ما زال مؤيدو المعزول يركضون وراء أوهامهم بالسلطة، مع ادعاء نظرية "المؤامرة العالمية" على الإسلام، لغسل دماغ الشباب، وتسخيرهم ليكونوا الدماء التي ستفرش الأرض ثمن صعودهم مجدداً إلى السلطة.