الجمعة 1 يوليو 2022 / 14:22

إزفستيا: هذه تداعيات نشر صواريخ إسكندر في بيلاروسيا

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نية موسكو نقل صواريخ إسكندر إلى بيلاروسيا في 25 يونيو (حزيران) وستحصل بيلاروسيا على نسختين بالستية وأخرى من طراز كروز.

سيكون على ناتو التسليم باحتمال التعرض لهجوم انتقامي عالي الدقة، ولا يمكن مقاومته، عند الصدام العسكري.

عن هذا التطور، كتب مراقب الشؤون العسكرية في صحيفة "إزفستيا" الروسية أنطون لافروف، أن روسيا لا تنقل إلى شريكتها نسخة محدودة أو مبسطة من هذه الصادرات بل مجمعاً مذهلاً ومتكاملاً لا يقل كفاءةً عن الأنظمة المنشورة في روسيا والمستخدمة بنجاح في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

نسخة من التشكيلة العليا
بفعل اتفاقات دولية، فإن صادرات إسكندر-إي تقتصر على نسخة يصل مداها إلى 280 كيلومتراً. يبلغ مدى النسخة التي تخدم الجيش الروسي حالياً 500 كيلومتر. وبعد إنهاء معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وفق الكاتب، لا يمكن استبعاد حصول بيلاروسيا على النسخة الأخرى في المستقبل.

لطالما شجع هذا الفارق الراديكالي في الإمكانات بين النسخة المعدة للتصدير والنسخة الروسية، القيادة في بيلاروسيا على السعي للحصول على الثانية.

لكن مسألة الاستحواذ والأسعار ظلت قضية مساومة بين مينسك وموسكو لسنوات ولأسباب مختلفة. يبدو أن تغير الوقائع السياسية بشكل درامي سمح للرئيس الروسي ألكسندر لوكاشنكو بالحصول على النسخة من "التشكيلة العليا".

قدرة عالية
من الواضح حسب لافروف أنه إذا اندلع نزاع حقيقي، سيتسنى استخدام تلك الصواريخ بطريقة مشتركة مع الاتحاد الروسي، ووفق خطة واحدة.

إن تعزيز "القبضة الصاروخية" للاتحاد يمكن أن يردع نشر الأجسام العسكرية الأطلسية المهمة، والمعرضة للخطر، قرب الحدود الروسية والبيلاروسية. سيكون على ناتو التسليم باحتمال التعرض لهجوم انتقامي عالي الدقة، ولا يمكن مقاومته، عند الصدام العسكري.

تتمتع صواريخ إسكندر-أم بميزة مهمة هي القدرة على استخدام نمطين لإيصال حمولة الذخيرة، جو-بالستي، وكروز.

النوع الأول يسقط على الأهداف مجتازاً مسافة تصل إلى 300 كيلومتر ويتمتع بقدرة على المناورة بسرعة كبيرة.

أما الثاني يصل إلى هدفه من ارتفاع منخفض للغاية بعد اجتياز 500 كيلومتر، ويتفادى العراقيل مع إمكانية تغيير المسار، ما يجعل هذه الصواريخ أقل عرضة للاستهداف من الدفاعات الجوية والصاروخية.

موجودة في كالينيغراد
لا تخفي قيادة ناتو خططها لتعزيز البنية التحتية العسكرية بشكل كبير قرب الحدود الروسية. وهي تخطط لنشر وحدات عسكرية إضافية، وتجهيزات ومخازن ذخيرة هناك.

زادت الولايات المتحدة عدد جنودها في أوروبا من 60 إلى 100 ألف في بضعة أشهر. ومن المخطط نشر وحدات إضافية في دول البلطيق.

وسبق أن نشرت صواريخ إسكندر الروسية في منطقة كالينينغراد. لكن نشر المزيد منها في بيلاروسيا سيوفر منطقة تغطية إضافية تصل إلى 300 كيلومتر في الجنوب.

ستكون البنية التحتية العسكرية لتحالف سياسي عسكري عدواني في مرمى نيران الصواريخ وفق الكاتب. كما أن انتشار الصواريخ في كالينينغراد يعاني عيوباً خطيرة.

فالمنطقة ذات المساحة المحدودة مرئية من جميع الجهات عبر أساليب الاستطلاع الأطلسية، ما يجعل قدرة الصواريخ على المناورة محدودة. 

فرق آخر بين كالينينغراد وبيلاروسيا
وأضاف لافروف أن بيلاروسيا محمية بشكل أفضل بكثير ضد المراقبة الخارجية. والمجمعات على أراضيها ستتمتع بقدرة أكبر على النجاة لا بفضل "المظلة" الدفاعية الجوية وحسب، بل أيضاً بفضل القدرة على المناورة حول البلاد وحتى خارجها.

يعد البحث عن قاذفات برية في الأماكن المفتوحة في بيلاروسيا أصعب بكثير مما هو عليه في منطقة كالينينغراد المعزولة. أظهرت تجربة العملية الخاصة، أن أنظمة الأسلحة المتنقلة بعيدة المدى لا تزال هدفاً يصعب مواجهته.

مصلحة مشتركة
إضافة إلى المنافع التي ستتمتع بها روسيا، ستعزز صواريخ إسكندر الجيش البيلاروسي نفسه. إن إمكاناته الحالية إطلاق ضربات بعيدة ذات دقة عالية، ضئيلة، فالتأخر عن إمكانات الاتحاد الروسي محسوس بشكل بارز في بيلاروسيا. وفي الوضع السياسيالعسكري الراهن، تصب زيادة القوة العسكرية لبيلاروسيا في مصلحة روسيا، أيضاً.

وسيكون عدد صواريخ إسكندر الذي سيتفق عليه رئيسا الدولتين مهماً بشكل جوهري. لكن المسألة لا تتوقف فقط على عدد القاذفات.

فهم الجميع في العملية الخاصة أن الأهم هو عدد الذخيرة التي ستتوفر للقاذفات. حتى عدد قليل منها مزود بحمولة من الصواريخ المتطورة ومتعددة الاستخدامات يمكن أن يصبح حجة خطيرة للغاية في سباق التسلح الإقليمي المتفاقم مع حلف شمال الأطلسي.