بورصافي بحسب وثائق الـ أف بي آي
بورصافي بحسب وثائق الـ أف بي آي
الأربعاء 10 أغسطس 2022 / 20:10

بورصافي يَجرُّ إيران إلى دعوى "جنائية" أمريكية

24 - إعداد: محمود غزيّل

قالت وزارة العدل الأمريكية اليوم الأربعاء إن عضواً في الحرس الثوري الإيراني وُجه له اتهام بمحاولة اغتيال مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، جون بولتون.

وأضافت وزارة العدل أن المواطن الإيراني شهرام بورصافي، المعروف أيضاً باسم مهدي رضائي، "حاول دفع 300 ألف دولار لأفراد في الولايات المتحدة لتنفيذ جريمة القتل في العاصمة واشنطن أو ولاية ماريلاند"، مشيرة إلى أن المتهم لا يزال طليقاً في الخارج.



وكانت صحيفة "واشنطن إكزامينر" كشفت في بداية شهر مارس (آذار) من السنة الجارية أن ما لا يقل عن اثنين من فيلق القدس خططا لعملية الاغتيال في وقت لا تزال تجري فيه مفاوضات لتوقيع الاتفاق النووي.

وأضاف التقرير آنذاك أن أجهزة الأمن الأمريكية أصبحت على علم بالموضوع في المراحل الأولى لمؤامرة فيلق القدس، ومنذ أواخر العام الماضي، اتخذوا إجراءات وقائية قوية لحماية بولتون.

وذكرت وزارة العدل اليوم، أنه في حال تم إدانة بورصافي، يمكن أن يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 10 سنوات وغرامة تصل إلى 250000 دولار لاستخدام مرافق أمريكية لارتكاب جريمة القتل مقابل أجر، والسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً وغرامة تصل إلى 250000 دولار لتوفير ومحاولة تقديم الدعم المادي لمؤامرة القتل العابرة للحدود.

وبحسب موقع مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن بورصافي، الذي حدده المسؤولون الأمريكيون على أنه عضو في الحرس الثوري، مطلوب حالياً من قبل المكتب بتهم تتعلق بمؤامرة القتل مقابل أجر.

وفور صدور بيان العدل الأمريكية، توجه بولتون بالشكر إلى الوزارة مع فتحها دعوى جنائية بشكل رسمي ليوم، وشكر مكتب التحقيقات الفدرالي على جهوده في اكتشاف وتعقب "التهديد الإجرامي للنظام الإيراني ضد المواطنين الأمريكيين"، كما جهاز الاستخبارات على جهوده في الحماية من جهود طهران.


انتقاماً لسليماني
ووفقاً لنشرة وزارة العدل الأمريكية، بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) 2021، حاول بورصافي التخطيط لمقتل بولتون، رداً، على الأرجح، على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير (كانون الثاني) 2020.

وحاول بورصافي، دفع 300 ألف دولار لأفراد في الولايات المتحدة لتنفيذ جريمة القتل في واشنطن العاصمة أو ماريلاند.
وقال مساعد المدعي العام ماثيو جي أولسن من قسم الأمن القومي بوزارة العدل إنها "ليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن مؤامرات إيرانية للانتقام من أفراد على الأراضي الأمريكية".



التخطيط والتجنيد
وتكشف وثائق المحكمة، أنه في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، طلب بورصافي من أحد الأفراد بعد أن التقاه سابقاً عبر الإنترنت، التقاط صور لبولتن، مدعياً أن الصور كانت يعمل بورصافي على كتابته ونشره. وقال هذا الشخص أنه يمكن إيصال بورصافي إلى شخص آخر يستطيع التقاط صور بولنت مقابل مبلغ يتراوح بين 5000 و10000 دولار.

وفي 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، اتصل بورصافي بهذا المصور عبر تطبيق مشفر، وطلب منها استخدام تطبيق مراسلة مشفر آخر. عرض بورصافي 250000 دولار كندي على هذا المصور لتوظيف شخص "للقضاء" على مستشار الأمن القومي السابق. وتم لاحقاً التفاوض لرفع المبلغ إلى 300000 دولار. وأضاف بورصافي أن لديه "وظيفة" إضافية مستعد لدفع مليون دولار مقابلها.

وجه بورصافي المصور بفتح حساب عملة مشفرة لتسهيل الدفع، لكنه أشار له إلى إمكانية السير بمخطط جريمة القتل قد أن يتم دفع المال له. ولكنه كان واضحاً بانه إذا تم دفع المال ولكن من دون إجراء العملية، فإن "مجموعة" بورصافي ستكون غاضبة.



ومن خلال بحث وزارة العدل الأمريكية، تم العثور في حسابات بورصافي على الانترنت على مجموعة من الصور مرتدياً زياً رسمياً مشابه جداً للزي الحرس الثوري الإيراني، ولكن على الرغم من كل تلك الأدلة، نكر بورصافي مراراً أن يكون لديه علاقة بفيلق القدس.

وفي 19 نوفمبر(تشرين الثاني) 2021، قال بورصافي للمشغل إنه لا يهم كيفية تنفيذ جريمة القتل، لكن "مجموعته" سوف تتطلب تأكيداً بالفيديو لوفاة الهدف. وسأل المشغل بورصافي عما سيحدث إذا نُسبت عملية القتل إلى إيران، فرد عليه بعدم القلق وأن "مجموعته" سوف تهتم بالأمر.

في 3 يناير (كانون الثاني) 2022، أشار بورصافي إلى أنه يتعرض لضغوط من "مجموعته" لإتمام جريمة القتل، معرباً عن أسفه لأن جريمة القتل لن تتم بحلول ذكرى وفاة قاسم سليماني. وذكر أنه يشعر بالقلق من أنه إذا لم يتم تنفيذها قريبا، فسيتم تجريد بورصافي من وظيفته كما من المشغل.

في 21 يناير (كانون الثاني) 2022، قال بورصافي للمشغل إنه يمتلك ملفاً آخر يمكن العمل عليه عندما يتم الانتهاء من الملف الاول بنجاح مبلغاً إياه أن مراقبة الهدف الثاني اكتملت.

في 28 أبريل (نيسان) 2022 ، عاد المخبر لبورصافي مبلغاً إياه أنه لن يستمر في العمل من دون أن يحصل على أجر، وعليه وافق بورصافي على إرسال 300 دولار أمريكي عن طريق العملة المشفرة.



تاريخ عمليات إرهابية
وحن تم تخصيص حراسة خاصة من قبل جهاز الخدمة السرية بدوام كامل لبولتون. كما تم نشر أصول مهمة لمكتب التحقيقات الفيدرالي لتعطيل التآمر والمساعدة في حماية بولتون، يشار إلى أنها لن تكون هذه المرة الأولى التي يحاول فيها الحرس الثوري تنفيذ عملية اغتيال بارزة على الأراضي الأمريكية.

في 2011، أحبط مسؤولون أمنيون مخططاً للحرس الثوري لاغتيال السفير السعودي الأسبق في واشنطن عادل الجبير بينما كان يتناول العشاء في مقهى ميلانو بالعاصمة واشنطن.