محطة زابوريجيا النووية.(أرشيف)
محطة زابوريجيا النووية.(أرشيف)
الثلاثاء 16 أغسطس 2022 / 10:47

هل سينتهي القتال في زابوريجيا إلى كارثة نووية؟

24-زياد الأشقر

يحتدم القتال حول محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، ويتسابق المسؤولون لتفادي ما يصفه الخبراء والمنظمات الدولية بتهديد متنامٍ من كارثة نووية في محطة الطاقة.

المواجهة حول زابوريجيا تنطوي على مخاطر التحول إلى إحدى أخطر نقاط الإشتعال في الحرب الأوكرانية

وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقصف المحطة الواقعة في جنوب شرق أوكرانيا. ويتهم المسؤولون في كييف القوات الروسية بإطلاق الصواريخ من أماكن قرب المحطة وذلك بناء على فرضية محسوبة بأن الرد الأوكراني سيكون محفوفاً بمخاطر عالية.

وقال رئيس هيئة الطاقة الأوكرانية بيترو كوتين إن "القوات الروسية تستخدم المحطة كدرع ضد القوات الأوكرانية، على أساس أن أحداً من الأوكرانيين لن يفعل شيئاً".

وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي سبق له أن اتهم القوات الروسية بالتورط في "إرهاب نووي"، بأن تسلم روسيا السيطرة على المحطة إلى أوكرانيا. وقال: "وحده الانسحاب الكامل للروس من أراضي محطة زابوريجيا واستعادة السيطرة الأوكرانية الكاملة عليها وعلى الأراضي المحيطة بها، يمكن أن يضمن الأمان النووي لكل أوروبا".

تحت سيطرة روسيا منذ مارس
وكانت المحطة وقعت تحت السيطرة الروسية في أوائل مارس (آذار). وواصل التقنيون الأوكرانيون الموجودون هناك العمل في المحطة بطاقة أقل.
وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، من أن الهجمات على المحطة يمكن أن تؤدي إلى عواقب كارثية إذا استمرت، مشدداً على ضرورة ضمان الوصول إلى المنشآت في المحطة.

ويقول خبراء إن القصف قد يلحق ضرراً كبيراً بالبنى التحتية للمحطة وقد يتسبب بانفجار.
ويلقي الكرملين اللوم على كييف في ما تصفه بهجمات أوكرانية تستهدف المحطة، ويقول إنه يرحب بمهمة للوكالة الدولية لجمع المعلومات حول الهجمات التي تتعرض لها.

ويتهم المسؤولون في موسكو كلاً من أوكرانيا والأمم المتحدة، بعرقلة إجراء تحقيق في المحطة. وقال المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: "حلينا كل الصعوبات من أجل تنظيم زيارة للمحطة. وعلى رغم ذلك، فإن الأمانة العامة للأمم المتحدة رفضت ذلك في اللحظة الأخيرة، وألغت الزيارة".

واقترحت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي تحويل محطة زابوريجيا إلى منطقة منزوعة السلاح. ودعم البيت الأبيض هذا الاقتراح، مضيفاً أن أوكرانيا هي من يجب أن تشرف على المنطقة المنزوعة السلاح.

ورفضت روسيا الإقتراح على أساس أن "نزع السلاح من المحطة يمكن أن يتركها عرضة لتسلل أشخاص غير معروفين.
وقال نيبينزيا: "لا يمكننا استبعاد بعض أنواع الاستفزازات أو الهجمات الإرهابية ضد المحطة".

كارثة
ومع عدم إبداء أي طرف استعداده للتراجع، يحذر محرر الشؤون الوطنية في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية مارك أيبسكوبوس من أن المواجهة حول زابوريجيا تنطوي على مخاطر التحول إلى إحدى أخطر نقاط الإشتعال في الحرب الأوكرانية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأيام الأخيرة سجلت حوادث تبعث على مزيد من القلق، ومن الممكن إذا ما إستمرت أن تقود إلى كارثة".