آثار الاشتباكات المسلحة في ليبيا (أ ب)
آثار الاشتباكات المسلحة في ليبيا (أ ب)
الإثنين 29 أغسطس 2022 / 10:16

منع باشاغا من السفر وفشل جديد لدخول طرابلس

24 - محمود غزيّل

أسفرت الاشتباكات في العاصمة الليبية بنهاية الأسبوع الماضي عن مقتل أكثر من عشرين شخصاً في أعنف جولة من القتال تشهدها الدولة التي مزقتها الحرب منذ أكثر من عامين، حيث تتنافس الفصائل السياسية للسيطرة على الدولة الغنية بالنفط.

واندلعت الاشتباكات، التي خفت حدتها صباح امس الأحد، بين جماعات مسلحة موالية لرئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة في طرابلس ومجموعات مسلحة تدعم إدارة منافسة في الشرق تحاول السيطرة على العاصمة، في توتر ظهر إلى السطح مع محاولات الاتفاق على كيفية اختيار الرئيسي الليبي المقبل. توتر دفع إلى تأجيل الانتخابات التي كان من المفترض إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً لحوار الأمم المتحدة، إلى أجل غير مسمى.


دخول فاشل ثانٍ إلى طرابلس
يذكر أنه في فبراير (شباط) الماضي، عيّن بعض أعضاء برلمان البلاد في الشرق، وزير الداخلية السابق، فتحي باشاغا رئيساً للوزراء ليحل محل السيد دبيبة. إلا أن مرحلة التوتر بين الاثنين انفجرت عبر اشتباكات مسلحة نهاية الأسبوع الماضي بعد أن قام باشاغا بمحاولة ثانية فاشلة للسيطرة على طرابلس، سبقها دخول لبضع ساعات في مايو (أيار) قبل إجباره على الخروج.

وشهدت طرابلس طيلة يوم السبت اشتباكات دامية بدأت فجراً بين كتيبة 777 وقوة دعم الاستقرار وسط المدينة. وسرعان ما أخذت الاشتباكات إطاراً سياسياً بعد محاولة توغل قوات تابعة لحكومة باشاغا إلى طرابلس من الجهات: الغربية والجنوبية والشرقية، إلا أن القوات المؤيدة للدبيبة تمكنت من صدها وإعادتها من حيث جاءت.

وتوقفت الاشتباكات منذ ليلة الأحد، وأدت لمقتل 32 شخصاً، وجرح 159 آخرين. ونتج عنها تدمير لحق بمؤسسات حكومية وعدد من المرافق الصحية ومنازل ومحلات وسيارات، أغلبها وسط المدينة.



منع السفر
وشهدت الساعات الماضية على منع المدعي العام العسكري الليبي، باشاغا، من السفر إلى جانب كل من آمر المنطقة العسكرية الغربية، لواء أسامة جويلي، ووزير الصحة بحكومة باشاغا والناطق باسم الحكومة، عثمان عبد الجليل، ورئيس الحزب الديمقراطي والداعم لحكومة باشاغا، محمد صوان.

وأوضحت الرسالة أن قرار المنع من السفر جاء "بناء على التحقيقات الجارية لديهم والمتعلقة بأحداث العدوان على مدينة طرابلس يوم أمس السبت والتي لازالت "رهن التحقيق".

كان عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية أصدر قراراً بصفته وزيراً للدفاع يقضي بضرورة القبض على جميع المشاركين في "العدوان على العاصمة طرابلس".

من جهته، حمّل باشاغا، رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، مسؤولية الاشتباكات و"ما سيحدث جراء هوسهم بالمال والسلطة وتشبثهم بها وعدم قبولهم بإرادة الليبيين ومبدأ التداول السلمي على السلطة"، معتبراً أن غايته "إقامة دولة مدنية ديمقراطية يسودها القانون لا الفساد والديكتاتورية والقمع والإرهاب الذي يمارس حالياً من العصابة المسؤولية على العاصمة".

وعلى الرغم من اندلاع الاشتباكات وانتهائها فجأة. لكن الطبيعة الوجيزة للتصعيد الأخير لم تبدد المخاوف من تجدد صراع أوسع بين الطرفين في ظل جمود مستمر لشهور في بلد يعاني منذ أكثر من عقد من الفوضى والعنف.