الإثنين 30 يناير 2023 / 00:54

هل نجحت إسرائيل في إقناع واشنطن بالعمل عسكرياً ضد إيران؟

أثار الهجوم الذي استهدف منشأة عسكرية إيرانية حساسة في مدينة أصفهان، تشير معلومات عدة إلى أنها مرتبطة بشكل أو بآخر بالبرنامج النووي الإيراني، تساؤلات حول دلالات الهجوم، وما إذا كان مرتبطاً بخيار عسكري للتعامل مع استغلال إيران لتعثر المفاوضات حول الاتفاق النووي، لفرض وقائع جديدة من خلال زيادة تخصيب اليورانيوم والتنصل من التزاماتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولطالما كانت إسرائيل تعارض عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، أو تطالب على الأقل بوضع خيار عسكري على الطاولة، يهدف لتعطيل مسار البرنامج النووي الإيراني، في حال فشل الاتفاق أو مماطلة إيران في تنفيذ التزاماتها بموجبه، خاصة بعد الكشف عن آثار يورانيوم في مناطق لم تفصح إيران عن قيامها بأنشطة نووية فيها.

ونجحت إسرائيل في عرقلة مساعي عودة واشنطن للاتفاق النووي الإيراني، من خلال دفع واشنطن للتمسك بمطالب ترفضها طهران، مثل إزالة الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب الأمريكية.

هجوم دقيق
وقال موقع "واللا" الإسرائيلي إن المنشأة التي تعرضت للهجوم هي مصنع لإنتاج أسلحة متطورة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، حيث يتم تنفيذ أنشطة تتعلق بتطوير صواريخ متطورة للغاية.

ونقل الموقع عن مصدر وصفه بالمطلع دون أن يسمّه قوله إن "الهجوم كان دقيقاً جداً، حيث تعرضت أربع أجزاء مختلفة من المنشأة المستهدفة للهجوم من الجو وتضررت جميعها"، مشيراً إلى أن الهجوم تم تنفيذه بأربع طائرات.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن الهجوم قد يكون هدفه منشأة عسكرية تستخدمها إيران لتطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت بمساعدة روسية، لافتة إلى أن إيران ستحتاج مثل هذه الصواريخ لاستخدامها في إنتاج رأس حربي نووي.

وأوضحت الصحيفة أن الجهة التي نفذت الهجمات ضد المنشأة الإيرانية تمتلك قدرات استخباراتية وتكنولوجية متقدمة للغاية، ما يسمح لها بتنفيذ هجوم جوي على منشأة صناعية عسكرية حساسة تابعة للحرس الثوري، وهي منشأة محمية بمجموعة من بطاريات الدفاع الجوي.

الموقف الأمريكي
وعلق مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي تامر هايمان، إن "الحادث دراماتيكي وغير عادي، وهذه رسالة أمريكية لإيران ضد التعاون مع روسيا، وتؤكد رغبة الولايات المتحدة في العمل عسكرياً مباشرة ضد إيران".

وأضاف "هذه خطوة أخرى كانت مفقودة حتى الآن، تتمثل في وضع تهديد عسكري حقيقي ضد إيران، وهو ما كانت تطالب به إسرائيل بشكل حثيث، وكانت الولايات المتحدة تتريث في تحقيقه"، وفق ما ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم".

وجاء هجوم أصفهان بالتزامن مع زيارة يقوم بها مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، لإسرائيل، وبعد أيام من أكبر مناورات عسكرية واسعة بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، كانت تحاكي سيناريوهات متنوعة من بينها شن هجوم ضد إيران.

وكانت تقديرات إسرائيلية عدة، قد أشارت إلى أن واشنطن اتخذت خطوات قاسية ضد إيران، في أعقاب قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني، معتبرة أن هذه الخطوات تمثل طريق اللاعودة إلى الاتفاق النووي من قبل الإدارة الأمريكية.

واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن في تصريحات سابقة له، الاتفاق النووي "في حكم الميت"، بعد جمود طويل وتعثر للمفاوضات والجهود الأوروبية الرامية لإحيائه.