الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.(أرشيف)
الجمعة 3 مارس 2023 / 15:57

ترامب "المختلف".. هل يترشح من خارج حزبه

من المتوقع أن يكون كل من الرئيس السابق دونالد ترامب ومايك بومبيو ونيكي هالي وفيفيك راماسوامي ولاري هوغان وبشكل محتمل مايك بنس ورون ديسانتيس مشاركين أو مهتمين بالمشاركة في السباق الرئاسي

ترامب سيترشح إلى السباق الرئاسي بصرف النظر عن التعهد: أولاً كجمهوري وإذا لم ينجح ذلك فكمرشح عن حزب ثالث

. وبالرغم من وفرة الأسماء، من الواضح أن ترامب وديسانتيس هما المتنافسان الرئيسان للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، حسب المحلل الجيوسياسي والكاتب في موقع "1945" براندون ويكرت. فالاستطلاعات التي أجريت خلال السنة الماضية برهنت ذلك.
ليس ما يتمناه
بينما يتغير الموقع الأول في الاستطلاعات مراراً بين ترامب وديسانتيس، يبقى الواقع أن فرص فوز ترامب ليست حاسمة بمقدار ما يتمنى الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة. لقد كان ترامب آخر رئيس جمهوري بالرغم من أنه نوع مختلف من الجمهوريين وقد نظر إليه كثر في حزبه على أنه قائد لا يمكن الوثوق به مع سجل ملتبس. وثمة مخاوف مبررة داخل الحزب الجمهوري من أن وضع ترامب كمرشح جمهوري إلى انتخابات 2024 سيكون أكثر تسبباً بالضرر مما يستحق الأمر. مع رون ديسانتيس، يعتقد العديد من الناخبين الجمهوريين أنهم سيحصلون على خيار أفضل.


بيان جمهوري ضده
لقد تم وصف ديسانتيس بأنه ترامب من دون الحِمل. هو يفعل كل ما أحبه الناخبون الجمهوريون في ترامب حين كان في البيت الأبيض، لكن ديسانتيس أكثر انضباطاً وأقل إثارة للانقسامات. إذا لعب ديسانتيس أوراقه السياسية بشكل صحيح خلال الأشهر القليلة المقبلة فقد ينتهي بأن يكون أكثر شعبية من ترامب بين الناخبين الجمهورييين. بالطبع ليس ترامب خارج اللعبة على الإطلاق.
لديه قاعدة صلبة لا تتلاءم بالضرورة مع الكتلة التصويتية الجمهورية النموذجية. هؤلاء الناخبون، وهم بشكل أساسي من البيض الريفيين من الطبقة العاملة، سيبقون مع ترامب مهما قال أو فعل. هذا على الأرجح هو سبب قول رئيسة اللجنة الوطنية الجمهورية رونا ماكدانيال إن أي شخص ينوي الترشح إلى الانتخابات التمهيدية سيتوجب عليه التوقيع على التعهد بألا يترشح عن حزب ثالث لو خسر هذه الانتخابات. لم يكن هذا البيان موجهاً ضد رون ديسانتيس أو أي مرشح جمهوري آخر أقل شعبية. لقد كان موجهاً بشكل حصري ضد دونالد ترامب الذي يتصرف بشكل لا يمكن التنبؤ به بطريقة أسطورية.
ما هو رأيه بهذا التعهد؟
هذا ما حاول الحزب الجمهوري تحقيقه في 2016 حين استنفدت قيادة الحزب جميع الطرق الممكنة لاحتواء وتقييد صعود ترامب إلى القمة والذي لم ترده آنذاك. في ذلك الوقت، قبل ترامب بالتعهد بعد الضغط. مع ذلك، قلة من الناس اعتقدت أنه كان سيحترم تعهده لو خسر الترشيح. ورجح الكاتب أن يوقع ترامب على التعهد للظهور على منصة النقاش ويترشح كجمهوري. وهو لم يبق له أي شيء ليخسره ولذلك سيحاول كل شيء للعودة إلى البيت الأبيض.
إذا بدا أن ديسانتيس سيهزم ترامب في الانتخابات التمهيدية، فسيتخذ ترامب خطوات للترشح عن حزب ثالث. بالنسبة إلى ترامب، هذه هي نهاية الطريق. هو شخص تنافسي للغاية ويعتقد في مستوى معين أن رجلاً وصفه روتينياً بـ"النعسان" سرق منه انتخابات 2020 الرئاسية. لقد ربط ترامب نفسه وعلامته التجارية دوماً بالانتصار والنجاح. أن يهزمه رجل كجو بايدن أمر لا يستوعبه. بالنظر إلى هذه المفاهيم، من غير المرجح أن يذهب ترامب إلى المنزل إذا خسر ترشيح الحزب الجمهوري.
2024 مثل 1912؟
يعتقد ويكرت أن جو بايدن، وبالرغم من كونه رئيساً ضعيفاً، لا يزال قادراً على التنافس والفوز بالانتخابات. لكن إذا تنافس مع ديسانتيس فستنخفض حظوظه بشكل كبير. ليست هذه هي الحالة مع دونالد ترامب الذي لديه ميل إلى تحفيز المعتدلين الوسطيين وناخبي الضواحي المتعلمين ضده. لأن بايدن رئيس ضعيف، يجب ألا يكون لدى الجمهوريين أي مشكلة في هزيمته، إلا إذا اختاروا المرشح الخطأ. أو بشكل أخطر، إذا قرر ترامب أن يترشح عن حزب ثالث.


في سنة 1912، أجبر المرشح الجمهوري الضعيف، الرئيس هوارد تافت، على تقسيم أصواته المحدودة مع الرئيس السابق ثيودور روزفلت الذي ترشح عن حزب ثالث تحت اسم بول موز. انتهى تافت وروزفلت بأن قسما الصوت المحافظ مفسحين المجال أمام وودرو ويلسون الأقل شهرة ليتصدر السباق. قد يحصل الأمر نفسه في 2024. وجود قوتين كبريين في اليمين، أي ترامب وديسانتيس، في مواجهة ديموقراطي ضعيف لكن يحظى بكامل دعم حزبه، قد يكون كل ما يحتاج إليه الديموقراطيون لضمان ولاية ثانية لجو بايدن. ويبدي ويكرت ثقته بأن ترامب سيترشح إلى السباق الرئاسي بصرف النظر عن التعهد: أولاً كجمهوري، وإذا لم ينجح ذلك فكمرشح عن حزب ثالث، بشكل يقسم الحزب ويساعد الديموقراطيين على الفوز في النهاية.