المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي. (أ ف ب)
المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي. (أ ف ب)
الأربعاء 8 مارس 2023 / 17:45

"تكاليف باهظة وإس 300".. تفاصيل زيارات خامنئي لمشهد

أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، يغادر طهران مرتين في العام إلى مدينة مشهد الإيرانية، موضحة أن طائرات مقاتلة تصاحبه لتأمين طائرته، إلى جانب نشر نظام الدفاع الجوي إس 300، مضيفة أن ضباطاً عسكريين كباراً غاضبون من هذا الأمر بسبب التكاليف الباهظة.

ذكرت يسرائيل هيوم، أن خامنئي عادة يخرج من طهران في إجازة بمنتصف شهر مارس (أذار) ومرة أخرى منتصف شهر أغسطس (آب)، أو سبمتبر (أيلول)، وإذ من الطبيعي أن يذهب أي مسؤول في إجازة، فإن ما يحدث خلال تلك الإجازات الخاصة غير طبيعي، وخصوصاً فيما يتعلق بالتأمين الكبير، الذي لا يتناسب مع صورة "زعيم الفقراء والمضطهدين في العالم" كما يُطلق عليه في إيران.
وليس من قبيل المصادفة أن تظل تفاصيل رحلات خامنئي إلى مشهد ومدن أخرى طي الكتمان، لكن صور الأقمار الاصطناعية والصور الميدانية والمحادثات مع ضباط في الجيش الإيراني تتيح رفع السرية عنها.
من المعروف أن خامنئي يسافر في السنوات الأخيرة إلى مشهد في أكبر طائرة فاخرة مملوكة لإيران، وهي طائرة إيرباص A340-313، أو في رحلة ركاب عادية، وفي مثل هذه الحالة، ينضم إليه 20 من حراسه الشخصيين وصحفيان هدفهما توثيق بساطة القائد وإمكانية الوصول إليه، بينما يتم نقل طائرة إيرباص فارغة إلى مشهد لتنتظر راكباً مهماً.
 

كيف يصل خامنئي إلى مطار مهرآباد في طهران؟

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أنه يتم نقل المرشد إلى مطار مهرآباد في طهران عن طريق مروحية بيل 412، فيما تحلق مروحية أخرى من نفس الطراز وعلى متنها بقية الحراس الشخصيين، وفي المطار، يتم نقل خامنئي إلى طائرة ركاب، أو إلى رحلة تضم كبار الشخصيات على متن طائرة إيرباص حكومية.
 

 

1400 عنصر من الحرس الثوري

وفقاً للصحيفة، قبل وصول خامنئي إلى مشهد، يتم نقل 1400 عنصر من إحدى وحدات الحرس الثوري الإيراني المسؤولة عن تأمينه، وعادة ما يصل جنرالات الحرس الثوري عشية الزيارة إلى مشهد للتأكد من التحضيرات.

الوصول إلى مشهد

وعند الوصول إلى مشهد، تنقل قافلة من الحافلات الصغيرة المصفحة المرشد الأعلى إلى قصر هناك على بعد 8 كيلومترات من المطار، وأثناء تلك الرحلة تقوم طائرتان مقاتلتان بدوريات في السماء، وأشارت الصحيفة إلى أن القصر هناك كان ملكاً لشاه إيران، ولكن بعد الثورة نُقل إلى إدارة إحدى المؤسسات التي يديرها أحد أصدقاء خامنئي ليصبح متحفاً، ولكن سرعان ما أصبح لأهل المرشد الأعلى وأقاربه.
 
ونقل المواقع عن الضابط بالجيش الإيراني، جواد (وهو اسم مستعار)، والذي زار القصر سابقاً بعد إجازة لخامنئي: "طار أخي الطيار بطائرة أمريكية اشترى الشاه واحدة أخرى منها لحمايته، يا له من نفاق".
 

 

تأمين عسكري

ولفتت الصحيفة إلى أن الأمن حول خامنئي في مشهد يكون مشدداً للغاية ومتعدد المستويات، ويشمل قوات دفاع جوي من الجيش الإيراني، وسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم أنظمة دفاع جوي قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وكل ذلك بحماية طائرات من طراز F-5E Tiger II، وكذلك طائرات فانتوم (F-4)، تقوم بدوريات فوق مشهد. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجوية الإيرانية لا تكتفي بكل ذلك بل تنقل نظام إس 300 من طهران إلى مشهد من أجل ذلك.
 

غضب من الطيارين

ويعد تأمين خامنئي أحد أكبر كوابيس طياري القوات الجوية الإيرانية، بسبب النشاط الاستخباراتي حولهم، حيث يتم جمع المعلومات عن الطيارين المشاركين في تلك العملية، وإذا كان هناك ظلال من الشك في وجود مواقف سياسية غير صحيحة تجاه النظام، يتم إرسال تقرير إلى سلطات الحرس الثوري الإيراني.
وكشفت الصحيفة، أن الطيارين الموثوق بهم بدرجة كافية يتم اصطحابهم إلى منشأة تابعة للحرس الثوري ويطلب منهم البقاء هناك دون هاتف أو اتصال بالإنترنت طوال الوقت الذي يقضي فيه خامنئي إجازاته في مشهد.
وقال أحد الطيارين للصحيفة الإسرائيلية، أنه منع  من القيام بدوريات في مشهد أثناء زيارات خامنئي لأنهم لم يثقوا به كون عائلته غير متدينة.
 

 

تكاليف باهظة

ويقول قائد لطائرة فانتوم: "ما أزعجني وزملائي كضابط وطيار هو تكاليف رحلات خامنئي، خاصة إلى مشهد، فمن أجل الحفاظ على حياته، يتم استخدام مواردنا المحدودة، بالإضافة إلى تقليل القدرة التشغيلية على حماية السماء بسبب استخدامه للطائرات".