حسن نصرالله وصالح العاروري. (أرشيف)
حسن نصرالله وصالح العاروري. (أرشيف)
الأربعاء 15 مارس 2023 / 14:53

لماذا تخشى إسرائيل تعاون حزب الله مع حماس؟

في الوقت الذي تواجه إسرائيل أزمات مُتعددة، سواء داخلياً حيث تشهد احتجاجات كبيرة على الإصلاح القضائي، أو خارجياً بشأن إيران وتقدمها في البرنامج النووي، يبدو أن هناك محور يتسبب بقلق كبير لإسرائيل، وهو محور "حزب الله- حماس".

 

وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، في تحليل أعده المُحلل يوآف ليمور، أن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية أجمعوا على أن شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل، سيكون الأكثر تفجراً  هذا العام.
وأرجعت الصحيفة أسباب ذلك التوتر المتوقع إلى عدة عوامل، أولها موجة العنف المستمرة في الضفة الغربية منذ أكثر من عام، وتراجع سيطرة السلطة الفلسطينية، وانفصال آلياتها الأمنية مع إسرائيل، والتحريض المُستمر من جانب مُختلف الأطراف على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الأزمة الداخلية العميقة في إسرائيل، التي يرى أطراف كثر في المنطقة أنها جعلت الدولة العبرية أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
 

 

انهيار إسرائيلي

وأضافت "يسرائيل هيوم"، أن هذا ما برهنه حسن نصرالله الأمين العام لتنظيم "حزب الله" اللبناني، الذي قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل ستنهار قبل الاحتفال بعامها الـ80، لافتة إلى أنه اعتاد اللعب على المشاعر الإسرائيلية، ولكن في السنوات الأخيرة تراجع سحره قليلاً وغالباً ما كان يطلق شعارات لا أساس لها، وتابعت: "لم ينجح الأمر بالنسبة للإسرائيليين، لأن نصر الله يقيم في مخبئه ببيروت، وكان يُنظر إليه على أنه يهدد كثيراً، ولا يفعل سوى القليل".
وتشير الصحيفة إلى أن كلمات نصرالله الأخيرة تستحق أن تؤخذ على محمل الجد، ففي العام الماضي، رفع نبرته قبل توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، في محاولة لانتزاع نصيبه من النجاح أو تمهيد الطريق للتصعيد في حالة الفشل، ومنذ ذلك الحين هدأ وعاد للتعامل مع الشؤون الداخلية للبنان المنهار، قبل أن يجدد هجومه المفضل على إسرائيل.
منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، كان نصر الله محمياً من التسخين العشوائي للحدود مع إسرائيل، ولم ينحرف عن هذه السياسة إلا في حالات قليلة عندما هاجمت إسرائيل لبنان أو ألحقت الأذى بشعبه (ويشمل ذلك ما حدث على الأراضي السورية)، وفي عدة حالات، أدى ذلك إلى توترات على الحدود، كان للطرفين مصلحة في تهدئتها من أجل تجنب سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى التصعيد أو الحرب.
 

نشاط حدودي

وأشارت الصحيفة إلى حرص حزب الله في الفترة السابقة على إعادة مواقعه  إلى الحدود اللبنانية لأغراض المراقبة، وهو الأمر الذي احتجت إسرائيل عليه عدة مرات أمام اليونيفيل، بل وحاولت إشراك أطراف دوليين، وحذرت من تصعيد محتمل، ولكن دون جدوى حتى الآن.
 

 

حماس في الجنوب اللبناني

في الوقت نفسه، سارعت حماس أيضاً إلى التحرك بلبنان العام الماضي، وخصوصاً في مخيمات اللاجئين في صور وصيدا، بقيادة القيادي البارز صلاح العاروري المسؤول عن الأنشطة الخارجية للجناح العسكري لحماس، حيث يسعى إلى إقامة جبهة أخرى ضد إسرائيل، لاستخدامها حال حدوث تصعيد في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

ولفتت الصحيفة إلى أن العاروري جند المئات من الفلسطينيين، ودربهم على تجهيز وإطلاق الصواريخ وتوجيهها.
وأضافت أن نشاط حماس هذا يتم تحت إشراف حزب الله، ولكن ليس واضحاً ما هي مصلحة نصرالله في ذلك، وخصوصاً أنه بحال تصرفت حماس من منطلق مصالحها أو تحت الضغط الإيراني، فقد يجر ذلك الحدود الشمالية وحزب الله إلى تصعيد غير مرغوب فيه.
وفقاً للصحيفة، فإن سياسة النشاط عبر الساحات تميزت بها حركة حماس في السنوات الأخيرة، حيث يشجع التنظيم عناصره على تنفيذ عمليات مُسلحة، حتى وإن كان ممكناً الانزلاق إلى حرب في غزة غير مرغوبة بالنسبة لها الآن، مضيفة: "يبدو في هذا السياق أن حماس لم تتعلم دروس الماضي بعد".
 

 

 

توازن

وترى الصحيفة أن هذا التحدي متعدد الأوجه يُلزم إسرائيل بالتصرف بطريقة متوازنة ومسؤولة، مع أقصى قدر من التنسيق مع العديد من الأطراف، الولايات المتحدة وأوروبا والأمم المتحدة ومصر والأردن ودول الخليج، في محاولة لمنع التصعيد.
واستطردت: "هذه ليست مهمة سهلة، عندما تكون هناك عناصر داخل مجلس الوزراء السياسي والأمني ​​هي نفسها تقوم بتقويض الاستقرار، وفي وقت تشهد إسرائيل فيه تمزقاً من الداخل".