السبت 18 مارس 2023 / 10:54

بعد عشرين عاماً.. عشيرة صدام ما تزال تدفع الثمن

كشف فلاح الندا، نجل شيخ عشيرة "البوناصر"، التي ينتمي إليها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عن أسباب شتات أهالي العوجة قائلاً "هناك عوائل أخرى لم يُسمح لها بالعودة إلى ديارها، مثل أهالي جرف الصخر، لكن مصيبتنا تبدو استثنائية بالنظر لقربنا من الرئيس الراحل صدام حسين".

وأضاف الندا في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" من مقر إقامته في إقليم كردستان، أنَّ "النظام الجديد وضعنا في خانة الأعداء الدائمين، ولا يجد الندا ما يبرر منع عودتهم سوى إرادة الانتقام".

وبسؤاله عن ظروف العوجة الآن، قال الندا "تحولت إلى ثكنة عسكرية يسيطر عليها فصيل تابع للحشد الشعبي".

ومنذ 2014 الذي شهد صعود تنظيم داعش الإرهابي وسيطرته على أجزاء واسعة من محافظات غرب وشمال العراق، من بينها محافظة صلاح الدين، نزح أكثر من ألف عائلة من العوجة، مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتوزَّعوا في شتات الأرض، حيث لجأ قسمٌ كبير منهم إلى إقليم كردستان، وبعضهم ذهبَ للعيش في مدينة تكريت، وهناك من فضّل الهجرة إلى الخارج.

وحول قرار منع عودة الأهالي، أبدى الندا استغرابه وقال "أتصور أن نائب رئيس الحشد السابق أبو مهدي المهندس والذي اغتالته أمريكا عام 2020 بذل جهوداً حينها لعودة الأهالي، ولم ينجح الأمر، وأتصور أيضاً أن وفداً من المدينة قام بمقابلة السفير الإيراني الذي يحظى بنفوذ واسع في العراق، ولم يثمر اللقاء عن شيء يُذكَر، بل إن أوامر بالعودة صدرت عن رئاسة الوزراء في أوقات مختلفة، وجرى تجاهلها".

وتابع الندا "كان هناك كثير من الجهود المشكورة التي بذلتها اتجاهات عشائرية وسياسية، لكن الأمر لم ينجح، يقولون لنا أحياناً إن العشائر في صلاح الدين لا ترغب بعودتكم، ونحن نرى العشائر هناك تسعى بجهد لعودتنا".
في المقابل، قال المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر محافظة صلاح الدين مروان جبارة المعلومات التي قدّمها الندا إن "المجلس بذل ويبذل جهوداً متواصلة لعودة أهالي العوجة منذ سنوات، لكنه لم ينجح في ذلك، نحن نعتقد أنه على الدولة محاسبة الجناة أو المتورطين في أعمال القتل أو الإرهاب، وفق القانون، والسماح لعودة غير المتورطين والأشخاص العاديين، حتى لو كانوا على صلة قربى بالرئيس الراحل".
وأضاف جبارة للصحيفة أن أغرب ما واجهه سكان العوجة أو أقرباء الرئيس، كما يُسمّون، أن بعضهم وقع بين فكّي التنظيمات الإرهابية من جهة، والسلطات الأمنية وفصائل الحشد من جهة أخرى.
وتضع السلطات العسكرية في العوجة، الواقعة على ضفة نهر دجلة وتبعد نحو 10 كيلومترات جنوب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، أسباباً وذرائع مختلفة لعدم السماح بعودة تلك العائلات، ومنها أنّ بعض سكان المنطقة كانوا قد تعاطفوا مع التنظيم الإرهابي، وبعضهم شارك في معظم أعماله الإجرامية.
وفي 2006 اغتال تنظيم القاعدة الشيخ محمود الندا، وعاد التنظيم في 2008 واغتال شقيقه "أعمام فلاح الندا" واليوم هم ممنوعون من العودة إلى ديارهم بأوامر أمنية.