الحدود الإسرائيلية اللبنانية. (أرشيف)
الحدود الإسرائيلية اللبنانية. (أرشيف)
الجمعة 24 مارس 2023 / 17:45

قلق من استغلال إيران للاضطرابات السياسية في إسرائيل

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن القيادة الإيرانية مقتنعة بأن إسرائيل تسير نحو التدمير الذاتي، وتبحث عن الطريقة الفضلى لاستغلال الاضطرابات السياسية فيها.




وقالت "يديعوت أحرونوت"، إن الوضع الاستخباراتي الإسرائيلي الذي تبلور في المؤسسة الأمنية مطلع شهر رمضان "غير مشجع ويختلف اختلافاً جوهرياً عنه في العامين الماضيين"، مشيرة إلى أن الاختلاف ينبع من الأزمة السياسية والاجتماعية داخل إسرائيل، ومن كون الحكومة تشغل قواتها الأمنية في قناتين، وباستراتيجيتين مختلفتين تتعارضان عادة مع بعضهما.
ووفقاً للصحيفة، يحاول جهاز الأمن الذي يعمل من خلال الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية بكل الوسائل المتاحة له، عسكرياً واقتصادياً، إحلال الهدوء خلال شهر رمضان رغم اشتعال المنطقة. ومن ناحية أخرى، فإن مصادر أمنية تقول إن سلوك الشرطة - بتعليمات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير - يزيد التوتر في القدس وبين الأسرى الأمنيين. وبحسب الصحيفة، قد يكون نتيجة ذلك إشعال الضفة الغربية  المتفجرة أصلاً.
وذكرت الصحيفة، أنه عندما يُسأل كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عما يقلقهم في مجال العمليات، يردون بصوت واحد: "اندماج كل ساحات الصراع في ساحة متفجرة واحدة".
 


التفكك الإسرائيلي

عن ساحة الصراع البعيدة والتي تتمثل في إيران، قالت الصحيفة إنه وفقاً للمعلومات العلنية والأقل علنية أيضاً والتي تصل إلى قوات الأمن الإسرائيلية ومجتمع المخابرات، يبدو أن القيادة الإيرانية وقيادة الحرس الثوري مقتنعان بأن إسرائيل تسير نحو تدمير نفسها، وأن الأزمة الحالية مرحلة جديدة وهامة على طريق تفكك الدولة اليهودية من الداخل، كما أنهم يعتقدون أن الخطوة التالية ستكون اختفاء إسرائيل من خريطة الشرق الأوسط.



مدرستان

وتابعت: "بين النظام الإيراني وقادة الحرس الثوري، هناك مدرستان فكريتان يدور بينهما نقاش، هل يجب أن نساعد إسرائيل على لف الحبل حول رقبتها من خلال الأعمال المسلحة التي ستنشر الفوضى في إسرائيل، أم يجب أن نسمح للإسرائيليين مواصلة عمل التدمير الذاتي وحدهم في هذا الوقت؟"، مشيراً إلى أن أنصار المدرسة الثانية يعتقدون أن أي هجوم مسلح ضد إسرائيل في هذا الوقت لن يؤدي إلا إلى حبس الإسرائيليين، وترميم الشقوق الخطيرة التي ظهرت في الجيش الإسرائيلي، ونتيجة لذلك، ستتوقف عملية تفكك  إسرائيل.
 


 
هل يتحرك حزب الله؟

وتنشغل القيادة الإيرانية ووسائل الإعلام بالسؤالين بشكل مكثف. وفي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشيرون إلى ذلك الأمر بقلق، ويقولون: "إنهم يدركون وجود ضعف في إسرائيل ولا يزالون غير واضحين كيف وما إذا كانوا سيستغلونها"، وربما يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت الإيرانيين، على الأقل في الوقت الحالي، لا يشجعون حزب الله على التحرك مباشرة ضد إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية.

على العكس من ذلك، يرى الإيرانيون في حزب الله أكثر من مجرد رسول، بل شريك استراتيجي وعنصر أساسي في الردع الاستراتيجي الإيراني، لهذا السبب يريد الإيرانيون إبعاد حزب الله عن اللعبة في الوقت الحالي، حتى يتمكن من التصرف عندما يحين وقت المواجهة الكبيرة بين إسرائيل وإيرانـ وربما أيضاً بين الولايات المتحدة وإيران.
لذلك، في الوقت الحالي، يواصل الإيرانيون تحديد مواقع في لبنان وأيضاً في الضفة الغربية، وأفراد فلسطينيين أو مجموعات محلية صغيرة يقدمون لهم المال والسلاح ويرسلونهم للقيام بالأعمال. وذكرت الصحيفة أن نمط العمل هذا ليس جديداً، لكنه اكتسب زخماً مؤخراً ويساهم بشكل كبير في الاضطرابات في الضفة الغربية، وأكدت أن العامل الرئيسي الذي يعمل الإيرانيون من خلاله في الضفة الغربية هو "الجهاد الإسلامي".