منظمة أوبك للبلدان المصدرة للنفط (أرشيف)
منظمة أوبك للبلدان المصدرة للنفط (أرشيف)
الإثنين 3 أبريل 2023 / 16:45

صدمة أوبك+.. ارتفاع وتراجع وصعود

24 - شيماء بهلول

قامت منظمة أوبك + بقيادة السعودية، بالإعلان عن خفض منسق للإنتاج بنحو 1.16 مليون برميل يومياً، في خطوة اعتبرت إجراء احترازياً لتحقيق الاستقرار في أسواق الخام، رغم ضغوط من الولايات المتحدة لزيادة الإنتاج.

وقررت السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والجزائر بشكل منسق خفض إنتاجها اليومي بإجمالي أكثر من مليون برميل يومياً، بدءاً من مايو(أيار) المقبل حتى نهاية العام الجاري في أكبر خفض للإنتاج، كما أعلنت روسيا أنها ستمدد خفض إنتاجها من النفط الخام بواقع 500 ألف برميل يومياً حتى نهاية العام 2023، مشيرة إلى "إجراء مسؤول ووقائي".

وعلى إثر القرار، تأثرت بيانات الاقتصاد العالمي حيث سجلت الأسهم الأوروبية والنفط والدولار ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار، في حين تراجعت أسعار الذهب نتيجة مخاوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة.

طفرة في الأسعار

وفي السياق، صعدت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات اليوم الإثنين بعد أن أنهت ربعاً متقلباً على ارتفاع، وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% في أول جلسة تداول في الربع الجديد، بعد تحقيق مكاسب متتالية في الربعين الماضيين.

وكانت أسهم شركات النفط والغاز أكبر الرابحين، وصعد مؤشر القطاع 3.6% مقترباً من تسجيل أفضل يوم له في 4 أشهر، وصعدت أسهم شركات نفط عملاقة مثل توتال وشل وبي.بي 4% لكل منها.

وارتفع سهم أوني كريديت 0.5% مع بدء البنك الشريحة الأولى من برنامج إعادة شراء الأسهم اليوم والتي تصل إلى 2.34 مليار يورو، وهبط سهم شركة دي.إس.في للخدمات اللوجستية 2.8% بعد طرح جديد لأسهمها.

وبدوره، سجل الدولار ارتفاعاً اليوم الاثنين إثر عودة المخاوف بشأن التضخم، فيما هبط اليورو 0.44% إلى 1.0791 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى في أسبوع عند 1.0788 دولار، وتراجع الين الياباني 0.46% إلى 133.41 للدولار، ووصل الجنيه الإسترليني إلى 1.2277 دولار بانخفاض 0.45%، وزاد الدولار 0.32% مقابل الفرنك السويسري.

كما ارتفعت أسعار النفط مسجلة أكبر زيادة يومية منذ نحو عام، وقفز خام برنت 4 دولارات أو 5% إلى 83.89 دولار للبرميل، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 86.44 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4 دولارات أو 5% إلى 79.39 دولاراً للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى منذ أواخر يناير(كانون الثاني) الماضي.

المعادن النفيسة

ومن جهتها، تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.8% إلى 1951.37 دولار للأونصة، وهو أدنى مستوى في أسبوع تقريباً، كما انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.9% إلى 1968.20 دولار.

وقال مات سيمبسون كبير محللي السوق لدى سيتي إندكس: إن "تراجع الذهب يأتي مع تقييم المستثمرين لجاذبية الذهب باعتباره من أصول الملاذ الآمن مقابل احتمالية استمرار زيادة أسعار الفائدة لفترة أطول، ومن الواضح أن كفة المخاوف من التضخم وارتفاع أسعار الفائدة رجحت".

وأشارت إيه.إن.زد في مذكرة إلى أن "الطلب على الذهب كملاذ آمن تراجع مع انحسار الاضطرابات المصرفية الأمريكية"، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 2.1% إلى 23.56 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 1% إلى 981.89 دولار، والبلاديوم 0.7% إلى 1449.94 دولار.

توقعات للأسعار

ورفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لأسعار العقود الآجلة لخام برنت، وقال محللو البنك في مذكرة أمس الأحد إن "التوقعات لسعر خام برنت لديسمبر(كانون الأول) 2023 زادت 5 دولارات إلى 95 دولاراً للبرميل، فيما تم رفع التوقعات لديسمبر(كانون الأول) 2024 3 دولارات إلى 100 دولار للبرميل.

وقال البنك: "الخفض المفاجئ (للإنتاج) اليوم يتفق مع نهج أوبك+ الجديد بالتصرف بشكل استباقي لأنها تستطيع فعل ذلك دون تكبد خسائر كبيرة في حصتها السوقية"، وأضاف أنه "بينما كانت هذه الخطوة مفاجئة، فإن القرار يعكس اعتبارات اقتصادية مهمة وسياسية محتملة".

وتشير تقديرات البنك إلى أن خفض الإنتاج يمكن أن يوفر زيادة 7% في أسعار النفط، مما يساهم في زيادة إيرادات السعودية وأوبك+.

وأشار البنك إلى أن قرار أوبك+ جاء أيضاً بعد إعلان الولايات المتحدة وفرنسا عن تحرير مخزونات من احتياطياتهما البترولية الإستراتيجية، وقال: "رفض إعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي في السنة المالية 2023، على الرغم من بلوغ خام غرب تكساس الوسيط (القياسي الأمريكي) مستويات متدنية كانت توصف بأنها كافية لإعادة الملء، ربما يكون قد ساهم في قرار أوبك+ بشأن الخفض أيضاً".

قرار مفاجئ

وفي وكالة الأنباء السعودية "واس"، قال مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية إن "الخطوة إجراء احترازي يهدف إلى دعم استقرار أسواق البترول"، كما قال وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي: إن "هذا الخفض الطوعي هو إجراء احترازي يتم لتحقيق التوازن في سوق النفط"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وحسب بيان المنظمة، يضاف هذا الخفض الذي جاء في سلسلة بيانات متعاقبة من الدول المعنية المختلفة إلى الخفض الذي أعلنه تحالف "أوبك+" في أكتوبر(تشرين الأول) 2022 ويقضي بخفض مليوني برميل يومياً حتى نهاية عام 2023.

ويأتي هذا الخفض، وهو الأكبر منذ ذروة جائحة كوفيد في عام 2020، رغم مخاوف من أنّه قد يؤدي إلى زيادة التضخم ودفع المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر، وأوضح البيان أن السعودية ستخفض 500 ألف برميل يومياً، والعراق 211 ألف برميل، والإمارات 144 ألف برميل، والكويت 128 ألف برميل، والجزائر 48 ألف برميل، وسلطنة عمان 48 ألف برميل، على ما أعلنت كل دولة.

وأشار الخبير في مجال الطاقة إبراهيم الغيطاني، إلى أنّ التخفيضات الطوعية تأتي بعدما وصلت أسعار خام برنت إلى أدنى مستوياتها في عامين في مارس(أذار) الماضي، بسبب أزمة بعض المصارف الأمريكية، وقال إنّ "انخفاض أسعار برنت عند أقل من 80 دولاراً هو مستوى غير مقبول لدى أعضاء أوبك+"، لافتاً إلى أن "الدول المنتجة تتمسك بمستوى توازني يدعم موازناتها المالية الكبيرة في هذا العام، وخططها الاقتصادية المقبلة".

وقال المحلل المتخصص بشؤون الخليج في نشرة "ميدل إيست إيكونوميك سيرفي"، يسار المالكي: إنّ "القرار لم يكن غير متوقع تماماً بعد الانخفاض الأخير في أسعار (النفط)، ولكن كان له أيضاً وقع المفاجأة في ما يتعلق بحجم الخفض المعلن".